مالك الحافظ - روزنة|| تُثير التعزيزات العسكرية المستمرة للقوات التركية إلى الشمال السوري الكثير من التساؤلات حول أسباب هذه التعزيزات، والأهداف التي تقف وراءها.
تركيا التي كانت حصّنت بعض من مواقعها في أنحاء من ريف إدلب الجنوبي صباح يوم الأربعاء، حيث جلبت كتلا اسمنتية مسبقة الصنع ومن المفترض أن يتم توزيعها على مناطق معينة من أوتوستراد حلب اللاذقية، وذلك بالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية تركية إضافية يوم الثلاثاء.
ونشرت القوات التركية آلاف المقاتلين في محافظة إدلب خلال شهري شباط و آذار، وشملت عمليات الانتشار القوات الخاصة التركية ذات الخبرة والوحدات المدرعة ووحدات المشاة الخفيفة.
ولعل أبرز التساؤلات حول استمرار توافد التعزيزات العسكرية التركية نحو مناطق الشمال السوري، تتمحور حول ما إذا كان هدف الانتشار يتمثل برسم تركيا مناطق نفوذ تتبع لها تمتد من مركز محافظة إدلب وترتبط بما تبقى من أرياف حلب الغربية والشمالية المنضوية ضمن مناطق "درع الفرات" و "غصن الزيتون" وامتداداً نحو مناطق "نبع السلام"، غير أن ربط هذه المناطق ببعضها دون اقتطاع يتطلب استكمال التوافقات الروسية-التركية التي يفترض أن تتبع الإعلان عن اتفاق موسكو (5 آذار الفائت)، مقابل سيطرة روسية على طريق حلب-دمشق الدولي "M5"، وامتداد هذه السيطرة نحو طريق حلب-اللاذقية الدولي "M4".
اقرأ أيضاً: ما هي احتمالات فتح عمل عسكري في محيط طريق "M4"؟
بينما يتمحور الاحتمال الآخر حول أن يكون جزء من مهمة القوات التركية مواجهة التنظيمات الجهادية المتطرفة سواء في المناطق المحيطة بطريق "M4" والتي يتواجد فيها "الحزب الإسلامي التركستاني"، أو جماعة "حراس الدين" في شمال إدلب، وهو التنظيم الذي يعتبر امتداداً لتنظيم "القاعدة" الإرهابي والذي يتزعمه أيمن الظواهري، وهي التنظيمات التي يقال عنها مؤخراً أنها خارجة عن السيطرة التركية.
إدلب بؤرة للانفجار؟
المحلل العسكري، العقيد الركن مصطفى الفرحات، أشار خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن الشمال السوري غير مستقر و هو عبارة عن بؤرة للانفجار، ما يستدعي تواجد قوات تركية هناك، وفق رأيه.
ورأى أنه وبالنظر إلى أن تركيا قوة عسكرية كبيرة فإن ذلك يتطلب أن يكون لديها قوات لتنفيذ مهام تطلب منها، وتابع "هناك فصائل تحاول أن تعبث بأي اتفاقات أو حلول سياسية؛ حتى لو كانت هذه الحلول تناسب سكان الشمال السوري والمهجرين وكذلك جميع الشعب السوري… هي صاحبة أجندة جهادية مفتوحة عابرة للحدود، و لا يهمها بشار الأسد إن سقط أو بقي، المهم لديها أن تحمل البندقية وتستمر في ايديولوجيا الجهاد بمعتقد يستند إلى أشياء غير منطقية وغير واقعية في ظروفنا الراهنة".
وأردف "هذه التنظيمات كحراس الدين والحزب التركستاني لا تقبل بأي هدن و لا حلول سياسية فهي ستزعزع أي اتفاقات، وبالتالي يتطلب على تركيا أن تكون هي القوة الضاربة في المنطقة لردع هذه التنظيمات… عسكريا فإن تركيا ترى أنها يجب أن تمتلك قوة عسكرية على الأرض قادرة على مجابهة أي خطر".
وأكمل "هناك أيضاً احتمال أن ينشب احتكاك بين الأتراك من ناحية والنظام مع العناصر الإيرانية من ناحية، حيث شعرت طهران أنها خارج الحسابات بعد أن أصبحت بعيدة عن الاتفاقات، وباتت التفاهمات بين روسيا وتركيا فقط".
قد يهمك: تعميق التفاهمات الروسية-التركية حول إدلب… ما الخطوة التالية؟
وختم بالقول أن "تعزيز الوجود التركي له عدة دلالات؛ منها حماية مناطق الشمال وحماية أكبر لنقاط المراقبة و إنشاء بنية تحتية، ما يشير إلى احتمال أن هذا الوضع قد يستمر إلى أمد بعيد طالما أن أفق التسوية السياسية غائب، وبالتالي سوف يكون هناك تعزيز لسلطة الأمر الواقع".
من ناحيته اعتبر المحلل السياسي حسام نجار، خلال حديثه لـ "روزنة" أنه و في المرحلة الأخيرة من الحل السوري، فإن إدلب قد يتم جعلها مقاطعة مستقلة إلى حد ما، وهذا يعني أن تكون قدرتها المختلفة قادرة على تلبية احتياجات السكان، وأضاف في هذا السياق "قد يكون هذا الطرح غير معلن حالياً لكن التأكيد آت؛ و محاولة تثبيت النقاط المختلفة العسكرية وغيرها".
وزاد في حديثه أنه "خلال هذه الفترة تجد أن التحركات أخذت طابع دولي أكثر و أعمق لمنع تحرك الروس والنظام ضد إدلب؛ ومحاولة تركيا الحشد ستُسهّل ما أقول، لكن ستكون هناك ضوابط أهمها العسكرية… وجود الحزب التركستاني الآن لمصلحة تركيا؛ و لا يمكنها التخلي عنه حتى يتم التوافق الكلي، لأن إنهاء تواجد الحزب حالياً سيشكل ضغطاً على الروس من ناحية نقل عناصر هذا الحزب".
و تباحث الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الأربعاء بالملف السوري، حيث ناقشا اتفاق إدلب المبرم في موسكو، وذكرت وسائل إعلام تركية أن المباحثات هاتفية وشاملة حول "مسألة إدلب والملف السوري، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية".
تركيا التي كانت حصّنت بعض من مواقعها في أنحاء من ريف إدلب الجنوبي صباح يوم الأربعاء، حيث جلبت كتلا اسمنتية مسبقة الصنع ومن المفترض أن يتم توزيعها على مناطق معينة من أوتوستراد حلب اللاذقية، وذلك بالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية تركية إضافية يوم الثلاثاء.
ونشرت القوات التركية آلاف المقاتلين في محافظة إدلب خلال شهري شباط و آذار، وشملت عمليات الانتشار القوات الخاصة التركية ذات الخبرة والوحدات المدرعة ووحدات المشاة الخفيفة.
ولعل أبرز التساؤلات حول استمرار توافد التعزيزات العسكرية التركية نحو مناطق الشمال السوري، تتمحور حول ما إذا كان هدف الانتشار يتمثل برسم تركيا مناطق نفوذ تتبع لها تمتد من مركز محافظة إدلب وترتبط بما تبقى من أرياف حلب الغربية والشمالية المنضوية ضمن مناطق "درع الفرات" و "غصن الزيتون" وامتداداً نحو مناطق "نبع السلام"، غير أن ربط هذه المناطق ببعضها دون اقتطاع يتطلب استكمال التوافقات الروسية-التركية التي يفترض أن تتبع الإعلان عن اتفاق موسكو (5 آذار الفائت)، مقابل سيطرة روسية على طريق حلب-دمشق الدولي "M5"، وامتداد هذه السيطرة نحو طريق حلب-اللاذقية الدولي "M4".
اقرأ أيضاً: ما هي احتمالات فتح عمل عسكري في محيط طريق "M4"؟
بينما يتمحور الاحتمال الآخر حول أن يكون جزء من مهمة القوات التركية مواجهة التنظيمات الجهادية المتطرفة سواء في المناطق المحيطة بطريق "M4" والتي يتواجد فيها "الحزب الإسلامي التركستاني"، أو جماعة "حراس الدين" في شمال إدلب، وهو التنظيم الذي يعتبر امتداداً لتنظيم "القاعدة" الإرهابي والذي يتزعمه أيمن الظواهري، وهي التنظيمات التي يقال عنها مؤخراً أنها خارجة عن السيطرة التركية.
إدلب بؤرة للانفجار؟
المحلل العسكري، العقيد الركن مصطفى الفرحات، أشار خلال حديث لـ "روزنة" إلى أن الشمال السوري غير مستقر و هو عبارة عن بؤرة للانفجار، ما يستدعي تواجد قوات تركية هناك، وفق رأيه.
ورأى أنه وبالنظر إلى أن تركيا قوة عسكرية كبيرة فإن ذلك يتطلب أن يكون لديها قوات لتنفيذ مهام تطلب منها، وتابع "هناك فصائل تحاول أن تعبث بأي اتفاقات أو حلول سياسية؛ حتى لو كانت هذه الحلول تناسب سكان الشمال السوري والمهجرين وكذلك جميع الشعب السوري… هي صاحبة أجندة جهادية مفتوحة عابرة للحدود، و لا يهمها بشار الأسد إن سقط أو بقي، المهم لديها أن تحمل البندقية وتستمر في ايديولوجيا الجهاد بمعتقد يستند إلى أشياء غير منطقية وغير واقعية في ظروفنا الراهنة".
وأردف "هذه التنظيمات كحراس الدين والحزب التركستاني لا تقبل بأي هدن و لا حلول سياسية فهي ستزعزع أي اتفاقات، وبالتالي يتطلب على تركيا أن تكون هي القوة الضاربة في المنطقة لردع هذه التنظيمات… عسكريا فإن تركيا ترى أنها يجب أن تمتلك قوة عسكرية على الأرض قادرة على مجابهة أي خطر".
وأكمل "هناك أيضاً احتمال أن ينشب احتكاك بين الأتراك من ناحية والنظام مع العناصر الإيرانية من ناحية، حيث شعرت طهران أنها خارج الحسابات بعد أن أصبحت بعيدة عن الاتفاقات، وباتت التفاهمات بين روسيا وتركيا فقط".
قد يهمك: تعميق التفاهمات الروسية-التركية حول إدلب… ما الخطوة التالية؟
وختم بالقول أن "تعزيز الوجود التركي له عدة دلالات؛ منها حماية مناطق الشمال وحماية أكبر لنقاط المراقبة و إنشاء بنية تحتية، ما يشير إلى احتمال أن هذا الوضع قد يستمر إلى أمد بعيد طالما أن أفق التسوية السياسية غائب، وبالتالي سوف يكون هناك تعزيز لسلطة الأمر الواقع".
من ناحيته اعتبر المحلل السياسي حسام نجار، خلال حديثه لـ "روزنة" أنه و في المرحلة الأخيرة من الحل السوري، فإن إدلب قد يتم جعلها مقاطعة مستقلة إلى حد ما، وهذا يعني أن تكون قدرتها المختلفة قادرة على تلبية احتياجات السكان، وأضاف في هذا السياق "قد يكون هذا الطرح غير معلن حالياً لكن التأكيد آت؛ و محاولة تثبيت النقاط المختلفة العسكرية وغيرها".
وزاد في حديثه أنه "خلال هذه الفترة تجد أن التحركات أخذت طابع دولي أكثر و أعمق لمنع تحرك الروس والنظام ضد إدلب؛ ومحاولة تركيا الحشد ستُسهّل ما أقول، لكن ستكون هناك ضوابط أهمها العسكرية… وجود الحزب التركستاني الآن لمصلحة تركيا؛ و لا يمكنها التخلي عنه حتى يتم التوافق الكلي، لأن إنهاء تواجد الحزب حالياً سيشكل ضغطاً على الروس من ناحية نقل عناصر هذا الحزب".
و تباحث الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الأربعاء بالملف السوري، حيث ناقشا اتفاق إدلب المبرم في موسكو، وذكرت وسائل إعلام تركية أن المباحثات هاتفية وشاملة حول "مسألة إدلب والملف السوري، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية".
الكلمات المفتاحية