تعرف إلى عيد "أكيتو" في سوريا 

تعرف إلى عيد "أكيتو" في سوريا 
أخبار | 01 أبريل 2020
يحتفل الآشوريون السوريون ابتداء من اليوم (الأول من نيسان) وحتى الثاني عشر منه، بعيد "أكيتو" أو رأس السنة الآشورية، حيث وصل التقويم الآشوري هذا العام إلى سنة 6771، كما يحتفل به إلى جانب الآشوريين كل من السريانيين والكلدانيين.

ويعود أصل الاحتفال به إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، وكان تحديد يوم رأس السنة يعتمد على عدة عناصر طبيعية، وأهمها القمر، فقد كان معلوماً أن شهر "نيسانو" (نيسان) يبدأ بحسب التقويم الآشوري بليلة الاعتدال الربيعي. 

ويمثّل ارتداء الرجال سراويل فضفاضة وأوشحة طويلة وريشاً ملونة توضع لطيات العمامة، أحد أبرز طقوس الاحتفال بـ "أكيتو"، كما تقام الرقصات الشعبية في الساحات والأماكن العامة، على وقع أنغام الموسيقى الاحتفالية والأهازيج الغنائية. 

ويتم تقسيم أيام الاحتفالات المتواصلة إلى طقوس مختلفة، ففي الأيام الثلاثة الأولى تُعرف بطقوس الحزن، ليأتي بعدها يومان للطهارة وطلب الغفران، ويلحق بهما يوما الأمل والرجاء.
 
 
ويعتبر أحد أقدم الأعياد التي عرفتها الحضارة الإنسانية، حيث استخدمه الأكاديون والعموريون والآشوريون والكلدان و البابليون و السريان في سوريا والعراق، منذ العام 4747 قبل الميلاد حتى العام 100 ميلادياً، ولا يزال مستخدَماً كتقويم قومي لدى الآشوريين في سوريا.

هذا ويتم تداول جملة "أكيتو بريخو" للتهنئة بالعيد، والتي تعني بحسب مراجع تاريخية؛ الفرح والسعادة.

أصل العيد 

لقد كان للأسطورة دور هام وأساسي في حياة الشعوب القديمة، ولاسيما في بلاد ما بين النهرين، حيث شكلت الأسطورة المساحة الفكرية والإيديولوجية التي جرت عليها أحداث "الدراما الإلهية" عند الآشوريين القدماء، حيث وجدوا في ظواهر الطبيعة تجسيدًا للقوانين الإلهية الخالدة، كما أنهم أعطوها بعدا وظيفيا من خلال طبع هذه الظواهر بغايات ومقاصد؛ كان الإنسان الآشوري يطمح إليها ويربطها بالمناسبات والممارسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع.

قد يهمك: أعياد الطائفة العلوية... ماذا تعرف عنها؟

"أكيتو" كلمة سومرية اتفق عليها باحثون بأنها تعني تعني بداية أو عتبة، ويقوم عيد "أكيتو" على الاحتفال بالربيع وحصاد الشعير (وهنا يمكن أن نلاحظ ارتباط كلمة شعير البابلية والاكدية بكلمة شعائر أو شعيرة بمعنى الطقوس الدينية). 
 
 
 
تاريخياً وفي العهود القديمة فإن أصل الأشهر الآشورية كانت تبدأ بشهر نيسان وتنتهي بشهر آذار، وتمت تسميتها نسبة إلى الآلهة التي كانوا يعبدونها في عصور ما قبل الميلاد وهي:

1- شهر الإله (أنوو انليل) نيسان، 2- شهر الإله (ايا) سيد الشعوب "أيار"، 3- شهر الإله (نتورتو) البطل الكبير "تمّوز"، 4- شهر الإله (عشتار) سيدة الشعوب "أيلول"، 5- شهر الإله (شمش) بطل كل العالم "تشرين الأول". 

6- شهر اراه ساحين شهر الإله (مردوخ) أكثر الآلهة حكمة "تشرين الثاني"، 7- شهر كسلق شهر الإله (نركال) البطل الكبير "كانون الأول"، 8- شهر تبت شهر الإله (بابسوكال) وزير الإله انو والإله عشتار "كانون الثاني"، 9- شهر الإله (ادد) سيد المياه والسماء والأرض "شباط"، 10- شهر الآلهة السبعة (الآلهة العظام) "أذار".
 
 
الآشوريون والكلدان والسريان هم مجموعة عرقية دينية ساميّة مسيحية تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا وبأعداد أقل في إيران، فضلا وجود أعداد أخرى في المهجر في الولايات المتحدة ودول أوروبا. يتميزون بلغتهم الأم السريانية، وهي لغة سامية شمالية شرقية، وهم  وينحدرون من عدة حضارات قديمة في الشرق الأوسط؛ أهمها الآشورية والآرامية.

يشكل الأشوريون ثلث مسيحيي سورية تقريباً، حيث غادر قسم كبير منهم بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، واتجهوا لمحافظة الحسكة (شمال شرق سوريا)، كما تعرضوا للقمع في بداية ثلاثينيات القرن الماضي في العراق، حيث دُمرت قراهم لتتوالى هجراتهم نحو الخابور في سوريا.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق