السوريون بمواجهة كورونا في عنتاب: "أخسر عملي مؤقتاً ولا أخسر صحتي"

السوريون بمواجهة كورونا في عنتاب: "أخسر عملي مؤقتاً ولا أخسر صحتي"
أخبار | 01 أبريل 2020

"اشتريت علبتي كمامات وقفازات، ولن أخرج لا أنا ولا أحد من أولادي خارج المنزل دون ارتدائهم، الوضع الآن أصبح جدياً وأنا بصراحة خائفة"، تقول أم مصطفى، أرملة سورية، مقيمة في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا لـ"روزنة".

 
منذ أعلنت غرفة أطباء (كلس – غازي عنتاب)، أمس الثلاثاء، عن إصابة 36 شخصاً بمدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا بفيروس كورونا. ولاحقاً وفاة شخصين بالفيروس حتى تحوّل القلق بين السوريين في غازي عنتاب إلى خوف، وخصوصاً أولئك الذين يعملون خارج منازلهم.
 
يقول عبد الرحمن، وهو أب لـ 3 أطفال، لـ"روزنة": عملي في معمل ألبسة، يومياً أحتك مع عشرات الناس، ربّما يكون أحدهم مصاباً لا أعلم، لكن ما أعلمه أنّني أتّخذ كل الاحتياطات حتى لا أُصاب بالفيروس، وأنقل العدوى إلى عائلتي.
 
يلتزم معظم العاملين السوريين بارتداء الكمامات والقفازات، إضافة إلى التزام الكثير من أصحاب المحال والعاملين لديهم، لكن البعض ما زال يعتبر الموضوع بسيطاً.
 
عند سؤاله عن سبب عدم ارتدائه الكمامة، يقول محمد لـ"روزنة": "أنا لست مؤمناً بأنّ هذه الكمامة تقينا من الإصابة، عدا عن كون الكثير من الكمامات انتشرت وهي ليست طبية، لذلك أترك الأمور على الله".
 
يعمل محمد في محمصة حيث يُلامس بالوضع الطبيعي معظم الموجودات بالمحل، وصولاً لإعطاء الزبون طلبه باليد.
 
ووفق منظمة الصحة العالمية فإن العدوى بالفيروس المستجد ممكن أن تنتقل عبر الأسطح الملوثة بعد ملامستها، حيث يمكن أن يعيش لأيام عليها.
 
لكن محمد بدأ يشعر بالخوف منذ أن انتشر قبل يومين تسجيل مصوّر لرجل سقط على الأرض، في منطقة بازار إيراني وسط غازي عنتاب، وشكّك المتابعون بأنّه مصاب بكورونا. ليتّضح بحسب مقربين له بأنه سقط بسبب ثمالته.

اقرأ أيضاً: تطورات "كورونا" لحظة بلحظة... تعرف إليها

ومنذ الإعلان عن أول إصابة في تركيا اتّخذت الحكومة التركية سلسلة إجراءات تنفيذية للحد من انتشار الفيروس كإغلاق المدارس والمطاعم والمقاهي، والحدائق والأماكن العامة، داعية المواطنين البقاء في المنزل كوسيلة ناجعة في منع انتشار الوباء.
 
مها، حلاقة نسائية، تقول لـ"روزنة": قبيل انتشار الإصابات بشكل كثيف في تركيا، قررت إغلاق صالون الحلاقة الخاص بي، ولا سيما أنّ الأدوات التي أعمل بها على احتكاك مع عشرات الأشخاص، وذلك حتى قبل اتخاذ السلطات التركية قرارات إغلاق صالونات الحلاقة".
 
وتضيف، "أن أخسر عملي مؤقتاً خير لي من أن أخسر صحتي أو أنقل الوباء لغيري، لذلك اتخذت قاعدة، خليك بالبيت، لضمان منع انتقال العدوى، ولا أخرج إلا للضرورة القصوى".
 
وجاء في تقرير غرفة أطباء (كلس – غازي عنتاب)، وفق تلفزيون "ميغا" التركي، أنه من بين المصابين طبيب أسنان وممرضين، و6 حالات في العناية المركزة، اثنتان منهما في حالة حرجة.
 
وأضافت القناة التركية لاحقاً، أن الفيروس تسبب بوفاة شخصين من ذات المدينة، أحدهما يبلغ من العمر 58 عاماً ذهب إلى إسطنبول وأصيب هناك بالعدوى، وتوفي أثناء تلقي العلاج، والآخر يبلغ من العمر 73 عاماً أصيب بالعدوى من ألمانيا، كذلك توفي أثناء تلقي العلاج في مدينة غازي عنتاب.

قد يهمك: نصائح يجب أن تعرفها لمنع زيادة وزنك في الحجر المنزلي
 
وكانت وزارة الصحة التركية أعلنت مساء أمس الثلاثاء، تسجيل 214 ألف وفية بالفيروس المستجد، وإصابة 13  ألف و531 شخصاً.
 
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا حول العالم 874 ألف و81 إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات 43 ألف و291 حالة، في 180 بلداً حول العالم.
 
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الأشخاص الأكثر عرضة للوفاة هم كبار السن، إضافةً إلى الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة كالتهاب الرئتين والقلب والربو وغيرها، فضلًا عن الأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة، والذين لا يتلقّون الرعاية الطبّية عندما تتفاقم إصاباتهم وهو ما يحصل في إيطاليا.
 
وظهر الفيروس في ووهان الصينية للمرّة الأولى، وأول الدول التي انتقل إليها المرض هي الدول الآسيوية المحيطة بالصين مثل كوريا الجنوبية وتايلند، حيث يزيد عدد المصابين في كوريا الجنوبية.
 
السوريون بمواجهة كورونا في عنتاب:
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق