مالك الحافظ - روزنة|| على وقع القصف التركي الذي طال اليوم الخميس مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي والتي تتواجد بها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أكدت مصادر خاصة لـ "روزنة" وجود تفاهم روسي-تركي؛ يقضي بانسحاب قوات "قسد" من تل رفعت، وكذلك قوات النظام السوري من محيط المدينة.
ولفتت المصادر إلى أن العمل العسكري الذي يشاع استهدافه مدينة تل رفعت سيكون محدوداً، مقابل أن تنسحب "قسد" وقوات النظام السوري من المدينة ومحيطها في أقرب وقت، إضافة إلى الانسحاب من مناطق أخرى؛ أبرزها مدينة عين العرب/كوباني.
المصادر أفادت بأن التفاهم حول هذه المناطق هو ثمرة التوافق بين الروس والأتراك والذي تم ترسيخه بعد اتفاق/بروتوكول موسكو حول إدلب في مطلع الشهر الجاري، مشيرة إلى أن عدد من البلدات إلى جانب مدينتي تل رفعت وعين العرب/كوباني ستنتقل إلى النفوذ التركي وقوات "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة.
تدرك موسكو أن معادلة ترسيخ نفوذها في شرق الفرات لا تقل صعوبة عن ملف إدلب، وقد يبدو أن تفاهماتها مع تركيا لن يُعكر صفوها سوى التجاذبات مع واشنطن، و من أجل تحقيق ما تصبو إليه موسكو فإنها قد لن ترى ضيراً بالمضي صوب إعلان "إدارة مشتركة" بينها وبين أنقرة على مناطق حدودية بين سوريا وتركيا؛ دائماً ما تؤرق الأخيرة، في مقدمتها (عين العرب/كوباني، و منبج)، مقابل ضمان إبعاد كافة أشكال التواجد العسكري والإداري لقوات "قسد"، فضلاً عن انسحابات لقوات "قسد" إلى جانب قوات النظام السوري من قرى وبلدات تهتم بها أنقرة في ريف حلب الشمالي، أبرزها (تل رفعت، بلدة منغ ومطارها العسكري، دير جمال).
اقرأ أيضاً.. شرق الفرات: تنافس روسي أميركي حول عقد اتفاقات مع "قسد"
مصادر محلية عدة كانت قد أشارت إلى أن قوات رديفة لقوات النظام السوري كانت انسحبت خلال اليومين الماضيين من مناطق عين عيسى (ريف الرقة) و عين العرب ومنبج (ريف حلب)، في إشارة ميدانية بدت وكأنها أولى معالم خروج بعض هذه المناطق ومحيطها من سيطرة دمشق و "الإدارة الذاتية" الكردية.
المحلل السياسي، قحطان عبد الجبار، قال حول المستجدات الميدانية في الشمال السوري، أن انسحاب القوات التابعة للنظام من عين عيسى ومحيط مدينة عين العرب باتجاه القاعدة الروسية في بلدة العريمة (50 كلم شرق حلب).
واعتبر عبد الجبار خلال حديثه لـ "روزنة" بأن هناك شيء من الاتفاق بين أنقرة وموسكو حول مدينة عين العرب بالتحديد؛ من أجل أن توصل تركيا منطقة "نبع السلام" مع منطقة "درع الفرات"، حيث يتضمن الاتفاق تسليم مدينة عين العرب إلى الحكومة التركية وخروجها عن سيطرة النظام وقوات سوريا الديمقراطية، غير أنه أشار إلى أن مدينة منبج ما تزال حتى الوقت الحالي بعيدة عن أي اتفاق روسي-تركي.
وأكمل مردفاً حول مصير مدينة منبج "المدينة أمنياً وعسكرياً تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أما قوات النظام تتواجد في محيطها، لكن لم يتم حتى اللحظة دخول أي قوات امنية و عسكرية للنظام إلى منبج… الإدارة الأميركية لا زالت تمتلك النفوذ الأكبر في منبج من خلال تأثيرها على قسد؛ ولا زال الروس يحاولون فرض أجندات النظام على جميع الأطراف في المنطقة (قسد والمعارضة)".
قد يهمك.. ما خطة روسيا بعد السيطرة على طريق حلب دمشق الدولي؟
من جانبه أشار الكاتب والباحث السياسي صدام الجاسر، إلى أن النظام السوري لم يكن متواجد بشكل رسمي في كل من عين العرب/كوباني ومنبج؛ وإنما كانت هناك بعض القوات التي تسانده تتبع لبعض أمراء الحرب الذين يعملون مع النظام مثل مجموعة القاطرجي.
وتواجد نفوذ القاطرجي في كل من أرياف عين عيسى ومنبج وعين العرب؛ وكانت تخضع بتحركاتها بشكل كامل لأوامر القوات الروسية.
ورأى خلال حديثه لـ "روزنة" بأن الأمور في المنطقة هناك تتجه نحو تثبيت نفوذ متفق عليه بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة، وتابع "يبدو أن الأتراك سيتقدمون نحو مناطق جديدة خصوصا منبج وعين العرب وسيتم تسليمها لهم من طرف الروس دون مقاومة حقيقية من قوات قسد".
وتابع في سياق متصل "المنطقة تتجه نحو الاستقرار وسيكون هناك اتفاق تركي مع قوات قسد… الأتراك لن يقبلوا بوجود قيادات من قنديل ضمن صفوف قسد؛ والأمريكان موافقون على هذا الأمر، و قيادات قسد السورية ستكون هي الفاعل الحقيقي في المرحلة المقبلة وسيقع عليهم مهمة تطهير صفوفهم من قيادات قنديل التي تعتبرها تركيا قيادات إرهابية".
هل تتعمق التفاهمات الروسية-التركية؟
عبد الجبار رأى من ناحيته أن التفاهمات الروسية التركية قائمة في إدلب عبر تسيير الدوريات، فضلاً عن الاتفاق المتعلق بمدينة تل رفعت و انسحاب "قسد" منها.
وزاد بالقول "هناك أمر لا يزال نقطة خلافية بين تركيا وروسيا يتمثل بالطريق الدولي "إم 4" في الحسكة بخصوص تواجد قوات الجيش الوطني في جنوب الطريق أم شماله… الاتفاق (الروسي-التركي حول المنطقة) يقول أن هذه القوات يجب ألا تتجاوز الطريق، وقبل أشهر كان هناك تجاوز من قبل قوات الجيش الوطني في عين عيسى؛ حيث تم إرجاعهم بالقوة من قبل القوات الروسية".
اقرأ أيضاً.. "حرب باردة" بين واشنطن و موسكو... والسبب شرقي الفرات؟
في حين اعتبر الباحث السياسي الجاسر أن المنطقة هناك ستشهد المرحلة الثانية من اتفاق الأتراك والروس، ما يعني أن المكاسب التي حصل عليها الروس في إدلب سيدفعون مقابلها للأتراك كمكاسب لهم في الشمال الشرقي، والتي ستكون على حساب "قسد".
وتابع بأن "قسد جعلت من نفسها ورقة تفاوض بيد الروس؛ ولكن ما يمكن كسبه لقسد في هذه الحالة هو التأكيد على وجودها وتثبيت نفوذها في المنطقة… الحديث يدور عن منطقة بعمق 30 كلم للأتراك تمتد على طول الشريط الحدودي… طبعا سيكون هذا الحزام العربي هو منطقة آمنة للأتراك وستكون قوات قسد قد وضعت نفسها ضمن مناطق داخلية ذات أغلبية عربية وبذلك ستكون مجبرة على اتخاذ خطوات حقيقية باتجاه محاولة جذب الحاضنة العربية المتواجدة ضمن مناطق سيطرتها".
وختم بالقول "العشائر العربية بعد أن تدرك أن الحدود تم رسمها؛ وأن النظام لن يستطيع التقدم نحوها وأن "قسد" غير قادرة على تسليم مناطق للنظام فلن تقبل ببقائها بدون مشاركة حقيقية في القرار وقيادة المنطقة، و على المدى البعيد فإن المنطقة لن تبقى محكومة بنفس الطريقة؛ وستفقد "قسد" السيطرة عليها إن لم تتخذ خطوات تشاركية فعليا مع أبناء المنطقة".
ولفتت المصادر إلى أن العمل العسكري الذي يشاع استهدافه مدينة تل رفعت سيكون محدوداً، مقابل أن تنسحب "قسد" وقوات النظام السوري من المدينة ومحيطها في أقرب وقت، إضافة إلى الانسحاب من مناطق أخرى؛ أبرزها مدينة عين العرب/كوباني.
المصادر أفادت بأن التفاهم حول هذه المناطق هو ثمرة التوافق بين الروس والأتراك والذي تم ترسيخه بعد اتفاق/بروتوكول موسكو حول إدلب في مطلع الشهر الجاري، مشيرة إلى أن عدد من البلدات إلى جانب مدينتي تل رفعت وعين العرب/كوباني ستنتقل إلى النفوذ التركي وقوات "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة.
تدرك موسكو أن معادلة ترسيخ نفوذها في شرق الفرات لا تقل صعوبة عن ملف إدلب، وقد يبدو أن تفاهماتها مع تركيا لن يُعكر صفوها سوى التجاذبات مع واشنطن، و من أجل تحقيق ما تصبو إليه موسكو فإنها قد لن ترى ضيراً بالمضي صوب إعلان "إدارة مشتركة" بينها وبين أنقرة على مناطق حدودية بين سوريا وتركيا؛ دائماً ما تؤرق الأخيرة، في مقدمتها (عين العرب/كوباني، و منبج)، مقابل ضمان إبعاد كافة أشكال التواجد العسكري والإداري لقوات "قسد"، فضلاً عن انسحابات لقوات "قسد" إلى جانب قوات النظام السوري من قرى وبلدات تهتم بها أنقرة في ريف حلب الشمالي، أبرزها (تل رفعت، بلدة منغ ومطارها العسكري، دير جمال).
اقرأ أيضاً.. شرق الفرات: تنافس روسي أميركي حول عقد اتفاقات مع "قسد"
مصادر محلية عدة كانت قد أشارت إلى أن قوات رديفة لقوات النظام السوري كانت انسحبت خلال اليومين الماضيين من مناطق عين عيسى (ريف الرقة) و عين العرب ومنبج (ريف حلب)، في إشارة ميدانية بدت وكأنها أولى معالم خروج بعض هذه المناطق ومحيطها من سيطرة دمشق و "الإدارة الذاتية" الكردية.
المحلل السياسي، قحطان عبد الجبار، قال حول المستجدات الميدانية في الشمال السوري، أن انسحاب القوات التابعة للنظام من عين عيسى ومحيط مدينة عين العرب باتجاه القاعدة الروسية في بلدة العريمة (50 كلم شرق حلب).
واعتبر عبد الجبار خلال حديثه لـ "روزنة" بأن هناك شيء من الاتفاق بين أنقرة وموسكو حول مدينة عين العرب بالتحديد؛ من أجل أن توصل تركيا منطقة "نبع السلام" مع منطقة "درع الفرات"، حيث يتضمن الاتفاق تسليم مدينة عين العرب إلى الحكومة التركية وخروجها عن سيطرة النظام وقوات سوريا الديمقراطية، غير أنه أشار إلى أن مدينة منبج ما تزال حتى الوقت الحالي بعيدة عن أي اتفاق روسي-تركي.
وأكمل مردفاً حول مصير مدينة منبج "المدينة أمنياً وعسكرياً تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أما قوات النظام تتواجد في محيطها، لكن لم يتم حتى اللحظة دخول أي قوات امنية و عسكرية للنظام إلى منبج… الإدارة الأميركية لا زالت تمتلك النفوذ الأكبر في منبج من خلال تأثيرها على قسد؛ ولا زال الروس يحاولون فرض أجندات النظام على جميع الأطراف في المنطقة (قسد والمعارضة)".
قد يهمك.. ما خطة روسيا بعد السيطرة على طريق حلب دمشق الدولي؟
من جانبه أشار الكاتب والباحث السياسي صدام الجاسر، إلى أن النظام السوري لم يكن متواجد بشكل رسمي في كل من عين العرب/كوباني ومنبج؛ وإنما كانت هناك بعض القوات التي تسانده تتبع لبعض أمراء الحرب الذين يعملون مع النظام مثل مجموعة القاطرجي.
وتواجد نفوذ القاطرجي في كل من أرياف عين عيسى ومنبج وعين العرب؛ وكانت تخضع بتحركاتها بشكل كامل لأوامر القوات الروسية.
ورأى خلال حديثه لـ "روزنة" بأن الأمور في المنطقة هناك تتجه نحو تثبيت نفوذ متفق عليه بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة، وتابع "يبدو أن الأتراك سيتقدمون نحو مناطق جديدة خصوصا منبج وعين العرب وسيتم تسليمها لهم من طرف الروس دون مقاومة حقيقية من قوات قسد".
وتابع في سياق متصل "المنطقة تتجه نحو الاستقرار وسيكون هناك اتفاق تركي مع قوات قسد… الأتراك لن يقبلوا بوجود قيادات من قنديل ضمن صفوف قسد؛ والأمريكان موافقون على هذا الأمر، و قيادات قسد السورية ستكون هي الفاعل الحقيقي في المرحلة المقبلة وسيقع عليهم مهمة تطهير صفوفهم من قيادات قنديل التي تعتبرها تركيا قيادات إرهابية".
هل تتعمق التفاهمات الروسية-التركية؟
عبد الجبار رأى من ناحيته أن التفاهمات الروسية التركية قائمة في إدلب عبر تسيير الدوريات، فضلاً عن الاتفاق المتعلق بمدينة تل رفعت و انسحاب "قسد" منها.
وزاد بالقول "هناك أمر لا يزال نقطة خلافية بين تركيا وروسيا يتمثل بالطريق الدولي "إم 4" في الحسكة بخصوص تواجد قوات الجيش الوطني في جنوب الطريق أم شماله… الاتفاق (الروسي-التركي حول المنطقة) يقول أن هذه القوات يجب ألا تتجاوز الطريق، وقبل أشهر كان هناك تجاوز من قبل قوات الجيش الوطني في عين عيسى؛ حيث تم إرجاعهم بالقوة من قبل القوات الروسية".
اقرأ أيضاً.. "حرب باردة" بين واشنطن و موسكو... والسبب شرقي الفرات؟
في حين اعتبر الباحث السياسي الجاسر أن المنطقة هناك ستشهد المرحلة الثانية من اتفاق الأتراك والروس، ما يعني أن المكاسب التي حصل عليها الروس في إدلب سيدفعون مقابلها للأتراك كمكاسب لهم في الشمال الشرقي، والتي ستكون على حساب "قسد".
وتابع بأن "قسد جعلت من نفسها ورقة تفاوض بيد الروس؛ ولكن ما يمكن كسبه لقسد في هذه الحالة هو التأكيد على وجودها وتثبيت نفوذها في المنطقة… الحديث يدور عن منطقة بعمق 30 كلم للأتراك تمتد على طول الشريط الحدودي… طبعا سيكون هذا الحزام العربي هو منطقة آمنة للأتراك وستكون قوات قسد قد وضعت نفسها ضمن مناطق داخلية ذات أغلبية عربية وبذلك ستكون مجبرة على اتخاذ خطوات حقيقية باتجاه محاولة جذب الحاضنة العربية المتواجدة ضمن مناطق سيطرتها".
وختم بالقول "العشائر العربية بعد أن تدرك أن الحدود تم رسمها؛ وأن النظام لن يستطيع التقدم نحوها وأن "قسد" غير قادرة على تسليم مناطق للنظام فلن تقبل ببقائها بدون مشاركة حقيقية في القرار وقيادة المنطقة، و على المدى البعيد فإن المنطقة لن تبقى محكومة بنفس الطريقة؛ وستفقد "قسد" السيطرة عليها إن لم تتخذ خطوات تشاركية فعليا مع أبناء المنطقة".
الكلمات المفتاحية