توفي صباح اليوم الاثنين، أبرز المنشدين ومؤدي القدود الحلبية والموشحات حسن حفار، في مدينة حلب، عن عمر يناهز الـ 77 عاماً.
ونعى مئات السوريين الحفار على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يعتبر من آخر شيوخ الطرب في بلاد الشام ومحيي الموشحات الأندلسية والحلبية، بعد عمالقة الطرب مثل أديب الدائخ وتوفيق المنجد وصبري مدلل.
ولِد الحفار في حي ساحة بزة بمدينة حلب عام 1943، وما زال يقطن فيه حتى وفاته، تمرس في مجالي الإنشاد والتجويد القرآني، ليصبح مؤذناً في الجامع الأموي الكبير بمدينة حلب. حيث لفت أنظار المعلمين الكبار الذين تبنوا طاقاته، بينهم المنشدون صبري مدلل وبكري كردي وعبد الرؤوف حلاق.
درس الحفار أصول الإنشاد والتجويد ومقامات الموسيقى العربية الكلاسيكية، فضلاً عن إلمامه بالتراث الغنائي الحلبي من موشحات وقصائد وقدود. لُقب بـ"مداح الرسول، وحفار القلوب، وصناجة العرب".
أسّس فرقته الخاصة من منشدين وعازفي آلات موسيقية "المزاهر"، وأصبح يحيي الأمسيات الطربية، حيث أحيا عشرات الحفلات في سوريا وخارجها، ففي لبنان أحيا حفلاً عام 2006، وفي المغرب والبحرين بعدها، ومن ثم حفلات في فرنسا. ومن أبرز حفلاته في فرنسا برفقة صبري مدلل عام 1975 و1995 و1999.
وفي آخر زيارة إلى فرنسا عام 1999 سجل أسطوانة "وصلات حلب" صدرت في ذات العام، تضمنت موشحات من ألحان سيد درويش وعمر البطش وداوود حسني.
وبعد رحيل صبري مدلَّل عميد المنشدين الحلبيين في آب عام 2006، بات حسن الحفّار أبرز الشيوخ على صعيد تراث الإنشاد الصوفي.