شهدت مدينة القامشلي في محافظة الحسكة الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية"، أمس السبت، احتفالات شعبية واسعة بمناسبة "عيد النوروز" على الرغم من إصدار الإدارة الذاتية تعميماً منعت بموجبه مظاهر الاحتفال بالعيد كخطوة احترازية من تفشي فيروس "كورونا" في مناطق سيطرتها .
حيث انطلقت آلاف العوائل ، منذ الصباح الباكر إلى خارج المدينة، في مناطق (هيمو، وعلي فرو ، ومزكفت، وطريق عامودا، عين ديوار) ، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية (الأسايش ) على الطرق العامة ومداخل الحارات.
وتبدأ الاحتفالات قبل العيد بيوم وتتضمن إشعال النيران وإقامة حفلات الرقص والغناء، وارتداء الزي الكردي .
عماد أمين ، أحد المحتفلين قال لـ "روزنة" إن الاحتفالات هذا العام لم تكن كسابقتها وذلك خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا، وهناك من نفذ تعليمات الإدارة الذاتية بعدم الاحتفال، لكن علينا الاحتفال في كل عام بعيدنا القومي للحفاظ على رونقها دوماً ".

أما فيصل محمد قال لـ"روزنة ": "في الماضي كان عيد النوروز محظوراً علينا من قبل النظام السوري و أجهزته الأمنية الذي لم يسمح للمسارح والفرق الفلكلورية من تقديم عروضها، وفي حال أي اعتراض كان يلقون القبض عليهم ورغم ذلك كان البعض يغامر ويرفع الأعلام الكردية و الشعارات ".
وأضاف محمد " بعد الثورة السورية لم يعد بإمكان النظام ممارسة نهجه القمعي تجاه الكرد ، واليوم نحتفل بكل حرية في أعيادنا القومية و شعاراتنا السياسية الكردية مرفوعة وتشارك فيه الجميع المواطنين والسياسيين ".
اقرأ أيضاً: خلال سنوات طويلة... المنع يواجه احتفالات النوروز في سوريا
يذكر أن الكثير من شعوب الارض تحتفل بعيد النوروز أو بداية الاعتدال الربيعي في 21 من آذار من كل عام إلا ان هذا اليوم مختلف لدى الأكراد فهو عيد قومي لهم، و تبدأ جذور هذا الاحتفال عند الأكراد من أسطورة كاوا الحداد الأكرادي الذي قطع رأس الملك "ضحاك"، و الذي كان يعرف بقتله خيرة شباب الأكراد، وذلك بحسب ما تقول الأسطورة.
وفي يوم مقتله كان الدور على كاوا الذي قضى عليه وأشعل النيران فوق قصره ليعلن انتهاء الظلم، و ليتخذ الأكراد هذا اليوم بداية للتقويم الأكرادي والذي يوافق هذه السنة 2720 ، أي قبل الميلاد بما يقارب الـ 700 عام .
في سوريا كان الاحتفال بالنوروز ممنوعا ولا يسمح لأحد بالاحتفال جهرا، حيث كان الأكراد يتخذون من الغرف الكبيرة في القرى مكانا لاحتفالهم، وعلى إثر ضغوط محلية وشعبية؛ فضلا عن الأزمات التي كانت تحصل في هذا اليوم بسبب تمسك الأكراد بعيدهم، أصدر حافظ الأسد مرسوما عام 1988، جعل من هذا اليوم عيداً للأم كعطلة رسمية في البلاد، إلا أن المضايقات تجاه الأكراد لم تتوقف من قبل الأجهزة الأمنية التي كانت تستخدم شتى الوسائل لمنع هذه الاحتفالات.
وفي عام 2009 سُجل عيد النوروز على القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وفي 2010 أعلنت الامم المتحدة يوم 21 آذار يوما دوليا للنوروز بقرارها رقم 253-64 بعد أن تقدمت عدة دول بهذا الطلب.
الكلمات المفتاحية