كارثة صحية تنتظر المعتقلين في سوريا 

كارثة صحية تنتظر المعتقلين في سوريا 
أخبار | 21 مارس 2020
مالك الحافظ - روزنة|| في ظل التخوفات المتزايدة من خطر تفشي وباء "كورونا" في عموم سوريا، وبالتزامن مع توارد معلومات تفيد بوجود حالات عديدة من الإصابات بالفيروس في أنحاء متفرقة من البلاد، تطالب جهات سورية سياسية وحقوقية بضرورة حماية حقوق المعتقلين السياسيين في سوريا في الحصول على الرعاية الطبية التي تقيه من مخاطر وصول الفيروس الخطير إلى داخل معتقلاتهم. 

و في الوقت الذي يستمر فيه النظام السوري حالياً بإنكار وجود أية حالات إصابة لديه، فقد داوم النظام في أوقات سابقة قبل بروز خطر جائحة "كورونا" على رفضه فتح المعتقلين، على اعتبار أنه يملك ورقة ضغط تساهم في تحقيقه مكاسب سياسية.  

رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، حذّر خلال حديثه لـ "روزنة" من المخاطر الكارثية إذا ما انتشر "كورونا" بين المعتقلين، مشيراً إلى احتمالية كبيرة من انتشار الفيروس بينهم ؛ مُرجعاً ذلك إلى ظروف الاكتظاظ الشديد في معتقلات النظام. 

اقرأ أيضاً: النظام يُفرغ مشفى المزة العسكري لعلاج المصابين بـ "كورونا"

وأضاف "المعتقل لديه أقل من واحد متر مربع بمراكز احتجاز النظام السوري؛ وهناك سوء في النظافة بشكل كبير، حيث لا توجد مياه وصابون… هناك احتمال كبير أن ينتشر الفيروس هناك، و انتشار الفيروس بمركز أمن واحد يعني انتشاره بين آلاف من المعتقلين، سينتقل بشكل كبير ويوصل لكل المحتجزين وسنكون أمام كارثة حقيقية". 

ويتوافق مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة"، جلال الحمد، مع رأي عبد الغني، حيث نبّه إلى المخاطر الكبيرة والكارثية التي ستقع فيما إذا انتشر فيروس "كورونا" بين المعتقلين، مشيراً إلى توثيق العديد من المنظمات الحقوقية السورية والدولية بأن معتقلات السلطات السورية لا تتوفر فيها أدنى الشروط الإنسانية، مثل قلة زيارات الأطباء؛ وعدم توافر المياه بشكل مستمر؛ و كذلك عدم توافر النظافة داخل السجون. 

وأضاف "أعداد كبيرة من المعتقلين يكونون داخل زنزانة واحدة؛ إضافة إلى غيرها من الظروف التي تؤدي إلى المرض ما يؤدي إلى قلة المناعة في أجسامهم". 

إهمال صحي مرعب!

عبد الغني أشار خلال حديثه إلى خطورة عدم التزام النظام بفحص المعتقلين بشكل دوري؛ منوهاً إلى أن المُعتقل الذي سيصاب بـ "كورونا" لن يُوضع في الحجر الصحي؛ حيث أن هذا الإجراء غير متاح لدى النظام. 

وأردف بالقول أنه "خلال عمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان على مدى 9 سنوات قابلنا آلاف المعتقلين؛ كان قسم كبير منهم يرفضون الذهاب للمشفى؛ لأن معاملتهم ستكون أكثر توحشاً عما لو هو بقي في المعتقل… بالتالي قسم منهم يتعذب حتى الموت، والقسم الأكبر من أسباب الوفاة تحت التعذيب كان المرض… ليس هناك علاج صحي وبالتالي نحن أمام كارثة حقيقية، و ما يزيد من الأمر سوء هو أن النظام لا يكترث بحياة المواطنين العاديين حتى وليس المعتقلين فقط". 

ولفت إلى المطالبة الدائمة التي تلتزم بها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" والمتمثلة بضرورة الدخول المتكرر للمنظمات الحقوقية الدولية؛ من أجل الكشف عن ظروف الاحتجاز التي يتعرض لها المعتقلين بشكل دوري و غير مشروط؛ مع ضمان أن يكون لها كامل حرية التحرك.

قد يهمك: انخفاض جديد… هل يزيد "كورونا" من أوجاع الليرة السورية؟

وختم بالقول "في ظل الوضع الحالي المتعلق بكورونا صار هذا المطلب أكثر إلحاحاً لأن الخطر الحقيقي يتمثل بأننا سنكون أمام إصابة آلاف المعتقلين وبالتالي فقد لحياتهم… هم لن يتلقوا أي علاج أو رعاية من قبل النظام فهو لا يعتبر نفسه معنيا بالحفاظ على حياة المعتقلين… يجب أن يكون هناك ضغط كبير على النظام و تحميل المسؤولية للنظام وحلفائه؛ روسيا وإيران". 

من جانبه شدد الحمد خلال حديثه لـ "روزنة" على ضرورة المطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي؛ واستبدال عقوبات المحكومين بالحبس؛ بعقوبات تكميلية خارجه، كما نوه إلى أهمية أن  تُفتح المعتقلات أمام الجهات الحقوقية لزيارة السجون؛ والعمل على توفير الشروط المناسبة لحماية المعتقلين داخلها. 

كما أكد أهمية أن يتخذ النظام السوري جميع التدابير الاحترازية لضمان سلامة المعتقلين من تفشي "كورونا" وضرورة تزويد المعتقلين بكافة وسائل الحماية لوقايتهم من الفيروس؛ والتقليل من الإصابات في حال غزا الفيروس المعتقلات السورية.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" حذرت يوم الاثنين الفائت؛ من تأثير انتشار فيروس "كورونا" على المعتقلين في سوريا، ورجّحت المنظمة بأن يواجه المعتقلون في سوريا؛ وضعاً كارثياً في حال وصل الفيروس إليها، بخاصة مع إعلان جميع الدول المجاورة لها عن إصابة العشرات من مواطنيها.

وطالبت المنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالضغط بشكل عاجل للوصول إلى المعتقلات الرسمية وغير الرسمية لإنقاذ حياة المعتقلين، مؤكدة أن النظام السوري لن يفعل هذه الخطوة بمبادرة منه.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق