التكاليف المرتفعة تمنع دخول الشباب إلى "القفص الذهبي" في السويداء 

التكاليف المرتفعة تمنع دخول الشباب إلى "القفص الذهبي" في السويداء 
أخبار | 21 مارس 2020
ميلاد خليل - روزنة|| تزداد العقبات في وجه الشباب الراغب بالزواج، مع ازدياد التكاليف المادية لمراسم العرس، التي تحولت اليوم إلى إحدى أكبر العقبات أمام دخولهم "القفص الذهبي"، وهو الأمر الذي دفع بالهيئات الدينية والاجتماعية في السويداء للدعوة إلى الاقتصاد والتخفيف من تلك التكاليف.

ازداد الحديث مؤخرا بين سمير وخطيبته لمى، حول تكاليف حفل عقد قرانهم، و الذي من المفترض أن يتم خلال الصيف المقبل. 

سمير حلبي (37 عاما)، وهو موظف في إحدى المؤسسات العامة بالسويداء؛ وعامل في معمل لصناعة الحلويات بعد الظهيرة، وخطيبته لمى خير (28 عاما)، خريجة جامعية العاطلة عن العمل، استجابوا لضغوط عائلاتهم  وقرروا السعي لإقامة حفل عقد القران بعد أن مضى على خطوبتهم أكثر من ثلاث سنوات، كانوا قد أجّلوا خلالها العرس أكثر من مرة بسبب التكاليف المادية العالية، بحسب ما تحدث به حلبي إلى "روزنة".

وأضاف "إلى اليوم لم نستطع أن نوائم بين المبلغ الذي ادخره لحفل الزفاف مقابل تكاليفه المرتفعة، ففي كل عام أجد التكاليف ارتفعت عن العام الذي سبقه؛ وأبدأ من جديد بجمع المبلغ المطلوب لتغطية الفرق... يبدو أن هذا العام سيكون كما سبقه، فالأسعار ارتفعت من جديد بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار، اليوم إيجار صالة الحفلة بحدود 400 ألف ليرة سورية، والتصوير 350 ألف ليرة، وضيافة عقد القران 100 ألف على الأقل، حتى إيجار ثوب العروس 150 ألف ويصل إلى أكثر من مليون ليرة، ومصفف الشعر طلب 75 ألف، وبدلة العريس 45 ألف، إضافة إلى نثريات أخرى".

وتابع "تكاليف حفل الزفاف منفصلة عن تكاليف جهاز العروس من ملابس وحاجيات أخرى، كما يوجد أثاث المنزل، وهنا نصبح نتحدث عن ملايين الليرات، تأمينها جميعا يعتبر أمر شبه مستحيل لموظف من أصحاب الدخل المحدود مثلي".

اقرأ أيضاً: فصائل محلية تلعب دوراً أمنياً في السويداء مقابل غياب النظام 

ولا يخفي حلبي تمنياته بأنه "لو أن كل تلك الطقوس لم تكن موجودة، وأن يتم الاكتفاء بحفل صغير لأقارب الشاب والفتاة، ما يتيح لهما الاستفادة من المبلغ المالي إن كان متوفرا في تأمين كثير من الاحتياجات الأساسية لبداية حياتهم".

لا يبدو أن صفاء سلوم (23 عاما)، وهي طالبة جامعية، تتفق مع أمنيات الحلبي، فهي تحلم بحسب ما تروي لـ"روزنة"، بأن ترتدي فستان زفاف مميز، وأن يكون مصفف الشعر معروف بمهارته، وأن تقيم حفلة زفاف استثنائية، بحسب تعبيرها، معتبرة أنها غير مضطرة للارتباط بشاب لا يستطيع تأمين أحلامها بليلة العمر.

وأضافت "الزواج إن كان لن يؤمن حياة أكثر استقرارا وراحة للفتاة، فليست مضطرة لأن تتحمل ضيق المعيشة"، وبينت أنها "غير مستعدة عن التنازل عن أحلامها؛ من أجل توفير المال لمن سيتقدم للزواج منها".                 

المرجعيات الدينية والعديد من الشخصيات الاجتماعية كانوا جددوا الدعوة إلى تخفيف أعباء وتكاليف الزواج، حيث دعت الهيئة الدينية في مدينة صلخد جنوب محافظة السويداء، للتخفيف من تكاليف الزواج، قائلة إنه من المناسب في هذه الأوقات "الحرجة" التخفيف من الأعباء والتكاليف التي يمكن الاستغناء عنها ببدائل يستطيع كل فرد منا القيام بها.

قد يهمك: بين التهديدات الأمنية والحاجة... سيارات غير مُسجّلة تنتشر في السويداء

وحددت الهيئة 5 نقاط، تبدأ من تخفيف كلفة بطاقات الدعوى، وعدم تقديم الطعام في الصالات، على أن يقتصر عشاء العروس بمنزل والدها على نطاق ضيق، والاكتفاء بـ "حبة كراميل في عقد القران، ونوع واحد من الفاكهة، وعدم تقديم الطعام"، أما بالنسبة للباس العروس "يفضل أن يكون محتشما و بثمن معقول".

وكانت العديد من الهيئات الدينية والاجتماعية في مدن وبلدات السويداء، سبق و أن دعت إلى العمل على تخفيف تكاليف حفل الزواج وعدم البذخ، ومراعاة الأوضاع المادية المتردية لغالبية الناس، في حين كانت دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في السويداء طلبت أكثر من مرة من خلال تعميمها التخفيف قدر الإمكان من تكاليف حفلات الأعراس.

يذكر أن السجلات المدنية في السويداء بينّت منتصف الشهر الفائت، أن عدد السكان في المحافظة وصل نهاية العام الماضي 2019 إلى 555 ألفاً و703 نسمة، في حين بلغ عدد حالات الزواج المسجلة 2759، على حين تراجعت حالات الطلاق التي تم تسجيلها وفق سنوات سابقة وقد بلغت 807 حالات.

الكلمات المفتاحية
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق