حقائق جديدة تتكشف حول مقتل لاجئ سوري "حرقاً" في سجنه

حقائق جديدة تتكشف حول مقتل لاجئ سوري "حرقاً" في سجنه
أخبار | 17 مارس 2020
ترجمة روزنة|| أماطت تقارير صحافية ألمانية؛ اللثام عن حقائق جديدة كشفت تلاعباً في ملف شاب سوري كان قد توفي "حرقاً" في زنزانته أواخر عام 2018؛ بعد أن تم اعتقاله عن طريق الخطأ خلال البحث عن شاب من دولة مالي كان مطلوباً للسلطات. 

وكانت السلطات الألمانية قد قالت بعد وفاته، بأن الشاب السوري كان بريئاً غير أنه بقي مسجونا أكثر من شهرين بسبب وقوعه ضحية التباس في الاسم.

 وكان المدعي العام قد أوقف التحقيق مع ضباط الشرطة الذين اعتقلوه في العام 2018؛ لأنه اعتبر  أن المسؤولين عن اعتقاله لم يتصرفوا عن عمد، بل تلقوا معلومات غير صحيحة عند الاستعلام عن بيانات الشخص المطلوب، حيث تبين خلال التحقيقات السابقة أنه تم اختلاط (دمج) المعلومات المتعلقة بالشاب السورري والشاب المطلوب الآخر من دولة مالي عبر أحد الموظفين عن طريق الخطأ.

بحسب صحيفة "تاغس شاو" وفق ما ترجم عنها موقع راديو "روزنة" أنه لم يكن هناك أي خطأ، ولم يكن هناك أي دمج لبيانات لشخصين السوري مع الشاب المطلوب من مالي؛ قبل اعتقال الشاب السوري، ولا يوجد أي دليل على أن ذلك الدمج قد حدث مسبقاً، بل هناك مؤشرات على أنه ربما حدث تلاعب في معلومات السجلات. 

 وذكر تقرير الصحيفة الألمانية أنه لا يوجد ما يفسر هذا الالتباس أو الظن بأن الشاب السوري هو الشخص المطلوب من مالي، رغم عدم وجود أي تشابه في الشكل بين الشاب السوري الذي كان شديد البياض، بينما كان الشاب الآخر شديد السمرة، كذلك فإن أحدهما من حلب السورية والثاني من مالي.

فيما ذكرت صحيفة "General Anzeiger" الألمانية أن هناك زعم بنقص أحرف في اسم عائلة الشاب المالي المطلوب في أوراق مهمة الاعتقال، لهذا تم اعتقال الشاب السوري بدلاً عنه، وعلى أساس هذا النقص أمر القاضي بإيقاف التحقيق مع ضباط الشرطة، خاصة أن الشرطة لم تقارن بين صور الشابين، لأن أحد خبراء البيانات أوضح أن دمج البيانات الشخصية للشابين لم يتم إلا بعد ثلاثة أيام من اعتقال الشاب السوري.

اقرأ أيضاً: ألمانية داعشية تتسبب بتغريم حكومتها 10 آلاف يورو

هذه القضية كانت قد أثارت الكثير من التساؤلات والتنديد؛ منذ أن ظهرت إلى العلن في نهاية عام 2018، حيث شكك الكثير من الصحفيين منذ ذلك الوقت بالرواية الرسمية للقضية، وتحدثوا عن "مؤامرة"، كما اتهمت المعارضة في شمال الراين الحكومة بالتستر على قضية فيها أخطاء فادحة؛ واعتقال شاب دون وجود مبررات منطقية.

وكانت مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قد ذكرت في تقرير سابق لها؛ أن السلطات في مدينة هامبورغ كانت تبحث عن شاب من مالي مطلوب بسبب ارتكابه جرائم سرقة، وكان يستخدم عدة أسماء مزيفة، وفي تلك الأثناء تم القبض على الشاب السوري عن طريق الخطأ؛ لتطابق اسمه مع أحد الأسماء التي يستخدمها المطلوب الأساسي، وتم احتجازه في سجن تابع لمدينة كليفه في شمال غرب ألمانيا. 

 الشاب السوري كان قد حاول أن يثبت بشتى الطرق أنه ليس الشخص المطلوب؛ وأخبر المعالجة النفسية أنه موجود في السجن ظلماً، بل وأن تاريخ ارتكاب الجرائم كان قبل وصوله إلى ألمانيا حتى، غير أنه بعد ذلك أقدم على إشعال النار في زنزانته والانتحار حرقاً، وذلك لخوفه من الترحيل إلى سوريا؛ حسبما ذكر أحد نزلاء السجن.

فيما ذكرت صحيفة "فوكس أون لاين" الألمانية؛ أن أحد السجناء الذين أفرج عنهم بعد شهر من الحادثة؛ وكان يقطن في زنزانة في الطابق الثالث من السجن، قد قال نقلاً عن أحد أصدقاء الشاب السوري في السجن أنه كان خائف من الترحيل إلى سوريا، وأنه يرغب في البقاء في ألمانيا ليعيش حياة جيدة، ما يرجح نظرية الانتحار.

قبل منح الشاب السوري حق الحماية الفرعية في عام 2017، صدر قرار ترحيله إلى المجر في تشرين الثاني 2016، باعتبار أنه أول بلد مضيف له داخل الاتحاد الأوروبي، غير أنه تم لاحقاً إلغاء المغادرة؛ لأن بودابست رفضت استعادته، لكنه هرب إليها من ألمانيا بعد أن حققت معه الشرطة عدة مرات بتهمة السرقة، ولتجنب التحقيق فر إلى المجر في أواخر خريف 2016.

مجدداً فقد عاد الشاب السوري إلى ألمانيا وبرز اسمه مجددا في شباط من عام 2017 بسبب جرائم صغيرة.  ثم فر بعد ذلك إلى تركيا وهو يعاني من مرض السل؛ وبعدها جاء إلى ألمانيا عن طريق ليبيا، ومرة أخرى قال أنه جاء عن طريق الجزائر.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق