فصائل محلية تلعب دوراً أمنياً في السويداء مقابل غياب النظام 

فصائل محلية تلعب دوراً أمنياً في السويداء مقابل غياب النظام 
أخبار | 14 مارس 2020
ميلاد خليل - روزنة|| شهدت محافظة السويداء مؤخراً، تحركات لعدد من الفصائل والمجموعات المسلحة المحلية، بهدف وقف عمليات الخطف والسلب، التي أخذت بالازدياد خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت، في حين تأخذ الأجهزة الأمنية التابعة للنظام موقف الحياد السلبي بحجة "عدم خلق صِدام".

بداية الأسبوع الجاري قامت مجموعة مسلحة عائلية من آل الشعار، من مدينة السويداء، وبمساندة مجموعات مسلحة أخرى، بإعلان ما وصفوه "بالحملة الموجّهة ضد الزعران والخارجين عن القانون"، وذلك على خلفية سرقة سيارة يملكها أحد أبناء العائلة، ونتج عن حملتهم إلقاء القبض على 10 أشخاص متهمين "بأعمال خارجة عن القانون"، وكانت فصائل مسلحة أخرى قد ألقت القبض في عملية منفصلة أخرى على شخصين، وسلمتهم إلى الأمن الجنائي التابع للنظام، غير أن الأخير أطلق سراحهم؛ بذريعة عدم وجود أي "مذكرات أمنية" ضدهم.

مجموعات مسلحة أخرى منها ما هو محسوب على جهات أمنية كمجموعة يطلق عليها "مجموعة الشيخ مهران عبيد" و كذلك مجموعة "اللجنة الوطنية الدينية"، قد قامت الشهر الفائت بحملة مشابهة نتج عنها إطلاق سراح عدد من المخطوفين، وتسليم نحو 8 أشخاص، متهمين بأعمال خطف وسلب، وبدورها قامت بتسليمهم إلى أمن النظام ليتم عرضهم على القضاء.

"حركة رجال الكرامة"، المُصنّفة كمناهضة للأجهزة الأمنية لدى النظام، لم تكن هي الأخرى بعيدة عن الملف الأمني، حيث قامت أيضاً بالعمل من جهتها على إطلاق سراح عدة أشخاص مخطوفين.

ولاقت التحركات الأخيرة للفصائل المحلية؛ ترحيبا لدى شريحة واسعة من أهالي السويداء، بعد أن باتت عمليات الخطف والسلب، تهدد أمن المجتمع وتشوه صورة أهالي المحافظة لدى بقية السوريين، في ظل تخلي الأجهزة الأمنية لدى النظام تقصد التخلي عن عن دورها.

على صعيد آخر فإن هناك شريحة أخرى من المجتمع المحلي اعتبرت هذه التحركات ما هي إلا مسرحية أمنية، متسائلين عن عدم القبض على مرتكبي جرائم الخطف والسلب إن كان الأمر بهذه السهولة لتقوم مجموعة من المسلحين المحليين بإلقاء القبض على العديد منهم. 

من جهة أخرى، حذّر ناشطون من مسألة أخذ الفصائل المسلحة دور "مؤسسات الدولة"، الأمر الذي سيخلق وفق رأيهم مراكز قوى جديدة، وكذلك يزيد من تعقيد الملف الأمني جراء تعدد الفصائل، ودفع الناس إلى التسلح و الانتماء إلى فصائل مسلحة، غالبا يطغى عليها الصبغة العائلية أو المناطقية و الدينية.

هذا وتنتشر في السويداء عشرات الفصائل والمجموعات المسلحة المحلية، التي تشكّلت خلال السنوات الأخيرة، إما كقوى رديفة لقوات النظام مثل "الدفاع الوطني" و "كتائب البعث" و "حماة الديار" وبعض المجموعات الأخرى، أو بدافع مواجهة تنظيم داعش المنتشر في البادية (شرق المحافظة)، كما زاد الإقبال على التسلح من قبل أهالي المحافظة بشكل كبير عقب هجوم داعش على عدد من القرى الريف الشرقي، والتي راح ضحيتها أكثر من 250 قتيل، في 25 تموز عام 2018.

يذكر أن تقارير محليّة وثّقت خلال شهر شباط الفائت خطف واعتقال 32  شخصا، كان هدف اختطافهم يتمثل الحصول على فدية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق