إيمان حمراوي - نورس يكن| بلغت عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم أكثر من 111 ألف شخص، بينما لا تزال حكومة النظام السوري تنفي تسجيل أي إصابة، في حين تنتشر أنباء عن تجاوز عدد الإصابات بسوريا 3 آلاف حالة، في مناطق مختلفة، بين دمشق وطرطوس ودير الزور، ولا سيما بين الإيرانيين.
عدد من الإعلاميين تحدّثوا عن وجود إصابات ووفيات في سوريا بسبب الفيروس المستجد، في ظل تسريبات بنشر تعميمات من قبل "مكتب الأمن الوطني" تحذّر الجهات المعنية من الحديث عن إصابات ناجمة عن الفيروس في سوريا.
من جهته قال الإعلامي نزار نيّوف، على صفحته في "فيسبوك": إن عدد الإصابات في مناطق سيطرة النظام السوري تجاوز 3 آلاف، والوفيات تجاوزت الـ 500 حالة، معظمها في اللاذقية وطرطوس ودمشق.
وأوضح أنّ أولى الإصابات تم اكتشافها الشهر الفائت لدى ضابط جريح أسعف من ريف إدلب إلى مستشفى زاهي أزرق العسكري في اللاذقية.
ونقل نيوف عن طبيب في مستشفى "تشرين" العسكري بدمشق أنّ "مكتب الأمن الوطني"، أصدر الأسبوع الفائت تعميماً سرياً تضمّن تحذيراً للجهات المعنية من الحديث عن إصابات ناجمة عن الفيروس في سوريا، لئلا يترك آثاراً سلبية على فعالية المؤسسات الأمنية والعسكرية والإدارية والاقتصادية، ومنعاً من نشر الفوضى والذعر، بينما الجيش في حالة حرب.
قد يهمك: للوقاية من فيروس "كورونا" اتبع هذه النصائح (فيديو)
في دير الزور، أكّد الناطق باسم "شبكة عين الفرات"، أمجد الساري لـ"روزنة"، وجود وفيات وإصابات بفيروس كورونا بين المقاتلين الإيرانيين، لافتاً إلى صعوبة توثيق الأرقام والأسماء بسبب تكتّم النظام وإيران بخصوص المرض.
وتعتبر إيران من بين البلدان الأكثر انتشارا لفيروس كورونا بعد الصين، حيث ظهرت أول إصابة بمدينة قم الإيرانية في 19 من شباط الماضي.
وقال الساري نقلاً عن مصدر من داخل القوات الإيرانية، إنه تم إرسال 5 عناصر إيرانية إلى العراق بعد ظهور أعراض الفيروس عليهم، في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق.
وأشار إلى عدم وجود أي إجراءات وقائية يتّبعها النظام وإيران ضد كورونا، مشيرا الى حالة من الاستهتار تمارس بحق حياة المدنيين، وبخاصة أن الإيرانيين لا يزالون يتوافدون إلى البوكمال من العراق عبر معبر القائم الحدودي، الذي يخضع بشكل فعلي لسيطرة القوات الإيرانية.
ولفت إلى أنّ القادمين من إيران لزيارة المقامات في سوريا لا يخضعون للفحص على المعابر، في ظل حالة من الهلع والخوف لدى المدنيين بعد انتشار أنباء عن وجود إصابات بالفيروس في صفوف الإيرانيين.
ولم يمنع النظام الحديث عن تسجيل إصابات في سوريا فقط، وإنما منع المدنيين من ارتداء الكمامات في شوارع دير الزور، وفق الساري، للإيحاء بانعدام أي وجود للفيروس.
وأردف الساري، أن مستشفى الأسد في دير الزور، أجرى اليوم حجراً صحياً على شخصين للاشتباه بإصابتهما بكورونا، وسط تكتم من مديرية الصحة عن المعلومة.
وكانت شبكة "جرف نيوز" أكدت أنّ 7 عناصر إيرانية فارقوا الحياة من بين 50 عنصراً أصيبوا بفيروس كورونا، ودفنوا في مدينة البوكمال، بعد أن قدموا من العراق وإيران، وأن المصابين نقلوا إلى مستشفى عائشة الخيري بمدينة البوكمال شرق دير الزور.
بدورها قالت شبكة "فرات بوست" إنه دخل خلال الأيام الفائتة 12 حافلة، تقل زواراً إيرانيين، حيث دخلت السبت 4 حافلات، بينما دخلت الأحد 8 حافلات، إحداها تعرّض إلى حادث مروري على طريق حمص – دير الزور، ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 زائراً عراقياً، و10 إيرانيين.
اقرأ أيضاً: سوريا تغلق أبوابها أمام إيران… وتتمسّك بنفي وجود كورونا
الطبيب في مستشفى مولان جنوب باريس، نائل حريري، يقول لـ"روزنة": "إنه لا يوجد في القطاع الصحي السوري آليات للتعامل مع الأوبئة، وكل ما كان يتم العمل عليه هو اجتهادات شخصية من الأطباء من خلال اطلاعهم على التطورات العلمية في العالم، ولكن لا يوجد أي شيء رسمي من وزارة الصحة وبالتالي من غير المتوقع أن تكون الوزارة حالياً تمتلك آليات للتعامل مع كورونا".
وأضاف، "المستشفيات في فرنسا على سبيل المثال، تعطي المريض في الحالات العادية عدة أدوية وتنصحه بالابتعاد عن الناس والبقاء في المنزل وهذا حال معظم الإصابات".
وأشار إلى أنّ نقص الغذاء وانخفاض جودته، وارتفاع نسبة الفقر، وعدم قدرة السوريين داخل سوريا على اتّباع نظام غذائي صحي ومتكامل قد تؤدي إلى ضعف مناعة الجسم، لكن لا يمكن الجزم بوجود حالة نقص مناعي في سوريا قد تؤدي إلى تفشي الفيروس بشكل أسرع.
وأوضح حريري أن كورونا هو واحد من سلسلة فيروسات أشبه بـ "الكريب"، معروف سابقاً ولكن حصلت طفرة أدت لانتقاله للبشر، ونصح بالابتعاد عن المصافحة والتقبيل، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتحديداً غسل اليدين، ويفضل التعقيم بالكحول الطبي، ومحاولة استخدام المرفق بسد الأنف أثناء العطاس بدلاً من اليدين.
وكأوّل رد فعل احترازي يهدف لمنع انتشار الفيروس، أعلنت حكومة النظام السوري عن تعليق الزيارات والرحلات الجوية مع دول الجوار منذ يومين.
وقرر مجلس الوزراء لدى حكومة النظام، منذ يومين، تعليق الرحلات مع العراق والأردن، أفراداً ومجموعات، بما في ذلك السياحة الدينية لمدة شهر، والدول التي أعلنت انتشار الفيروس لمدة شهرين، دون الحديث عن المعابر الحدودية.
وأعلن الاتحاد الرياضي العام عن إيقاف مباريات الدوري السوري لكرة القدم حتى 15 نيسان القادم، لكنه لم يعلن عن وجود إصابات، بل قال إن القرار يأتي فقط تماشيا مع إجراءات الاتحاد الآسيوي لقواعد الأمن والسلامة العامين.
وبلغ عدد الوفيات في إيران حتى الأحد الماضي، بسبب الفيروس المستجد 194 حالة، بينما بلغ عدد الإصابات المسجّلة 6 آلاف و566 حالة.
كما وثّقت الإمارات، أمس الإثنين، تسجيل أول إصابة رسمية لشخص سوري في البلد، حيث أكدت تسجيل 14 إصابة جديدة بالفيروس المستجد في الإمارات، من جنسيات مختلفة، بينهم شخص سوري، دون ذكر تفاصيل أخرى، وفق وكالة أنباء الإمارات "وام".
و أوضحت وزارة الصحة الإماراتية، أنه "تم التعرف على هذه الحالات من خلال فحص المخالطين القادمين من خارج الدولة لإصابات أعلن عنها مسبقاً، و كانوا جميعهم في الحجر الصحي وبذلك يبلغ عدد الحالات المعلن عنها 59 حالة".
وحتى يوم أمس الإثنين، أصاب الفيروس أكثر من 111 ألف شخص حول العالم في 109 دول وإقليم، توفي منهم أكثر من 3 آلاف و880، معظمهم في الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا.
الكلمات المفتاحية