مواقف متناقضة من اتفاق بوتين-أردوغان حول إدلب 

مواقف متناقضة من اتفاق بوتين-أردوغان حول إدلب 
سياسي | 07 مارس 2020
أثار إعلان الاتفاق الروسي-التركي حول إدلب؛ مساء يوم الخميس الفائت في مدينة موسكو، عدة آراء متباينة حوله، وكانت واشنطن أكثر العواصم غرابة في موقفها. 

الولايات المتحدة وفي في بيان صادر من قبل وزارة خارجيتها يوم أمس الجمعة، الجمعة 6 من آذار، إلى وكالة "الأناضول" التركية، أعلنت فيه تأييدها وقف إطلاق النار وفق الاتفاق الروسي-التركي.

واعتبر البيان أن الجزء الأهم في الاتفاق يتعلق بمدى التزام قوات النظام وداعميه، بوقف إطلاق النار الدائم المنصوص عليه، وأضاف "نأمل أن يبعد الخطر القائم في إدلب، اليوم، ويخفف من الأزمة الإنسانية الرهيبة الناجمة عن هجمات نظام الأسد وروسيا وإيران وقوات حزب الله".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنتظر إجراء لقاءات مع حليفتها في “الناتو”، تركيا، للاطلاع على تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار، في حين شدد البيان على أن الطريق الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا يأتي من خلال تأمين وقف إطلاق نار شامل في جميع المناطق، وإيجاد حل سياسي في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254.

رأي آخر في مجلس الأمن الدولي 

غير أن التأييد الأميركي الصادر في بيان الخارجية، خالفه وفد الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي؛ حيث عرقل الوفد تبني مجلس الأمن إعلانًا يدعم الاتفاق الروسي- التركي حول وقف إطلاق النار في إدلب. 

وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن يوم أمس، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر دبلوماسية قولها إنه عندما طلب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، من شركائه في المجلس تبني إعلان مشترك بشأن الاتفاق الروسي- التركي، قالت واشنطن "إن هذا أمر سابق لأوانه".

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن روسيا تستعد في المقابل للاعتراض على قرار حول أفغانستان تنوي واشنطن عرضه على المجلس، يتعلق بالاتفاق الذي توصلت إليه مع حركة طالبان.

اقرأ أيضاً: بين فكي كماشة... ما هو مصير منطقة جنوب الطريق الدولي "M4"؟

من جانبها، اعتبرت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارن بيرس، أنه يوجد كثير من الأسئلة حول طريقة تطبيق الاتفاق، والجهة التي ستتحكم فيه، بينما عبّر السفير الألماني، كريستوف هويسغن، عن قلق بلاده إزاء معاناة المدنيين في إدلب، معبرًا عن أمله بأن يتمكن الأهالي من العودة للعيش هناك، في حال الوصول إلى مناطق آمنة بعد تنفيذ وقف إطلاق النار.

بدورها انتقدت الرئاسة الفرنسية اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أنه لا يزال هشًا ويتضمن نقاطًا غامضة، واعتبرت أن الاتفاق الروسي-التركي "أنتج وقفًا لإطلاق النار لكنه لم يترسخ جيدًا بعد”، إذ إنه “رغم خفض التصعيد العسكري لا تزال عدد من التحركات الميدانية مستمرة".

ولفت البيان الفرنسي إلى وجود عدد من النقاط الغامضة في الاتفاق، والمسائل التي يصعب التعامل معها، بما في ذلك، الانسحاب من الطريقين الدوليين (M4 وM5)، "الحديث عن دعم سياسي وإنساني لا وضوح بشأن ترتيباته".

وكان رحب جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة لوقف القصف في منطقة إدلب، وقال للصحفيين قبل رئاسة اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية زغرب: "وقف إطلاق النار أمر طيب، دعونا نرى كيف يمضي لكنه شرط مسبق لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان في إدلب".

الأسد يشكر وجيفري يُحذّر

إلى ذلك أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ رئيس النظام السوري بشار الأسد، بفحوى الاتفاق بين موسكو وأنقرة حول وقف إطلاق النار، وأشار الكرملين إلى أن الرئيس بوتين أطلع الأسد خلال اتصال هاتفي على الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مشددا على أن تطبيقها سيمكن من إرساء استقرار الأوضاع في منطقة إدلب لخفض التصعيد.
وأشار البيان إلى أن الأسد أشاد بنتائج المحادثات، معربا عن تقديره لدعم روسيا في مكافحة "التنظيمات الإرهابية" وعلى الجهود المبذولة الرامية إلى ضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

قد يهمك: اتفاق أردوغان-بوتين حول إدلب… روسيا تحقق مكاسبها؟

فيما اعتبر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أن النصر في إدلب لن يكون حليفا للروس، والنظام السوري، وأضاف: "القضية التي يتبناها الأتراك ونؤيدها، هي أن وقف إطلاق النار بإدلب يجب أن يكون دائما وحقيقياً"، لافتا إلى أن النظام السوري سبق وأن سيطر على أماكن للمعارضة بدعم روسي، إلا أن "الوضع بالنسبة لإدلب مختلف، ولا أعتقد أنهم سينتصرون هناك، وسبب هذا هو عدم انسحاب الأتراك".

ويقضي الاتفاق بين روسيا وتركيا، وقفا لإطلاق النار وإنشاء ممر آمن في مساحات محددة على الطريق "M4"، وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة منذ منتصف آذار الحالي على طول الطريق.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق