(15 دولاراً) هي قيمة التعويض الأخير الذي منحه رئيس النظام السوري بشار الأسد لذوي القتلى والجرحى في جيشه، شهرياً، بقرار رسمي أصدره بالتوازي مع تصعيد عسكري بين تركيا و قوات النظام خلال الأيام الأخيرة، أسفرت عن مقتل العشرات في صفوف الأسد.
ويمنح المرسوم الجديد زيادة قدرها 20 ألف ليرة سورية، (15 دولاراً) لعائلات قتلى النظام والمفقودين والجرحى المحالين على المعاش الصحي من العسكريين وقوى الأمن الداخلي. في حين لا يزال المقاتلون في صفوفه متمسكين بحقهم في التسريح من الخدمة العسكرية، المسلوب منهم منذ سنوات بسبب الحرب.
ويشمل المرسوم "من كانت إصابتهم بنسبة عجز تبلغ 40 في المئة فما فوق، من العسكريين وقوى الأمن الداخلي، ناجمة عن الخدمة، حيث تطبق أحكام المرسوم على حالات القتل أو الفقدان أو الإصابة الواقعة ابتداءً من منتصف آذار عام 2011، ويعتبر المرسوم نافذاً من مطلع الشهر المقبل.
خسائر مادية وبشرية
جاء القرار بعد التصعيد العسكري بين قوات النظام السوري وتركيا، حيث أسقطت الأخيرة، الأحد، طائرتين حربيتين للنظام السوري فوق محافظة إدلب، واستهدفت مطار النيرب العسكري غربي حلب، وأخرجته عن الخدمة، وفق وكالة "الأناضول"، على خلفية مقتل 33 جندياً تركياً بقصف جوي للنظام السوري في إدلب في الـ 27 من الشهر الفائت.
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأحد، أن عملية الجيش التركي "درع الربيع" في إدلب أسفرت عن مقتل 2557 عنصرا للنظام السوري، وتدمير مقاتلتين و8 مروحيات وطائرتين مسيرتين و135 دبابة و5 منصات دفاع جوي".
وحذر أكار من أن "القوات التركية ردت وسترد بالمثل وبشكل أقوى على جميع الاعتداءات"، بهدف "إيقاف مذابح النظام ومنع الهجرة والتطرف".
اقرأ أيضأً: النظام السوري: تركيا استهدفت مقاتلتين حربيتين من طراز "سوخوي 24"
تعويضات سابقة
في بداية الحرب قدّم النظام السوري لذوي القتلى في جيشه مبلغاً مالياً كان يعادل نحو ألفي دولار، لكن مع تقدم السنوات، انخفضت قيمة التعويضات إلى أشياء مادية لا قيمة لها كساعة حائط أو صندوق برتقال.
وفي شهر كانون الأول الماضي أعفى النظام السوري جنود قواته المصابين بالشلل الكلي نتيجة إصاباتهم في المعارك، من رسوم تركيب الهاتف اﻷرضي التي تبلغ قيمتها ألفين و500 ليرة سورية، أي ما يعادل 5 دولار أميركي.
ويشمل القرار الذي أصدرته الشركة السورية للاتصالات جرحى العجز الكلي من قوات النظام، إضافة إلى حسم مبلغ 400 ليرة، أي أقل من دولار واحد، على باقات الانترنت من شريحة (1 ميغا) و600 ليرة عن باقة (2 ميغا) إضافة إلى مكالمات مجانية.
وفي نيسان العام الفائت، قدّمت أسماء الأسد لأحد عناصر النظام في اللاذقية، أصيب بشلل نصفي، مقطورة حديدية صغيرة، ما أثار موجة سخرية بين السوريين، عن مدى استخفاف النظام السوري بالجنود الذين يدافعون عنه وعن الأراضي التي يهدف لاستعادة السيطرة عليها.

ويظهر في الصور، العنصر السابق في جيش النظام، بشير يوسف هارون، الذي أصيب بشلل رباعي، داخل عربة زينت بأعلام النظام.
وسبق أن أهدى النظام السوري ذوي القتلى في صفوفه في ريف اللاذقية عام 2016 ساعات حائط، فيما كرّم آخرين عام 2014 بصورة لبشار الأسد نفسه، تقديراً لجهودهم المبذولة في سبيله.
وفي عام 2017 وزّع حزب البعث التابع للنظام السوري سحارات برتقال لعائلات القتلى من قواته، بوزن 15 كيلوغرام، كعربون تقدير لدمائهم المهدورة، وفي عام 2013 وزع النظام 80 رأساً من الماعز الجبلي والشامي على عائلات القتلى في صفوفه، في السويداء.
تصرفات مهينة بحق ذوي القتلى
قالت مصادر إعلامية موالية، في تشرين الثاني العام الفائت، إن المصرف العقاري في طرطوس طالب بإخلاء عشرات المنازل التي تعود ملكيتها لقتلى قوات النظام وعناصر القوات الرديفة له، وذلك لعدم تمكن ذويهم من سداد القروض التي استلفوها من المصرف العقاري خلال السنوات الماضية من أجل عمليات البناء.
ويُقدّم المصرف العقاري في المحافظة قروضاً لصالح بناء المنازل المكسية والتي في طور البناء، ويُحدّد سقف القرض 5 مليون ليرة سورية (حوالي 10 آلاف دولار أميركي)، مع فائدة 10.5 بالمئة في حال الدفع خلال 5 سنوات، وتزيد نسبة 1 بالمئة في حال الدفع على 10 سنوات.
واطلعت "روزنة"، على قرار الإخلاء الصادر عن المصرف العقاري في طرطوس بحق أحد قتلى قوات النظام، حيث جاء في القرار مهلة مدتها شهرين حتى يقوم المدين بإخلاء العقار، أو سيتم إخلائه عن طريق المصرف العقاري ليتم تحويله للبيع في المزاد العلني بغاية تحصيل الديون، وإغلاق الذمم المالية المترتبة على المدين.
ومنذ 9 سنوات تدور معارك مستمرة بين فصائل المعارضة السورية من جهة، وبين قوات النظام مدعوماً من حلفائه من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل المئات في صفوفه، في سبيل إبقائه في الحكم.
وتستمر حالات سحب الشباب السوري إلى الخدمة الاحتياطية، حيث سجلت عدة محافظات تقع تحت سيطرة النظام السوري حالات كثيرة لـ "اختطاف" الشباب السوري من أماكن عملهم والأماكن العامة، فضلاً عن إجبارهم الالتحاق بصفوف القوات النظامية من خلال الحواجز الأمنية المنتشرة في تلك المحافظات.
ويطالب عناصر في قوات النظام بين الفينة والأخرى بشار الأسد بإصدار مرسوم يقضي بتسريح الملتحقين بالخدمة الإلزامية والاحتياطية منذ سنوات، ولا سيما الدورات القديمة.
الكلمات المفتاحية