ماذا حمل اللاجئون في حقائبهم خلال طريق اللجوء؟

ماذا حمل اللاجئون في حقائبهم خلال طريق اللجوء؟
أخبار | 01 مارس 2020
أحمد حاج حمدو - روزنة
 
في ميدان أكسراي وسط مدينة اسطنبول التركية، يتجمهر يوميًا المئات من الأشخاص الراغبين بمغادرة تركيا والاتجاه نحو أوروبا، كلٌّ منهم يحمل على ظهره حقيبة، تحتوي على ما خفَّ وزنه ولا يمكن الاستغناء عنه في طريق اللجوء المجهول.


وعلى مقربةٍ منهم، حافلات كبيرة، بعضها مجّانية خصّصتها البلديات التركية، وأخرى خاصّة تحصل على 100 ليرة تركية لإيصال الراغبين بقطع الحدود إلى "النقطة صفر" مع اليونان، في رحلةٍ محفوفةٍ بالمخاطر والصعوبات، حيث أحكمت السلطات اليونانية إغلاق حدودها في وجه من يحاولون العبور.

"راديو روزنة" عاين حقائب بعض الراغبين باللجوء إلى اليونان، واطلع على أبرز المعدّات التي يحملها هؤلاء في حقائبهم، وهي عبارة عن معدّات ضرورية لا غنى عنها.
 
كمّامات طبّية ومعقّمات
 
ربّما في السابق، لم يكن يخطر في بال أي طالب لجوء، أن يحمل معه كمّامات طبّية أو مواد تعقيم، ولكن اليوم باتت هذه المواد مهمّة جدًا لسببين.

السبب الأول لأهمية الكمّامات والمعقّمات هو انتشار فيروس كورونا، والذي ينتشر بسرعةٍ كبيرةٍ في التجمّعات البشرية جراء الاحتكاك الطبيعي بينها، وما يحمله من تقاسم الأطعمة وأماكن النوم قرب الحدود، بانتظار فتح اليونان أبوابها أمامهم.

اقرأ أيضًا: اليونان وبلغاريا ترفضان عبور اللاجئين نحو أوروبا

وبحسب مراسلة "روزنة" ديما السيد، فإن غالبية من يحاولون الوصول إلى اليونان من جنسية أفغانية، وآخرون من جنوب شرق آسيا، وهؤلاء من الممكن أن يكونوا قد مرّوا من إيران أو أي دولةٍ أخرى ينتشر فيها فيروس كورونا، وهو ما يجعل الكمّامات والمعقّمات أمرًا لا غنى عنه، ويُنصح أيضًا بحمل عدّة كمامات وليس كمّامة واحدة، لتجديدها في كل فترة.

أما السبب الثاني لأهمية الكمّامات فيكمن بالعنف الذي تتبعه السلطات اليونانية مع الراغبين بدخول أراضيها للعبور إلى أوروبا، حيث تستخدم غازات سامّة ومسيّلة للدموع، الأمر الذي يزيد من أهمّية الكمّامات الطبّية.
 
أدوية مسكّنة ومضادة للالتهاب
 
لا غنى عن الأدوية المسكّنة أو المضادة للالتهاب، ولا سيما مع التوقّعات بأن تكون رحلة اللجوء طويلة، حيث من الممكن أن يصاب الأشخاص خلال رحلتهم، بأمراضٍ ما أو التهابات، أو أي نوع من الإصابات التي تحدث خلال طريقهم.

وفي بعض الأحيان يعاني الأشخاص العابرون إلى أوروبا من نزلات برد، أو صداع شديد في الرأس بسبب قسوة المناخ وصعوبة الطريق.

وبسبب كل هذه الظروف فإن الأدوية المسكّنة والمضادة للالتهاب تُعتبر ضرورة ملحّة، وخصوصًا مع غياب المنظمات الإغاثية عن طول طريق الرحلة.
 
مصباح كهربائي
 
تنطوي رحلة اللجوء على المرور في دولٍ عدّة ومناطق عدّة، وقطع هذه الدول سواء ليلًا أو نهارًا، لذلك فإن الإنارة تكون منعدمة في المناطق النائية القريبة من الحدود التي يمر منها اللاجئون.

ومن أجل ضمان استمرار المضي في طريق اللجوء في أوقات المساء والليل، فإنّه من الضروري أن يمتلك العابرون نحو أوروبا، عدّة مصابيح كهربائية.

أمّا عن نوعية المصابيح فيكفي أن يكون ضوئها أبيض اللون لزيادة الإضاءة في الطريق، كما يفضّل حمل عدّة بطاريات خاصة بهذه المصابيح، تحسّبًا من نفاد البطاريات الأساسية الموضوعة داخلها.
 
 
بطانية سميكة ومعطف وحذاء إضافيين
 
بالتأكيد فإن رحلة اللجوء سيرًا على الأقدام لن تستمر على مدار الساعة، حيث يحتاج العابرون نحو أوروبا إلى الحصول على استراحات منتظمة من أجل النوم ليلًا.
 
ولأخذ الحذر من انخفاض درجات الحرارة في الليل، لا بد أن يمتلك كل طالب لجوء بطّاية سميكة خاصّة به، ليك يلتف بها ليلًا عندما يريد النوم وتنخفض درجات الحرارة، وذلك منعًا لحصول أمراض ناجمة عن الطقس المنخفض من جهة، ولكي يحصل الشخص على كميّة دفئ وراحة تمكّناه من الاستمرار برحلته.
 
أما المعطف الإضافي (الجاكيت) فيعتبر مهم أيضًا لارتدائه عندما تنخفض درجات الحرارة في الطريق، إذ لا يكفي أن يرتدي الشخص معطفًا واحدًا، ولا سيما في المناطق المفتوحة القريبة من شرق أوروبا واليونان، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكلٍ كبير.
 
ويحتاج العابرون أيضًا إلى حذاءٍ إضافي، لأن العابرين قد يضطروا إلى السير لمسافات طويلة خلال رحلتهم، وهنا قد تتعرّض أحذيتهم للاهتراء، ويحتاجون حذاء إضافي.
 
ويفضّل أن تكون الأحذية من النوعيات الجيّدة القادرة على تحمّل المشي لمسافات طويلة.
 
الوثائق وأغلفة لها
 
من أهم الأشياء التي يحملها الشخص المسافر، هي وثائقه الشخصية من جواز سفر وهوية وشهادات جامعية وشهادة ميلاد أو غيرها من الوثائق الضرورية، وهي لا غنى عنها في حال وصل الشخص إلى أوروبا وأراد تقديم طلب اللجوء.

ويُنصح بأن يتم حفظ هذه الوثائق بشكل مرتّب داخل أغلفة بلاستيكية مضادة للمياه، لأن اللاجئين قد يمرّوا في بحر أو نهر أو حتّى يتعرّضوا لسقوط الأمر
 
"بور بنك" لشحن الهاتف المحمول
 
يحتاج العابرون أيضًا إلى "بور بنك" وهو مزوّد الشحن للهواتف المحمولة، لكي يضمن العابر عدم إغلاق هاتفه، الذي قد يلزم بالتواصل مع الأسرة وتتبّع الخرائط لمعرفة مسار الطريق.
 
أغطية بلاستيكية للحماية من الأمطار
 
يتم بيع هذه الأغطية في محلات السوبر ماركت التركية، وهي عبارة عن أكياس بلاستيكية يتم ارتدائها في أوقات هطول الأمطار، حيث يسير اللاجئون في طريقهم بمناطق وغابات قد تهطل فيها كميات كبيرة من الأمطار.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق