اتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حكومة النظام السوري وروسيا وإيران بسعيهم إلى إفشال الجهود الرامية إلى تحقيق هدنة في سوريا، تزامناً مع تصعيد عسكري في إدلب أسفر عن سيطرة النظام على عدد من المناطق، ومقتل وإصابة عشرات المدنيين.
وقال بومبيو في تصريحات، أمس الثلاثاء: "إنّ كل المقترحات المتعلّقة بوقف إطلاق النار قوّضها رئيس النظام بشار الأسد وموسكو وطهران"، مضيفاً: "وكل الجهود التي اتّخذتها الأمم المتحدة لعقد اللجنة الدستورية، كانت هذه الأطراف الثلاثة تقوّضها أيضاً".
وأضاف بومبيو، إن الولايات المتحدة ستواصل تعاونها مع الأمم المتحدة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وبخاصة في محافظة إدلب، والتي عرقلتها روسيا.
من جهته دعا قائد قيادة القوات الأمريكية في أوروبا، الجنرال تود وولترز أنقرة إلى التعاون مع واشنطن من أجل التصدي لروسيا.
وأضاف أمام لجنة لشؤون القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن "دور تركيا مهم جوهريا في التصدي لروسيا"، مشيراً إلى أنّ كلاً من موسكو وأنقرة "تنظران إلى منطقة البحر الأسود كمجال نفوذ طبيعي لهما، ولا يزال النزاع بينهما مستمراً في ليبيا كما أنهما تتصادمان بصورة مباشرة في إدلب".
ولفت الجنرال الأميركي إلى أنّ المصالح طويلة الأمد لكل من واشنطن وأنقرة ستصبحان على أحسن وجه "عبر مواصلة عملهما المشترك على تحسين التعاون ضد روسيا، سواء على المستوى الثنائي، أو ضمن إطار الناتو".
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تحذّر من "مذابح حقيقية" بحق المدنيين إدلب
وكانت الولايات المتحدة أعلنت تضامنها الكامل مع موقف تركيا اتجاه الوضع في إدلب، والتي أكدت بدورها أنها لن تتسامح مع تقدم قوات النظام في إدلب، حيث أمهل أردوغان الأخيرة حتى نهاية الشهر الحالي للانسحاب إلى خلف نقاط المراقبة التركية.
وسيطرت قوات النظام السوري، أمس الثلاثاء، على كامل مدينة كفرنبل جنوبي إدلب، بعد مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة أدت إلى انسحابهم من المنطقة، كما سيطرت على قريتي بسقلا وحاس، وقرى معرة حرمة ومعرزيتا وجبالا و النقير والشيخ مصطفى وكفر سجنة والركايا والشيخ دامس، قبل يوم.
ووثق الدفاع المدني، أمس الثلاثاء، مقتل 22 مدنياً، بينهم 9 أطفال و7 سيدات، وإصابة 90 آخرين، جراء استهداف الطائرات الحربية الروسية و طائرات النظام السوري ومدفعيته مدينة إدلب وريفها.
وعلّقت مديرية التربية الحرة في إدلب، أمس، الدوام في مدارس مدينة إدلب نتيجة القصف العنيف لقوات النظام وروسيا، والذي استهدف المنازل السكنية والبنى التحتية، وعدداً من المدارس.
وتتعرض أرياف إدلب لقصف مكثّف من قبل قوات النظام وروسيا، منذ أواخر نيسان الماضي، زادت وتيرته في تشرين الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، ونزوح عشرات الآلاف، رغم أنها مشمولة بالاتفاق الروسي التركي الذي يتضمن إيقاف القصف على المنطقة.
وتندرج محافظة إدلب ضمن اتفاقية خفض التصعيد الذي توصلت له الدول الراعية لمؤتمر أستانة عام 2017، واتفاق المنطقة المنزوعة السلاح الموقع بين موسكو وأنقرة في أيلول عام 2018.
الكلمات المفتاحية