قبل كورونا… تعرّف لأمراض كادت تتحول إلى أوبئة بسوريا 

قبل كورونا… تعرّف لأمراض كادت تتحول إلى أوبئة بسوريا 
أخبار | 26 فبراير 2020
تتباين ردود فعل السوريين بين القلق والتهكم؛ حول اقتراب فيروس "كورونا" من الأراضي السورية، بعد أن بات الفيروس يجاورها من الجانب العراقي واللبناني، فضلا عن أن إيران التي ما تزال دمشق ترفض وقف الرحلات الجوية معها، تشكل أكبر البلدان تأثراً بها بعد الصين من حيث حالات الوفاة (19 شخص توفي حتى الآن). 

الأنباء التي تواردت عبر صفحات محلية على شبكات التواصل الاجتماعي حول حصول حالات وفاة في كل من الحسكة و طرطوس، و أرجعوها إلى وصول "كورونا" إلى سوريا، لم تتأكد "روزنة" من صحتها، بخاصة في ظل إصرار حكومة النظام على نفيها القاطع عدم حدوث أي حالة إصابة بمرض "covid19" الناتج عن فيروس "كورونا". 

من جانب آخر، نفى وزير الصحة في "الحكومة المؤقتة" المعارضة، مرام الشيخ مصطفى، في تصريح لـ "روزنة"، وجود أي إصابة "كورونا" مُشخّصة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، مشيراً إلى أن حالة الوفاة التي حدثت في الباب بريف حلب الشرقي، ونسبها ناشطون إلى  أما الحالة في الباب كانت وفية عن مرض "ذات الرئة" و "الذي ينجم عن انفلونزا عادية وليس كورونا"، وفق حديثه.

وفي ظل تفشي فيروس "كورونا" بمزيد من الدول بعدما ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية أواخر كانون الأول الماضي، يتفشى في مزيد من الدول، متسببا في عشرات الوفيات وأكثر من 2500 إصابة خارج الصين، فقد حذّر خبير في منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، من أن "العالم غير مستعد" لمواجهة الفيروس الذي قد يتحول إلى وباء.

اقرأ أيضاً: كورونا يجاور سوريا… هل بات الخطر قريباً؟

و حثّ مسؤول في منظمة الصحة العالمية على الاستعداد، مما زاد الشعور بأن انتشارا سريعا للفيروس في المزيد من الأماكن أصبح حتميا. في سياق مواز، وقبل اتساع نطاق تفشي فيروس "كورونا" واحتمالات خطر وصوله إلى سوريا، يستعرض معكم موقع راديو "روزنة"، عدد من الأمراض والتي كادت أن تتحول إلى أوبئة في سوريا خلال سنوات الحرب. 

وقد أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الوضع الصحي في سوريا، عام 2018، خروج أكثر من نصف المستشفيات العامة والمراكز الصحية عن الخدمة كلياً أو جزئياً، وحتى تلك التي تعمل ماتزال تفتقر إلى المياه النظيفة والكهرباء والمستلزمات الطبية، إضافة إلى هروب أكثر من ثلثي العاملين في مجال الرعاية الطبية، وأزمة الدواء المستمرة، ما أدى بسوريا إلى  أن تكون أرضاً خصبةً لانتشار الأوبئة والأمراض التي تختلف باختلاف المحافظة وطبيعتها.

اللشمانيا (حبة حلب) 

وهو مرض جلدي ينشأ عن لسعة حشرة صغيرة تسمى "ذبابة الرمل"، تلسع الإنسان دون أن يشعر بها، لا يتجاوز طولها 2 ملم، تنتقل الذبابة من مكان لآخر ضمن الأمتعة أثناء التنقل، وهي تنقل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب إلى شخص سليم فينتقل له المرض، فتسبب تقرحات وإفرازات في الجلد، وتكبر في حالة ضعف جهاز المناعة لدى المصاب.

وكانت إحصاءات دولية أشارت في 2018 إلى إصابة نحو 150 ألف شخص في كل من حلب وحماة وريف دمشق ودرعا، فيما لحق بريف دير الزور نهاية العام ذاته إصابات عديدة وصلت إلى نحو 7800 شخص في الريف الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، فيما وصلت الإصابات في المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات النظام إلى نحو 2600 شخص -آنذاك-.

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن "اللشمانيا" المنتشرة في سوريا بالأساس، غير أن حالات الإصابة به تضاعفت حتى العام إلى أكثر من 80 ألفاً، وتشير المنظمة إلى أن أحد أخطر عوامل انتشار اللشمانيا هو المنازل الفقيرة ونظام الصرف الصحي السيء، بما في ذلك النقص في الإمدادات المناسبة لإخراج الفضلات، فضلاً عن انتشار فضلات الحيوانات، وهو ما يشكّل بيئة حاضنة للذبابة الناقلة للداء.

شلل الأطفال 

في عام 1999 تم إعلان سوريا خالية من هذا المرض بحسب منظمة الصحة العالمية، إلا أنه وفي تشرين الأول 2013، تم تأكيد حدوث إصابات بفيروس شلل الأطفال في كل من دير الزور وحلب، وفي عام 2014 تم التخلص منه عبر حملات التلقيح، ليعود مرة أخرى في عام 2017 بين أطفال دير الزور، حيث وثقت منظمة الصحة العالمية 50 حالة في دير الزور، فضلا عن وجود حوالي 70 حالة موثقة بمرض شلل الأطفال، في مدينة الباب بريف حلب الشرقي -آنذاك-.

قد يهمك: حرب اقتصادية بسبب مطار حلب الدولي… ما دور الصين في ذلك؟

ويعتبر شلل الأطفال عدوى فيروسية تصيب الأطفال وتؤثر على الأعصاب، وخاصة أعصاب الأطراف السفلية، وتتسبب بشلل كامل أو نصفي، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات، وقد يتم  التعافي منه عبر العلاج الفيزيائي.

الكوليرا 

في نهاية عام 2015، كشف مصدر طبي عن انتشار وباء الكوليرا في سوريا بعد توثيق حالة وفاة لأحد الأطفال ما استرعى التحذير من انتقال الوباء إلى خارج حدود سوريا ليصبح في حال عدم تدارك الوضع تهديدا عالميا.

عازياً ظهور عوامل الوباء في سوريا إلى تهالك البنى التحتية الطبية، كذلك عدم قدرة منظمات الإغاثة على الدخول ما يسمح بشكل مباشر انتشار الوباء سريعا داخل سوريا وخارجها.

هو مرض يصيب الجهاز الهضمي ويأتي على شكل إسهال حاد، بسبب عدوى في الأمعاء ببكتيريا، وتنتقل العدوى عن طريق شرب سوائل ملوثة بميكروب الكوليرا وعن طريق أطعمة ملوثة بالميكروب.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق