في يوم وفاته… تعرّف على مواقف حسني مبارك من النظام السوري

في يوم وفاته… تعرّف على مواقف حسني مبارك من النظام السوري
أخبار | 25 فبراير 2020

توفيّ اليوم الثلاثاء، الرئيس الأسبق المصري محمد حسني مبارك، عن عمر يناهز الـ 91 عاماً، بعد معاناته لسنوات من المرض وتدهور حالته الصحية التي دخل على إثرها إلى العناية المشددة، وفق وسائل إعلام مصرية.

 
وفي شهر كانون الثاني عام 2011  أجبرته الاحتجاجات التي شهدتها القاهرة وعدد من المدن المصرية على التنحي بعد حكم دام 30 عاماً لمصر.
 
وعُرف حسني مبارك بالعلاقات غير الطيبة مع بشار الأسد، سبقها علاقات متوترة مع والده حافظ الأسد، التي لم تستطع السياسة أن تذيب جليدها.
 
فقد انتقد مبارك عام 2011 بشار الأسد لما ارتكب من جرائم حرب ضد الشعب السوري، ناصحاً إياه بالتنحي والاستجابة للإرادة الشعبية، وفقاً لما نقلت صحيفة "الجمهورية" المصرية عن مصادر مقربة من الرئيس المصري الأسبق.
 
وحين اندلاع الثورة المصرية في 25  كانون الثاني عام 2011، أبدت حكومة النظام السوري ترحيبها بثورة الشعب المصري ضد مبارك الذي تنحى بعدها، وذلك بسبب العلاقة غير الطيبة بين النظامين.
 
العلاقات السياسية المتوترة بين الرئيس المصري والنظام السوري استمرت لسنوات طويلة منذ عهد حافظ الأسد إلى ابنه بشار.
 
ومن إحدى الملاسنات السياسية بين الرئيسين المصري والسوري، بعد حرب تموز عام 2006، حينما وصف بشار الأسد آنذاك من انتقد "حزب الله " بداية الحرب في لبنان، بعض زعماء العرب، بأنهم "أنصاف رجال"، ليرد مبارك قائلاً: "أسأل الله الهداية لكل من تفلت أعصابه ويؤدي ذلك إلى انفلات لسانه".
 
سبب غضب بشار الأسد من مبارك
 
وكانت عودة حسني مبارك من رحلة علاجه في ألمانيا عام 2005 من إحدى الحوادث التي أدت إلى توتر العلاقات بين بشار الأسد ومبارك.
 
حيث طلب بشار الأسد أن يزور مبارك في القاهرة ليهنئه بسلامته، فردت الرئاسة المصرية على الطلب بأن حدّدت موعداً له باليوم والساعة، الأمر الذي أغضب الأسد معتبراً أن الاتصال من الرئاسة المصرية هو استدعاء من مبارك وليس دعوة إلى زيارة، لم تتم.
 
وكان الكاتب الصحافي اللبناني جهاد الخازن، كشف عن خلاف حاد نشب بين بشار الأسد وحسني مبارك أثناء توسّطه للصلح بينهما عام 2005.
 
وقال الخازن خلال حوار له على قناة "المحور" المصرية، إن جمال مبارك وعمر سليمان عرضا عليه التوسط للصلح بين الرئيسين، وأشار إلى أن "بشار الأسد وافق على الصلح وقرّر أن يكون أول رئيس عربي يزور مبارك لتهنئته بسلامة عودته من رحلة العلاج في ألمانيا".
 
وأضاف أن الرئاسة المصرية حدّدت باليوم والساعة موعداً لمقابلة الأسد، الأمر الذي أغضبه، قائلاً: "أنا رئيس دولة، هذا استدعاء وليس دعوة، ومن المفترض أن يقول تفضل هذا الأسبوع وأنا من يحدد اليوم الذي أختاره".
 
وأصر بعد ذلك الأسد على زيارة خاصة لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط أو عمر سليمان لسوريا ليوجها له دعوة رسمية لمقابلة مبارك.
 
وقال الخازن حينها، إن سبب غضب بشار الأسد من الرئيس الأسبق هو معاملته له كابنه، و الأسد كان يريد أن يعامل كرئيس دولة، ولهذا فشلت محاولة الصلح.
 
 وأردف أن آخر رسالة وجهها بشار لمبارك خلال مبادرة الصلح قال فيها "قل لحسني مبارك لا هو أبويا ولا أنا ابنه.. قوله يحل عني".

اقرأ أيضا:ً نشاطات إيرانية قرب الجولان… ماذا عن "حزب الله" الجديد؟
 
تطبيع النظام السوري مع إسرائيل
 
وفي أيار العام الفائت، كشف مبارك تفاصيل عن عملية سلام كانت على وشك أن تتم بين سوريا وإسرائيل، في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين.
 
وقال الرئيس المصري الأسبق في  حوار أجراه مع الإعلامية الكويتية فجر السعيد، إن النظام السوري أراد تنفيذ اتفاق سلام مع إسرائيل يتضمّن تفعيل العلاقات وافتتاح السفارات بين البلدين، مقابل استعادة أراض سورية احتلتها إسرائيل.
 
وأردف مبارك خلال المقابلة، أنه شجّع رابين على التفاوض مع السوريين، وكان السوريون متحفظون على اطلاعهم على المفاوضات، مضيفاً، أنّ رابين أبلغه بالاتفاق مع سوريا، وبأنّ الأخيرة ستأخذ أرضها، لكن نقطة الخلاف كانت في رفض السوريين إقامة علاقات وفتح سفارات.
 
وأشار مبارك آنذاك إلى أنّه بعد اغتيال رابين، أراد النظام السوري تنفيذ الاتفاق، لكن الفرصة ضاعت بمجيء نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد.
 
وكان رابين وافق عام 1994 على الانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب تموز عام 1967 مقابل علاقات ثنائية ودبلوماسية كاملة وضمانات  أمنية لإسرائيل، عرفت حينها باسم "وديعة رابين"، لكنه اغتيل أواخر عام 1995، بعد أن أطلق أحد اليهود المتطرفين النار عليه.
 
صدام مبارك مع حافظ الأسد
 
ومن إحدى المواقف التي أثارت صداماً بين مبارك ورئيس النظام السوري الأسبق حافظ الأسد، جرت خلال اجتماعهما أثناء القمة الإسلامية التي انعقدت في الكويت منتصف ثمانينات القرن الماضي، وذلك حينما كان مبارك حديث العهد كرئيس لمصر، وبعد عزلة طويلة لمصر عن محيطها العربي بسبب توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.
 
وكان مقرراً، آنذاك،  أثناء القمة أن يلقي الرئيس المصري كلمته قبل الرئيس السوري حافظ الأسد، إلا أن الوفد السوري أصرّ على أن يلقي كلمته قبل الوفد المصري، فرحب مبارك بهذا في بادئ الأمر.
 
وبدأ الأسد كلمته بالهجوم على الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بسبب تنفيذه لاتفاقية "كامب ديفيد" مع إسرائيل، والتي تم توقيع معاهدة سلام دائم بين كل من مصر وإسرائيل من خلالها.
 
ورغب حينها الوفد المصري بالمغادرة رفضاً للإهانة من قبل حافظ الأسد، إلا ان مبارك أصر على البقاء وقال في افتتاحية كلمته مخاطباً الأسد: "أنا لا أسمح لك بالحديث عن الرئيس السادات بهذا الشكل". وفق مقابلة أجراها مبارك مع الإعلامية الكويتية.
 
يذكر أنّ مصر تقاربت مع السعودية عام 2009 ضد إيران، واتفقتا على  التنسيق السياسي لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط، وبخاصة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية، ولا سيما أنّ إيران تشكل تهديداً بسبب امتلاكها للأسلحة النووية.
 
في الوقت الذي كانت حكومة النظام السوري على علاقة طيبة مع طهران و"حزب الله" اللبناني، الذي أنشأ خلية في مصر عام 2008، بحسب وسائل إعلام مصرية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق