تعمل روسيا على استخدام كافة الوسائل التي تظهر فيها تطبيق رؤيتها في الملف السوري، حيث انتقلت روسيا هذه المرة إلى الأروقة الدبلوماسية الدولية، لتوجه برسائلها السياسية سواء إلى تركيا أو حلف "الناتو" بأنها مصممة على ما ترسمه بالحديد و النار في إدلب.
و لا يمكن اعتبار رفض روسيا إصدار مشروع بيان يدعو لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب عبر مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، الأربعاء، سوى أنه رسالة روسية إلى الولايات المتحدة و"الناتو" أكثر ما تكون تجاه "الحليف" التركي، لتقول موسكو أن كبح جماحها لا يمكن عبر لي ذراعها بدفع أنقرة للابتعاد عن تفاهماتهم المشتركة و تأليبها عليها.
وعقب جلستين لمجلس الأمن، يوم أمس، رفضت روسيا إصدار مشروع البيان الرئاسي إلى وقف إطلاق النار في إدلب، بحسب ما أفاد به مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولاي ريفيير.
اقرأ أيضاً: أردوغان يهدد بقرب تصعيدهم العسكري في إدلب... ما التداعيات؟
هذا ويتطلب صدور البيانات الرئاسية أو الصحافية من مجلس الأمن موافقة جماعية من كافة الدول الأعضاء بالمجلس والبالغ عددها 15 دولة.
من جانبه، قال السفير البلجيكي مارك بيكستين، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن، "لم نتمكن من إصدار أي شيء بشأن إدلب"، وأضاف للصحفيين: "كانت هناك أراء مختلفة بشكل واضح حول طاولة المجلس، وحاولنا أن يكون لمجلس الأمن صوت في هذا الموضوع لكننا لم نستطع".
وحول خطوة المجلس المقبلة إزاء الوضع في إدلب، قال بيكستين: "سوف نواصل مراقبة الوضع عن كثب لأنه من المهم للغاية أن يقوم المجلس بدوره في هذا الصدد".
لماذا تُصعّد روسيا؟
الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية، طه عبد الواحد، رجّح خلال حديث لـ "روزنة" أن تكون روسيا وجدت اتهامات مباشرة موجهة لها أو حتى للنظام السوري أيضا بالمسؤولية والتسبب في تأزيم الوضع في إدلب، ما حدى بها لمنع تمرير البيان، مشيرا إلى أن روسيا أيضاً ترفض عملياً وقف إطلاق النار رغم ما تسبب به القصف.
واعتبر عبد الواحد أن هناك أمرٌ ما استجد لدى موسكو تريد تحقيقه؛ وأن هذا الهدف يتطلب منح الأسد كامل السيطرة على الأراضي السورية باستثناء مناطق في الشمال ربما تكون خاضعة لصيغة أضنة تحدد عمق تواجد القوات التركية في الأراضي السورية، فضلا عن استثناء المناطق الخاضعة للسيطرة الأميركية.
قد يهمك: كيف سيتم التخلص من الجماعات المُهاجِرة في الشمال السوري؟
وتابع: "هناك أمر تسعى موسكو إلى تحقيقه؛ ربما هو أكبر من العلاقة تركيا وأيضا لعب الدور في التسوية السورية… أشعر وكأن موسكو للتضحية بعلاقتها مع أنقرة ومستعدة لنسف مسارات التسوية السورية كلها، هناك شيء ما غير واضح يجري؛ لأن روسيا عملت جهدها طيلة الفترة الماضية على تعزيز العلاقة مع تركيا، ومن المستغرب أن تسير اليوم بموقف تغامر من خلاله بتلك العلاقة".
وختم بالقول: "صحيح أن تركيا مهتمة بالعلاقة مع روسيا غير أن أردوغان في لحظة معينة سيجد نفسه محرجاً أمام الرأي العام؛ وإن اضطر للتصعيد وتنفيذ وعوده بالنسبة لإعادة قوات النظام إلى ما قبل سوتشي حتى نهاية الشهر الحالي فهذا تعقيد خطير، لا ندري كيف سيتعامل الروس معه فهم أيضا سيكونون في موقف معقد للغاية".
و لا يمكن اعتبار رفض روسيا إصدار مشروع بيان يدعو لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب عبر مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، الأربعاء، سوى أنه رسالة روسية إلى الولايات المتحدة و"الناتو" أكثر ما تكون تجاه "الحليف" التركي، لتقول موسكو أن كبح جماحها لا يمكن عبر لي ذراعها بدفع أنقرة للابتعاد عن تفاهماتهم المشتركة و تأليبها عليها.
وعقب جلستين لمجلس الأمن، يوم أمس، رفضت روسيا إصدار مشروع البيان الرئاسي إلى وقف إطلاق النار في إدلب، بحسب ما أفاد به مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولاي ريفيير.
اقرأ أيضاً: أردوغان يهدد بقرب تصعيدهم العسكري في إدلب... ما التداعيات؟
هذا ويتطلب صدور البيانات الرئاسية أو الصحافية من مجلس الأمن موافقة جماعية من كافة الدول الأعضاء بالمجلس والبالغ عددها 15 دولة.
من جانبه، قال السفير البلجيكي مارك بيكستين، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن، "لم نتمكن من إصدار أي شيء بشأن إدلب"، وأضاف للصحفيين: "كانت هناك أراء مختلفة بشكل واضح حول طاولة المجلس، وحاولنا أن يكون لمجلس الأمن صوت في هذا الموضوع لكننا لم نستطع".
وحول خطوة المجلس المقبلة إزاء الوضع في إدلب، قال بيكستين: "سوف نواصل مراقبة الوضع عن كثب لأنه من المهم للغاية أن يقوم المجلس بدوره في هذا الصدد".
لماذا تُصعّد روسيا؟
الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية، طه عبد الواحد، رجّح خلال حديث لـ "روزنة" أن تكون روسيا وجدت اتهامات مباشرة موجهة لها أو حتى للنظام السوري أيضا بالمسؤولية والتسبب في تأزيم الوضع في إدلب، ما حدى بها لمنع تمرير البيان، مشيرا إلى أن روسيا أيضاً ترفض عملياً وقف إطلاق النار رغم ما تسبب به القصف.
واعتبر عبد الواحد أن هناك أمرٌ ما استجد لدى موسكو تريد تحقيقه؛ وأن هذا الهدف يتطلب منح الأسد كامل السيطرة على الأراضي السورية باستثناء مناطق في الشمال ربما تكون خاضعة لصيغة أضنة تحدد عمق تواجد القوات التركية في الأراضي السورية، فضلا عن استثناء المناطق الخاضعة للسيطرة الأميركية.
قد يهمك: كيف سيتم التخلص من الجماعات المُهاجِرة في الشمال السوري؟
وتابع: "هناك أمر تسعى موسكو إلى تحقيقه؛ ربما هو أكبر من العلاقة تركيا وأيضا لعب الدور في التسوية السورية… أشعر وكأن موسكو للتضحية بعلاقتها مع أنقرة ومستعدة لنسف مسارات التسوية السورية كلها، هناك شيء ما غير واضح يجري؛ لأن روسيا عملت جهدها طيلة الفترة الماضية على تعزيز العلاقة مع تركيا، ومن المستغرب أن تسير اليوم بموقف تغامر من خلاله بتلك العلاقة".
وختم بالقول: "صحيح أن تركيا مهتمة بالعلاقة مع روسيا غير أن أردوغان في لحظة معينة سيجد نفسه محرجاً أمام الرأي العام؛ وإن اضطر للتصعيد وتنفيذ وعوده بالنسبة لإعادة قوات النظام إلى ما قبل سوتشي حتى نهاية الشهر الحالي فهذا تعقيد خطير، لا ندري كيف سيتعامل الروس معه فهم أيضا سيكونون في موقف معقد للغاية".
الكلمات المفتاحية