تشهد أحياء ومناطق في حلب وريفها والتي تم السيطرة عليها من قبل النظام السوري مؤخراً عملية "تعفيش" واسعة للمنازل دون أي ردّة فعل من مسؤولي النظام في حلب.
"بيتنا في حي الزهراء غربي حلب أصبح فارغاً تماماً، حتى البلاط والأبواب منزوعة رغم ما حل به من دمار جراء القذائف، سُرق منا الماضي والحاضر والمستقبل"، هكذا تعلّق إحدى المتضررات في مدينة حلب التي سُرق منزلها بعد استعادة النظام السوري للمناطق المحيطة بمدينة حلب.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً قيل إنها لسوق التعفيش في دوار شيحان بحلب، يحتوي على أثاث المنازل المسروقة كالغسالات والبرادات وغرف النوم وغيرها.
وقالت "شبكة أخبار حي الزهراء بحلب"، على "فيسبوك" أمس الثلاثاء: إنّ "بعض الشبيحة والقوات الرديفة قامت بنهب منازل المدنيين في حي الزهراء غربي المدينة، ومن ثم بيعها ونقلها إلى محيط منطقة شيحان".
من جهته قال أحمد اسماعيل، أحد سكان مدينة حلب، لـ"روزنة": إنه لم يصدق ما سمع عن التعفيش والسرقات إلى أن رأى بأم عينه، حيث تعجّ منطقة شيحان بالسماسرة وباعة المسروقات مع سيارات نقل الأثاث الممتلئة بكل ما يخطر على البال من أدوات إلكترونية وكهربائية وأبواب وغيرها"، متسائلاً أين أمن النظام من هذه الظاهرة. بينما انتقد آخرون الأشخاص الذين يقومون بشراء تلك البضاعة المسروقة رغم معرفتهم بذلك مسبقاً.
وتنتشر في محيط مدينة حلب قوات محلية، لا تتبع لقوات النظام السوري بشكل مباشر ضمن ما يعرف بالقوات الرديفة، فضلاً عن قوات إيرانية وكذلك عناصر سورية يتبع ولاءها إلى إيران.
وأشار بشير قباني، ناشط على "فيسبوك": إلى أنّ العناصر المسلحة، على حد وصفه، تستبيح ممتلكات المواطنين أمام أعينهم، ومن يتجرّأ منهم على الاعتراض يتم إشباعه ضرباً، وحتى يطلق عليه النار، كما حصل مع أحد أصحاب المعامل حينما ذهب لتفقد معمله الواقع في عندان، وكذلك ذات الأمر يحصل في حيان وحريتان".
جاء ذلك بعد سيطرة قوات النظام السوري في الـ 16 من الشهر الحالي على كامل مدينة حلب ومدينة عندان وبلدتي حريتان وحيان وقرى في الريف الغربي والشمالي.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قوات النظام السوري سيطرت بشكل كامل على 30 بلدة وقرية في محيط مدينة حلب لأول مرة منذ عام 2012، لتتمكن بذلك من تأمين المدينة بالكامل وحمايتها من فصائل المعارضة السورية.
اقرأ أيضاً: لماذا اختار الأسد إظهار "الشاهين" في خطابه؟
وارتبطت ظاهرة "التعفيش" خلال السنوات الماضية بقوات النظام بشكل أساسي وقوات الدفاع الشعبي المساندة له، وذلك عقب استعادة السيطرة على المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، كما حدث في الغوطتين الشرقية والغربية وأحياء حلب الشرقية، ومؤخراً أحياء حلب الغربية، وسبقها مناطق في جنوبي دمشق.
ويقول معارضون للنظام أن النظام السوري يتغاضى عن تلك الظاهرة "التعفيش" كمكافأة لتلك العناصر المسلحة على الإنجازات التي قدمتها خلال السيطرة على مناطق المعارضة، وحافزاً يدفعهم للتوجه إلى جبهات القتال دون تردد.
الكلمات المفتاحية