اللاذقية: في غرفة كالحظيرة أب يقيّد ابنه بالسلاسل ويسجنه لأشهر

اللاذقية: في غرفة كالحظيرة أب يقيّد ابنه بالسلاسل ويسجنه لأشهر
أخبار | 17 فبراير 2020

في الفلاء وفي غرفة مظلمة  تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، سجن أب ابنه البالغ من العمر 10 سنوات في قرية الشلفاطية شرقي اللاذقية، وأبقاه مقيّداً بسلاسل حديدية لأشهر مانعاً عنه الرعاية وكل أشكال الحياة.

 
وذكرت وزارة الداخلية السورية، أمس الأحد، أن الطفل، ذو الفقار، وجد في غرفة أشبه بحظيرة مقفلة بسلاسل حديدية، بعدما وردت معلومات إلى شرطة ناحية الهنادي التي تتبع لها القرية.
 
وأشارت إلى أن الطفل وجد بحالة يرثى لها، وهو يعاني من الخوف والبرد والجوع، إذ تم تقييد قدميه بالسلاسل لأشهر، في غرفة  تفتقر إلى الكهرباء والتدفئة، كما تفتقر نوافذها وبابها إلى الزجاج، بينما سقفها عبارة عن شادر لا يقي من برد الشتاء.
 
 وأوضحت الوزارة أنّ والد الطفل (سلمان . م) وزوجته ( أ . ح) هما من قيداه، إذ عاملاه معاملة سيئة، وحرماه خلال تلك الفترة من الطعام معظم الأوقات، حيث كانوا يرمون له بقايا الطعام من نافذة الباب المقفل.
 
واعترف والد الطفل وزوجته، بما نسب إليهما وبرّرا أن شقاوة الطفل ورفض والدته المطلّقة استلامه هو ما دفعهما إلى فعل ذلك.
 
  
 
الباحث الاجتماعي صفوان قسام، قال لـ"روزنة": "يعتبر الأطفال في مجتمعنا عامل يزيد من ترابط الأسرة، ولكن في حال الانفصال والطلاق وغيرها من المشاكل الزوجية، يُستخدمون كسلاح ووسيلة ضغط على أحد الطرفين".
 
وحمّل قسام الدولة مسؤولية ما يحصل للأطفال، لعدم وجود قانون يحمي الأطفال من العنف إلا في حال حدوث جريمة بحقهم، مؤكداً  أنه يتم استخدام الأطفال في كثير من الأحيان كوسيلة ضغط في العلاقات الزوجية، دون مراعاة حقوقهم.
 
وأشار إلى أنّ حبس الطفل قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية عليه، تظهر على شكل حالة عدوانية للمجتمع، أو أن يكون انطوائياَ مبتعداً عن تكوين العلاقات الاجتماعية، وشدّد أنه يجب إعادة دمجه بطريقة عملية لإعادة الطفولة إليه، والتخلص من آثار الحادثة السلبية التي من الممكن أن تؤثر عليه مستقبلاً، ولا سيما حتى  في علاقته مع شريكة حياته.
 
ولفت قسام إلى أنّ العائلات في مجتمعاتنا تعاني من مشاكل عدة، ما يؤدي إلى تشتتها وانتهاك حقوق الأطفال في كثير من الأحيان، كهشاشة بنية الأسرة، ومزاجية العلاقية بين الزوجين التي لا تخضع للوعي، وغيرها الكثير من الأسباب.

 اقرأ أيضاً: اللاذقية: مقتل طفل على يد والده وغياب لمنظمات حماية الطفولة

وفي عام 2017 تم العثور في مدينة حارم بريف إدلب على الفتاة سمر خميس، 35 عاماَ، التي حبسها والدها وزوجته في مغارة قديمة لا تدخلها أشعة الشمس ولا حتى الهواء مع كلب كان أنيسها، ولمدة 15 سنة، حيث خرجت من المغارة وهي تعاني من مشاكل صحية عديدة كضعف في البصر وضمور في الأطراف بسبب قلة الحركة، إضافة إلى عدم قدرتها على الكلام أو التعبير  عن أي حالة شعورية.
 
وكان الطفل حمزة المعلم توفي مطلع الشهر الفائت، نتيجة تعرّضه لضرب مستمر على يد والده وزوجة أبيه منذ أكثر من عام، حيث توفي بسبب إصابته بقصور تنفسي رضي ناتج عن تعرّضه لضربة قوية بالعصا على جسمه أدّت إلى وفاته، وفق تلفزيون "الخبر".
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق