أكثر من أسبوع بيوم واحد كانت مدة كافية لطيران الاحتلال الإسرائيلي لإعادة توجيه ضربة جديدة على مواقع إيرانية في محيط مدينة دمشق، في رسالة مكررة من تل أبيب تدلل على ارتفاع حدة التصعيد تجاه مشروع النفوذ الإيراني في سوريا.
سواء إن كانت الضربة التي طالت محيط مدينة دمشق فجر اليوم الجمعة، هي الضربة الثانية خلال العام الجديد أو الثانية بعد مقتل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، إلا أن هذه الضربة الإسرائيلية لها خصوصيتها، وهي التي تأتي كأول رسالة إسرائيلية مباشرة تدلل على أننا أمام موجة تصعيدية لن تكون طارئة وقد يزيد مداها خلال الشهر المقبل، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، الأسبوع الفائت؛ عن خطة مشتركة مع الولايات المتحدة تقضي بتولي إسرائيل مهمة ضرب النفوذ الإيراني في سوريا، بينما تضرب واشنطن النفوذ الإيراني في العراق.
كما جدد وزير الدفاع الإسرائيلي، تصعيده الكلامي ضد إيران، يوم الثلاثاء الفائت، حيث أطلق لصحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، أطلق تحذيرات غير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة ضد إيران، لافتاً إلى أن "إسرائيل" في معركة مستمرة وتعمل بكل الطرق ضد التموضع الإيراني في سوريا.
وقال بينيت إنه "عندما تضربك أيدي الأخطبوط، لا ترد عليه بضرب أذرعه فقط، إنما اخنقه من رأسه"، وأوضح بينيت أنه يقصد بالأخطبوط، إيران، وبأنه له أذرع عدة في المنطقة، منوها إلى أن إسرائيل تعمل باستمرار لتدفيع إيران الثمن، حتى الحصول على الهدف النهائي، والممثل بحسب وصفه في إخراج إيران من سوريا.
رسائل إسرائيلية بالنار… لماذا يتكرر القصف على مركز البحوث بريف دمشق؟
في حين كان تعليق طهران منذ يومين بأنها سترد على أي حماقة إسرائيلية، بينما صرّح قائد "الحرس الثوري" الإيراني، اللواء حسين سلامي، يوم الخميس، بأن إيران مستعدة لضرب الولايات المتحدة وإسرائيل إذا أعطوها أي مبرر للقيام بذلك.
و يجدر التساؤل إزاء كل التصعيد الإعلامي بين الطرفين، والذي سبق الضربة التي قتلت فجر اليوم 4 ضباط من الحرس الثوري، حول ما إذا دخل التصعيد ضد النفوذ الإيراني مرحلة جديدة وبمستوى أعلى، يمكن القول أن هذه المرحلة تمثل نقطة اللاتراجع بالنسبة لتل أبيب، وبأن الأخيرة لن تبقى تعتمد على تطمينات واشنطن بتحجيم النفوذ الإيراني وخنقه.
ما خيارات التصعيد ضد طهران؟
المحلل السياسي السوري، عصام زيتون، قال خلال حديث لـ "روزنة" بأن التفاهم الأميركي الإسرائيلي حول استهداف النفوذ الإيراني في سوريا و العراق، هو تفاهم ليس بالجديد، مرجحاً أن تكون تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، تأتي بمعنى أن الجانب الإسرائيلي وصل لمرحلة لا يستطيع فيها سماع تطمينات الجانب الأميركي بتحجيم النفوذ الإيراني، في وقت تمر فيه شحنات الأسلحة الإيرانية ضمن المجال الأميركي في العراق إلى سوريا.
وأشار زيتون إلى أن "رؤية إسرائيل لخطر المشروع الإيراني مختلفة عن رؤية روسيا وكذلك الولايات المتحدة… التمدد الإيراني بهذا الشكل سواء في سوريا أو في غيرها من البلدان العربية لم يحصل في غفلة عن الولايات المتحدة، وظهور التصريحات على الإعلام في هذا الوقت هو بمثابة تذكير للجانب الأميركي و القول لهم عليكم القيام بواجباتكم ولا تضطرونا أن تعاد ضرباتنا في العراق".
وتابع في سياق متصل "كان هناك (أيضاً) تفاهم روسي إسرائيلي ينظم عمليات الاستهداف الإسرائيلية للنفوذ الإيراني في سوريا، وكان التفاهم مستمراً إلى يوم سقوط طائرة روسية فوق حميميم و مقتل من كان على متنها (16 ضابط استخبارات)، ذلك كان له عدة تأثيرات ومن يومها تغير هذا التفاهم… الروسي كان أعطى الحرية في الاستهداف لاسرائيل سواء لمشاريع أو أشخاص إيرانيين داخل سوريا بشرط ألا تؤدي هذه الضربات إلى إسقاط النظام السوري وألا تؤدي إلى قتل أي جندي روسي و بأن يعلم الجانب الروسي بتوقيت العملية".
كيف ترد إيران؟
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية والمدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات؛ د.هاني سليمان، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" بأن الضربة الإسرائيلية تزيد من معاناة النظام الإيراني، و بأنها تأتي في إطار التنسيق ما بين الولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي لمحاولة تطويق النفوذ الإيراني في الداخل السوري.
وتابع بقوله أن "العلاقة ما بين ايران واسرائيل لن تصل إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة، غير أنها لن تخلو من المناوشات وحالة الشد و الجذب من آن لآخر".
المطارات العسكرية للنظام السوري هدف مستباح… ودمشق صامتة
ورأى سليمان أن إيران لن يكون من مصلحتها فتح جبهة من المواجهات خلال الفترة الحالية، وذلك يعود لحسابات معقدة ومختلفة بالنسبة للنظام الإيراني وفق تقديره، وأضاف في سياق ذلك أن "النظام الذي يعاني حالياً هو مقبل أيضاً على إنتخابات مجلس الشورى في 21 شباط الجاري؛ وبالتالي قد يكون هناك ردود تحفظ ماء الوجه دونما تصعيد من قبل طهران… العلاقة معقدة بين الطرفين وفيها جانب كبير من الردع يحفظ التوازن في هذه العلاقة ".
ورجّح بأن يكون سيناريو الرد الإيراني المحدّد و المحدود هو الأقرب، في مقابل أن تستمر إسرائيل بمزيد من الغارات، مستبعداً أن تصل الأمور إلى أبعد من ذلك، غير أنه أشار إلى أن الحديث عن تصعيد ومواجهة مفتوحة بين الجانبين لن يحصل خلال الفترة الحالية على الأقل، بحسب تعبيره.
وفي منتصف الشهر الفائت، كان مسؤول أمني في إسرائيل، اعتبر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة قاتلة لإيران في سوريا من أجل إجبارها على الخروج من المنطقة، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المسؤول قوله أن "هناك إرادة من أجل القضاء التام على الحرس الثوري وعناصره في سوريا".
وقال المسؤول أنّ "هذا الهدف يمكن تحقيقه خلال عام، في حال شن الجيش الإسرائيلي حملة هجومية مكثّفة ومستمرة ومميتة ضد قواعد الإيرانيين ونظرائهم في سوريا.
سواء إن كانت الضربة التي طالت محيط مدينة دمشق فجر اليوم الجمعة، هي الضربة الثانية خلال العام الجديد أو الثانية بعد مقتل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، إلا أن هذه الضربة الإسرائيلية لها خصوصيتها، وهي التي تأتي كأول رسالة إسرائيلية مباشرة تدلل على أننا أمام موجة تصعيدية لن تكون طارئة وقد يزيد مداها خلال الشهر المقبل، وذلك بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، الأسبوع الفائت؛ عن خطة مشتركة مع الولايات المتحدة تقضي بتولي إسرائيل مهمة ضرب النفوذ الإيراني في سوريا، بينما تضرب واشنطن النفوذ الإيراني في العراق.
كما جدد وزير الدفاع الإسرائيلي، تصعيده الكلامي ضد إيران، يوم الثلاثاء الفائت، حيث أطلق لصحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، أطلق تحذيرات غير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة ضد إيران، لافتاً إلى أن "إسرائيل" في معركة مستمرة وتعمل بكل الطرق ضد التموضع الإيراني في سوريا.
وقال بينيت إنه "عندما تضربك أيدي الأخطبوط، لا ترد عليه بضرب أذرعه فقط، إنما اخنقه من رأسه"، وأوضح بينيت أنه يقصد بالأخطبوط، إيران، وبأنه له أذرع عدة في المنطقة، منوها إلى أن إسرائيل تعمل باستمرار لتدفيع إيران الثمن، حتى الحصول على الهدف النهائي، والممثل بحسب وصفه في إخراج إيران من سوريا.
رسائل إسرائيلية بالنار… لماذا يتكرر القصف على مركز البحوث بريف دمشق؟
في حين كان تعليق طهران منذ يومين بأنها سترد على أي حماقة إسرائيلية، بينما صرّح قائد "الحرس الثوري" الإيراني، اللواء حسين سلامي، يوم الخميس، بأن إيران مستعدة لضرب الولايات المتحدة وإسرائيل إذا أعطوها أي مبرر للقيام بذلك.
و يجدر التساؤل إزاء كل التصعيد الإعلامي بين الطرفين، والذي سبق الضربة التي قتلت فجر اليوم 4 ضباط من الحرس الثوري، حول ما إذا دخل التصعيد ضد النفوذ الإيراني مرحلة جديدة وبمستوى أعلى، يمكن القول أن هذه المرحلة تمثل نقطة اللاتراجع بالنسبة لتل أبيب، وبأن الأخيرة لن تبقى تعتمد على تطمينات واشنطن بتحجيم النفوذ الإيراني وخنقه.
ما خيارات التصعيد ضد طهران؟
المحلل السياسي السوري، عصام زيتون، قال خلال حديث لـ "روزنة" بأن التفاهم الأميركي الإسرائيلي حول استهداف النفوذ الإيراني في سوريا و العراق، هو تفاهم ليس بالجديد، مرجحاً أن تكون تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، تأتي بمعنى أن الجانب الإسرائيلي وصل لمرحلة لا يستطيع فيها سماع تطمينات الجانب الأميركي بتحجيم النفوذ الإيراني، في وقت تمر فيه شحنات الأسلحة الإيرانية ضمن المجال الأميركي في العراق إلى سوريا.
وأشار زيتون إلى أن "رؤية إسرائيل لخطر المشروع الإيراني مختلفة عن رؤية روسيا وكذلك الولايات المتحدة… التمدد الإيراني بهذا الشكل سواء في سوريا أو في غيرها من البلدان العربية لم يحصل في غفلة عن الولايات المتحدة، وظهور التصريحات على الإعلام في هذا الوقت هو بمثابة تذكير للجانب الأميركي و القول لهم عليكم القيام بواجباتكم ولا تضطرونا أن تعاد ضرباتنا في العراق".
وتابع في سياق متصل "كان هناك (أيضاً) تفاهم روسي إسرائيلي ينظم عمليات الاستهداف الإسرائيلية للنفوذ الإيراني في سوريا، وكان التفاهم مستمراً إلى يوم سقوط طائرة روسية فوق حميميم و مقتل من كان على متنها (16 ضابط استخبارات)، ذلك كان له عدة تأثيرات ومن يومها تغير هذا التفاهم… الروسي كان أعطى الحرية في الاستهداف لاسرائيل سواء لمشاريع أو أشخاص إيرانيين داخل سوريا بشرط ألا تؤدي هذه الضربات إلى إسقاط النظام السوري وألا تؤدي إلى قتل أي جندي روسي و بأن يعلم الجانب الروسي بتوقيت العملية".
كيف ترد إيران؟
الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية والمدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات؛ د.هاني سليمان، اعتبر خلال حديثه لـ "روزنة" بأن الضربة الإسرائيلية تزيد من معاناة النظام الإيراني، و بأنها تأتي في إطار التنسيق ما بين الولايات المتحدة والجانب الإسرائيلي لمحاولة تطويق النفوذ الإيراني في الداخل السوري.
وتابع بقوله أن "العلاقة ما بين ايران واسرائيل لن تصل إلى مواجهة مباشرة ومفتوحة، غير أنها لن تخلو من المناوشات وحالة الشد و الجذب من آن لآخر".
المطارات العسكرية للنظام السوري هدف مستباح… ودمشق صامتة
ورأى سليمان أن إيران لن يكون من مصلحتها فتح جبهة من المواجهات خلال الفترة الحالية، وذلك يعود لحسابات معقدة ومختلفة بالنسبة للنظام الإيراني وفق تقديره، وأضاف في سياق ذلك أن "النظام الذي يعاني حالياً هو مقبل أيضاً على إنتخابات مجلس الشورى في 21 شباط الجاري؛ وبالتالي قد يكون هناك ردود تحفظ ماء الوجه دونما تصعيد من قبل طهران… العلاقة معقدة بين الطرفين وفيها جانب كبير من الردع يحفظ التوازن في هذه العلاقة ".
ورجّح بأن يكون سيناريو الرد الإيراني المحدّد و المحدود هو الأقرب، في مقابل أن تستمر إسرائيل بمزيد من الغارات، مستبعداً أن تصل الأمور إلى أبعد من ذلك، غير أنه أشار إلى أن الحديث عن تصعيد ومواجهة مفتوحة بين الجانبين لن يحصل خلال الفترة الحالية على الأقل، بحسب تعبيره.
وفي منتصف الشهر الفائت، كان مسؤول أمني في إسرائيل، اعتبر أن الوقت قد حان لتوجيه ضربة قاتلة لإيران في سوريا من أجل إجبارها على الخروج من المنطقة، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المسؤول قوله أن "هناك إرادة من أجل القضاء التام على الحرس الثوري وعناصره في سوريا".
وقال المسؤول أنّ "هذا الهدف يمكن تحقيقه خلال عام، في حال شن الجيش الإسرائيلي حملة هجومية مكثّفة ومستمرة ومميتة ضد قواعد الإيرانيين ونظرائهم في سوريا.
الكلمات المفتاحية