كررت طهران دعوتها للتوسط بين أنقرة و دمشق للمساعدة في تخطي الخلافات بين الجانبين، بحسب دعوة الخارجية الإيرانية.
وبعد يومين من الدعوة الإيرانية الأولى التي أكدت فيها على أهمية حل الأمور في سوريا عبر الدبلوماسية، عاودت إيران تجديد وساطتها يوم أمس الإثنين، و عرضَ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وساطة جديدة بين أنقرة و دمشق، وذلك بعد وقت قصير من قصف قوات النظام السوري لقاعدة عسكرية بإدلب، وقتله عدد من الجنود الأتراك.
وقال ظريف في تغريدة نشرها على موقع "تويتر" إن "الجمهورية الإيرانية مستعدة لتسهيل ظروف الحوار بين سوريا وتركيا"، مضيفا أن "طهران تؤكد من جديد استعدادها لتيسير الحوار بين البلدين"، وطالب بضرورة "وقف النزيف واحترام السيادة ووحدة الأراضي السورية"، مشددا على أن "التصعيد الحالي لا يخدم سوى الإرهابيين وحماتهم"، بحسب تعبيره.
وربما تبدو الدعوة الإيرانية للوساطة أنها تأتي بحكم وجود طهران كطرف ضامن ثالث في أستانا، فضلاً عن إيجابية العلاقة بين أنقرة وطهران خلال الفترة الماضية، إلا أنها تبقى مستغربة في ظل الدور السلبي الذي عمدت إيران على لعبه ضمن أروقة الملف السوري.
كذلك فإن هذه الدعوة وفي ظل التصعيد الحاصل في الشمال السوري بعد مقتل عناصر من الجيش التركي خلال اليومين الماضيين استهدفتهم قوات النظام، ما دفع أنقرة للرد، تدعو للتساؤل حول مدى قدرة طهران على إنجاح مهمتها، فضلاً عن الأوراق التي تملكها طهران في الضغط على دمشق لتخفيف حدة التوتر المتصاعد، بخاصة وأن معلومات مسربة أشارت مؤخراً إلى وجود خلافات بين طهران ودمشق سواء على الصعيد الميداني أو السياسي.
ما أسباب الدعوة؟
الكاتب والمحلل السياسي، طه عودة أوغلو، اعتبر خلال حديث خاص لـ "روزنة" أن دعوة الوساطة الإيرانية في هذا الوقت، لافتة للغاية، وذلك لعدة أسباب وفق رأيه، حيث يأتي أبرزها كمحاولة من طهران للعب دور خاص بها بعد تهميشها من قبل الروس خلال الأشهر الأخيرة.
في سياق آخر استبعد عودة أوغلو أن تنجح إيران في هذه الخطوة، معيدا ذلك إلى مشاركة عناصر مسلحة تتبع لها في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام في إدلب مؤخراً، وكذلك في باقي المدن السورية خلال الفترة السابقة.
اقرأ أيضاً: سوريا وإيران.. علاقة في مهب الضربة الأمريكية والمصلحة الروسية
وتابع بالقول أنه و "منذ التوقيع على اتفاق سوتشي، فإن أنقرة تتخاطب مع الحاكم الفعلي في سوريا ولا حاجة لها في الوقت الحالي للتواصل مع نظام الأسد".
بينما اعتبر بأن العلاقات التركية الإيرانية و على الرغم من تطورها في مجال الاقتصاد، إلا أنه وعلى الصعيد السياسي، فما تزال الخلافات السياسية شاسعة بسبب اختلاف وجهات النظر في الملف السوري وتعقيداته.
إيران تُغيّر استراتيجيتها؟
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي، عبد الحميد قطب، أن تكرار الدعوة الإيرانية يأتي في إطار محاولة طهران تحسين صورتها، حيث يرى كثيرون أن المرشد الأعلى والحرس الثوري أساؤوا لسمعتها وذلك بسبب التدخل الخشن في دول عربية كثيرة وفي مقدمتها سوريا و العراق.
ورجّح قطب خلال حديثه لـ "روزنة" بأن إيران قد تسعى من وراء وساطتها إلى لعب دور ربما قد يكون مقبولا لدى الأطراف العربية في المنطقة.
وأضاف "ربما تحاول إيران تخفيف التوتر مع دول المنطقة، بخاصة و أن تركيا هي دولة ربما تكون حليفا لإيران في ملفات كثيرة وهناك مشاورات وتبادل للآراء في الملف السوري… إيران لا تريد أن تخسر تركيا، وتريد أن توصل رسالة للأطراف في المنطقة على أنها غيرت من استراتيجيتها وبخاصة بعد مقتل قاسم سليماني".
قد يهمك: ما بين أردوغان والأسد ماذا سيقدم الرئيس الروسي للملف السوري؟
كما أشار قطب إلى أن توقيت الدعوة يتقاطع مع الوضع المتوتر الذي يقال بحدوثه بين "الرئاسة السورية والدولة الايرانية، وهناك بعض التسريبات تتحدث عن خلافات ميدانية كثيرة بينهما وربما هناك خلافات سياسية".
وختم بالقول أن "مقتل قاسم سليماني قد يكون بمثابة فرصة تدفع الرئاسة الايرانية إلى لعب دور مهم في هذه المرحلة، وهذا الدور يتطلب منها أن تخفف التصعيد في سوريا".
وبعد يومين من الدعوة الإيرانية الأولى التي أكدت فيها على أهمية حل الأمور في سوريا عبر الدبلوماسية، عاودت إيران تجديد وساطتها يوم أمس الإثنين، و عرضَ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وساطة جديدة بين أنقرة و دمشق، وذلك بعد وقت قصير من قصف قوات النظام السوري لقاعدة عسكرية بإدلب، وقتله عدد من الجنود الأتراك.
وقال ظريف في تغريدة نشرها على موقع "تويتر" إن "الجمهورية الإيرانية مستعدة لتسهيل ظروف الحوار بين سوريا وتركيا"، مضيفا أن "طهران تؤكد من جديد استعدادها لتيسير الحوار بين البلدين"، وطالب بضرورة "وقف النزيف واحترام السيادة ووحدة الأراضي السورية"، مشددا على أن "التصعيد الحالي لا يخدم سوى الإرهابيين وحماتهم"، بحسب تعبيره.
وربما تبدو الدعوة الإيرانية للوساطة أنها تأتي بحكم وجود طهران كطرف ضامن ثالث في أستانا، فضلاً عن إيجابية العلاقة بين أنقرة وطهران خلال الفترة الماضية، إلا أنها تبقى مستغربة في ظل الدور السلبي الذي عمدت إيران على لعبه ضمن أروقة الملف السوري.
كذلك فإن هذه الدعوة وفي ظل التصعيد الحاصل في الشمال السوري بعد مقتل عناصر من الجيش التركي خلال اليومين الماضيين استهدفتهم قوات النظام، ما دفع أنقرة للرد، تدعو للتساؤل حول مدى قدرة طهران على إنجاح مهمتها، فضلاً عن الأوراق التي تملكها طهران في الضغط على دمشق لتخفيف حدة التوتر المتصاعد، بخاصة وأن معلومات مسربة أشارت مؤخراً إلى وجود خلافات بين طهران ودمشق سواء على الصعيد الميداني أو السياسي.
ما أسباب الدعوة؟
الكاتب والمحلل السياسي، طه عودة أوغلو، اعتبر خلال حديث خاص لـ "روزنة" أن دعوة الوساطة الإيرانية في هذا الوقت، لافتة للغاية، وذلك لعدة أسباب وفق رأيه، حيث يأتي أبرزها كمحاولة من طهران للعب دور خاص بها بعد تهميشها من قبل الروس خلال الأشهر الأخيرة.
في سياق آخر استبعد عودة أوغلو أن تنجح إيران في هذه الخطوة، معيدا ذلك إلى مشاركة عناصر مسلحة تتبع لها في العمليات العسكرية إلى جانب قوات النظام في إدلب مؤخراً، وكذلك في باقي المدن السورية خلال الفترة السابقة.
اقرأ أيضاً: سوريا وإيران.. علاقة في مهب الضربة الأمريكية والمصلحة الروسية
وتابع بالقول أنه و "منذ التوقيع على اتفاق سوتشي، فإن أنقرة تتخاطب مع الحاكم الفعلي في سوريا ولا حاجة لها في الوقت الحالي للتواصل مع نظام الأسد".
بينما اعتبر بأن العلاقات التركية الإيرانية و على الرغم من تطورها في مجال الاقتصاد، إلا أنه وعلى الصعيد السياسي، فما تزال الخلافات السياسية شاسعة بسبب اختلاف وجهات النظر في الملف السوري وتعقيداته.
إيران تُغيّر استراتيجيتها؟
من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي، عبد الحميد قطب، أن تكرار الدعوة الإيرانية يأتي في إطار محاولة طهران تحسين صورتها، حيث يرى كثيرون أن المرشد الأعلى والحرس الثوري أساؤوا لسمعتها وذلك بسبب التدخل الخشن في دول عربية كثيرة وفي مقدمتها سوريا و العراق.
ورجّح قطب خلال حديثه لـ "روزنة" بأن إيران قد تسعى من وراء وساطتها إلى لعب دور ربما قد يكون مقبولا لدى الأطراف العربية في المنطقة.
وأضاف "ربما تحاول إيران تخفيف التوتر مع دول المنطقة، بخاصة و أن تركيا هي دولة ربما تكون حليفا لإيران في ملفات كثيرة وهناك مشاورات وتبادل للآراء في الملف السوري… إيران لا تريد أن تخسر تركيا، وتريد أن توصل رسالة للأطراف في المنطقة على أنها غيرت من استراتيجيتها وبخاصة بعد مقتل قاسم سليماني".
قد يهمك: ما بين أردوغان والأسد ماذا سيقدم الرئيس الروسي للملف السوري؟
كما أشار قطب إلى أن توقيت الدعوة يتقاطع مع الوضع المتوتر الذي يقال بحدوثه بين "الرئاسة السورية والدولة الايرانية، وهناك بعض التسريبات تتحدث عن خلافات ميدانية كثيرة بينهما وربما هناك خلافات سياسية".
وختم بالقول أن "مقتل قاسم سليماني قد يكون بمثابة فرصة تدفع الرئاسة الايرانية إلى لعب دور مهم في هذه المرحلة، وهذا الدور يتطلب منها أن تخفف التصعيد في سوريا".
الكلمات المفتاحية