يعتاد الشبان والشابات أن ينهوا دراستهم الجامعية ليحصلوا على فرص عمل تتناسب مع قدراتهم وخبراتهم، وهذا ما يتحقق في بلدان تؤمن لهم فرص عمل وأمان بعيداً عن أي مشاكل أو ضغوط حياتية. إلا أنه و في بلد مثل سوريا تكاد فرص العمل حلماً يصعب تحقيقه، هذا إن لم تكن فرصة إنهاء الدراسة بحد ذاتها حلماً أيضاً لكثيرين.
وفي ظل الكابوس المتكرر بسوق الشبان للخدمة العسكرية والتهديد الدائم بالملاحقة الأمنية بالنسبة للذكور، وقلة أو شح فرص العمل بشكل عام؛ فقد عمد السوريين إلى إيجاد طرق شتى للسفر خارج سوريا.
منح للدراسة وأغراض أخرى!
في وقت سابق كان بعض السوريون يحاولون التقديم على مسابقات المنح التي كانت وزارة التعليم العالي في سوريا تعلن عنها، غير أنه وبحكم العادة فقد كانت تتدخل "الواسطات والمحسوبيات" المتعارف عليها في سوريا.
منذ عام 2011 وبفعل العقوبات التي صدرت ضد النظام السوري وشملت جميع القطاعات بما فيها التعليم، فقد بات من الصعب تأمين منح تبادل ثقافي في الداخل السوري؛ وذلك كما جرت العادة بأن توفد سوريا الأوائل على كل قسم في الجامعات، الأمر الذي دفع النظام السوري للتعاون في هذا المجال مع الدول الداعمة له، وعلى رأسها يأتي كل من روسيا، الصين، والهند.
ربيع.و (طالب جامعي تخصص علم اجتماع) استغل الفرصة وتقدم لأحد هذه المنح، حيث وجدها طوق النجاة للخروج من سوريا، يقول لـ "روزنة" أنه تقدم للمنحة من أجل أن يهرب من جحيم المعاناة في البلاد، وحتى لو تحسنت الظروف نوعاً ما في المرحلة المقبلة عند انتهاء فترة دراسته، فإنه لن يعود إلى سوريا و سيحاول بأي وسيلة كانت أن يبقى في البلد نفسه أو يحاول السفر لغيره.
أما رامي.ع (طالب فلسفة) تقدم لأحد المنح إلى روسيا، مشيراً إلى أنه ينوي البقاء في روسيا والعمل من أجل الحصول على جنسيتها كي لا يجبر على العودة إلى سوريا، في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية وغياب أي أفق للحل.
هجرة نظامية والتفاف على القوانين
لم يعد جواز السفر السوري عائقاً أمام الشباب للهجرة ودخول أوروبا، حيث يعمد كثير منهم للحصول على فيزا دخول إلى روسيا وهو أمر أسهل نسبياً من فيزا الشنغن (الاتحاد الأوروبي) أو حتى باقي تصاريح الدخول إلى أغلب بلدان العالم.
سمير.ي، شاب سوري دخل فنلندا عن طريق روسيا، وهو على ما يبدو بات خياراً منتشراً لدى فئة من الشباب السوري الذي تصطدم أحلام هجرته بهاجس رفض طلب الفيزا الأوروبية.
اقرأ أيضاً: العودة إلى سوريا… ملح على الجرح!
يتحدث لـ "روزنة" إلى أنه تقدم إلى السفارة الروسية للحصول على تصريح الدخول، وبعد وصوله إلى روسيا اتفق هناك مع مُهرّب قام بإدخاله إلى فنلندا بطريقة غير شرعية.
وبحسب قوله فإن كل من فنلندا والنرويج، عمدت خلال فترة سابقة إلى منح قسم من السوريين وبالأخص السوريين من أصول فلسطينية تسهيلات كبيرة وصلت إلى حد الحصول على جنسية البلد المضيف بسنوات أقل.
أما رباح.ص (شاب سوري يعيش في أحد دول الخليج)، يقول لـ "روزنة" أنه وبعد أن سعى بكل الوسائل للحصول على إقامة عمل في الخليج، فإنه يعمد حالياً يعمد للحصول على فيزا إلى إحدى الدول الأوروبية.
وعن هذا المسعى يقول رباح أن كثيراً من رفاقه عمدوا لهذا الأمر خصوصاً أن الحصول على الفيزا الأوربية للسوريين المقيمين في الخليج أسهل من بقية أقرانهم، وهو ما يساعده على دخول إحدى الدول الأوروبية، حيث يسعى إلى طلب لجوء فيها.
النقود دوماً تتكلم!
يعتبر البعض بأن من يملك مالاً وفيراً لا يمكن أن يعاني في الحرب أو في السلم، لذا فإن وضعه سيكون مساعداً على الهجرة من سوريا، علي.ت (من خريجي الطب البشري)، يشرح لـ "روزنة" عن سلاسة الإجراءات التي أدت في نهايتها إلى حصوله على تأشيرة الدخول إلى ألمانيا.
وأوضح حول ذلك "بدأت أولاً بدراسة اللغة الألمانية في لبنان وتقدمت بعدها لامتحانات اللغة ونجحت فيها، وهو ما ساعدني في الحصول على قبول إحدى الجامعات الألمانية، وبعدها تقدمت للسفارة الألمانية وحصلت على الفيزا".
ليس علي السوري الوحيد الذي يعمد لهذه الطريقة؛ فهناك أيضاً خريجي الطب البشري وباقي الاختصاصات العلمية يعمدون لهذه الطريقة، غير أن هذه الطريقة تكلفتها المالية عالية جداً من حيث مصاريف دروس اللغة، وقيمة الكفالة البنكية التي تطلبها السفارة سواء الألمانية أو غيرها من دول الاتحاد الأوروبي في أوراق تقديم الفيزا.
قد يهمك: الأزمات تعصف بسوريا... تبدأ بالكهرباء والماء ولا تنتهي بالمحروقات
بينما يعمد البعض الآخر من الشبان للبحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج أو إربيل مثلا، وهنا الأمر يفرض خيارين أمامهم، إما البقاء والعمل في الخليج أو العمل مؤقتاً ريثما يحصل على فيزا لدولة أوروبية؛ كما فعل ميلاد.ص الذي استطاع عن طريق أصدقائه الحصول على إقامة عمل في دبي، ذلك بعدما سمحت مؤخراً دولة الإمارات العربية المتحدة بإعطاء تأشيرات الدخول للسوريين من جديد.
و أما من مازال بإمكانه دفع مبالغ مالية عالية، فهو اليوم يعمد لدفع كفالة كنسية أو كفالة أشخاص يحملون جنسية كندية أو استرالية، إلا أن هذا الأمر بات أصعباً من ذي قبل.
طريق البر مازال متاحاً!
لم يتوقف مهربو البشر عن العمل في ظل الحرب الدائرة في سوريا، فرغم كل الصعوبات والتضييقات الأمنية مازال المهربون يستغلون حاجة السوريين للهروب من جحيم الحياة في بلادهم،
أغلب السوريين يحاولون العبور إلى تركيا عن طريق الرقة والحسكة، بينما تستطيع قلة قليلة فعل ذلك عن طريق اللاذقية، بينما تعتبر طرق درعا في الجنوب وكذلك الطريق نحو العراق، محفوفة بالمخاطر، والمرور عبرها صعباً إن لم يكن شبه مستحيل.
وفي ظل الكابوس المتكرر بسوق الشبان للخدمة العسكرية والتهديد الدائم بالملاحقة الأمنية بالنسبة للذكور، وقلة أو شح فرص العمل بشكل عام؛ فقد عمد السوريين إلى إيجاد طرق شتى للسفر خارج سوريا.
منح للدراسة وأغراض أخرى!
في وقت سابق كان بعض السوريون يحاولون التقديم على مسابقات المنح التي كانت وزارة التعليم العالي في سوريا تعلن عنها، غير أنه وبحكم العادة فقد كانت تتدخل "الواسطات والمحسوبيات" المتعارف عليها في سوريا.
منذ عام 2011 وبفعل العقوبات التي صدرت ضد النظام السوري وشملت جميع القطاعات بما فيها التعليم، فقد بات من الصعب تأمين منح تبادل ثقافي في الداخل السوري؛ وذلك كما جرت العادة بأن توفد سوريا الأوائل على كل قسم في الجامعات، الأمر الذي دفع النظام السوري للتعاون في هذا المجال مع الدول الداعمة له، وعلى رأسها يأتي كل من روسيا، الصين، والهند.
ربيع.و (طالب جامعي تخصص علم اجتماع) استغل الفرصة وتقدم لأحد هذه المنح، حيث وجدها طوق النجاة للخروج من سوريا، يقول لـ "روزنة" أنه تقدم للمنحة من أجل أن يهرب من جحيم المعاناة في البلاد، وحتى لو تحسنت الظروف نوعاً ما في المرحلة المقبلة عند انتهاء فترة دراسته، فإنه لن يعود إلى سوريا و سيحاول بأي وسيلة كانت أن يبقى في البلد نفسه أو يحاول السفر لغيره.
أما رامي.ع (طالب فلسفة) تقدم لأحد المنح إلى روسيا، مشيراً إلى أنه ينوي البقاء في روسيا والعمل من أجل الحصول على جنسيتها كي لا يجبر على العودة إلى سوريا، في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية وغياب أي أفق للحل.
هجرة نظامية والتفاف على القوانين
لم يعد جواز السفر السوري عائقاً أمام الشباب للهجرة ودخول أوروبا، حيث يعمد كثير منهم للحصول على فيزا دخول إلى روسيا وهو أمر أسهل نسبياً من فيزا الشنغن (الاتحاد الأوروبي) أو حتى باقي تصاريح الدخول إلى أغلب بلدان العالم.
سمير.ي، شاب سوري دخل فنلندا عن طريق روسيا، وهو على ما يبدو بات خياراً منتشراً لدى فئة من الشباب السوري الذي تصطدم أحلام هجرته بهاجس رفض طلب الفيزا الأوروبية.
اقرأ أيضاً: العودة إلى سوريا… ملح على الجرح!
يتحدث لـ "روزنة" إلى أنه تقدم إلى السفارة الروسية للحصول على تصريح الدخول، وبعد وصوله إلى روسيا اتفق هناك مع مُهرّب قام بإدخاله إلى فنلندا بطريقة غير شرعية.
وبحسب قوله فإن كل من فنلندا والنرويج، عمدت خلال فترة سابقة إلى منح قسم من السوريين وبالأخص السوريين من أصول فلسطينية تسهيلات كبيرة وصلت إلى حد الحصول على جنسية البلد المضيف بسنوات أقل.
أما رباح.ص (شاب سوري يعيش في أحد دول الخليج)، يقول لـ "روزنة" أنه وبعد أن سعى بكل الوسائل للحصول على إقامة عمل في الخليج، فإنه يعمد حالياً يعمد للحصول على فيزا إلى إحدى الدول الأوروبية.
وعن هذا المسعى يقول رباح أن كثيراً من رفاقه عمدوا لهذا الأمر خصوصاً أن الحصول على الفيزا الأوربية للسوريين المقيمين في الخليج أسهل من بقية أقرانهم، وهو ما يساعده على دخول إحدى الدول الأوروبية، حيث يسعى إلى طلب لجوء فيها.
النقود دوماً تتكلم!
يعتبر البعض بأن من يملك مالاً وفيراً لا يمكن أن يعاني في الحرب أو في السلم، لذا فإن وضعه سيكون مساعداً على الهجرة من سوريا، علي.ت (من خريجي الطب البشري)، يشرح لـ "روزنة" عن سلاسة الإجراءات التي أدت في نهايتها إلى حصوله على تأشيرة الدخول إلى ألمانيا.
وأوضح حول ذلك "بدأت أولاً بدراسة اللغة الألمانية في لبنان وتقدمت بعدها لامتحانات اللغة ونجحت فيها، وهو ما ساعدني في الحصول على قبول إحدى الجامعات الألمانية، وبعدها تقدمت للسفارة الألمانية وحصلت على الفيزا".
ليس علي السوري الوحيد الذي يعمد لهذه الطريقة؛ فهناك أيضاً خريجي الطب البشري وباقي الاختصاصات العلمية يعمدون لهذه الطريقة، غير أن هذه الطريقة تكلفتها المالية عالية جداً من حيث مصاريف دروس اللغة، وقيمة الكفالة البنكية التي تطلبها السفارة سواء الألمانية أو غيرها من دول الاتحاد الأوروبي في أوراق تقديم الفيزا.
قد يهمك: الأزمات تعصف بسوريا... تبدأ بالكهرباء والماء ولا تنتهي بالمحروقات
بينما يعمد البعض الآخر من الشبان للبحث عن فرصة عمل في إحدى دول الخليج أو إربيل مثلا، وهنا الأمر يفرض خيارين أمامهم، إما البقاء والعمل في الخليج أو العمل مؤقتاً ريثما يحصل على فيزا لدولة أوروبية؛ كما فعل ميلاد.ص الذي استطاع عن طريق أصدقائه الحصول على إقامة عمل في دبي، ذلك بعدما سمحت مؤخراً دولة الإمارات العربية المتحدة بإعطاء تأشيرات الدخول للسوريين من جديد.
و أما من مازال بإمكانه دفع مبالغ مالية عالية، فهو اليوم يعمد لدفع كفالة كنسية أو كفالة أشخاص يحملون جنسية كندية أو استرالية، إلا أن هذا الأمر بات أصعباً من ذي قبل.
طريق البر مازال متاحاً!
لم يتوقف مهربو البشر عن العمل في ظل الحرب الدائرة في سوريا، فرغم كل الصعوبات والتضييقات الأمنية مازال المهربون يستغلون حاجة السوريين للهروب من جحيم الحياة في بلادهم،
أغلب السوريين يحاولون العبور إلى تركيا عن طريق الرقة والحسكة، بينما تستطيع قلة قليلة فعل ذلك عن طريق اللاذقية، بينما تعتبر طرق درعا في الجنوب وكذلك الطريق نحو العراق، محفوفة بالمخاطر، والمرور عبرها صعباً إن لم يكن شبه مستحيل.
الكلمات المفتاحية