مع تقدم قوات النظام في إدلب… من يسمع صوت أهالي المحافظة؟ 

مع تقدم قوات النظام في إدلب… من يسمع صوت أهالي المحافظة؟ 
القصص | 06 فبراير 2020
"إلى كل العالم، نحن في إدلب، هل تسمعون صوتنا؟"، هو نداء أطلقه فريق منسقو استجابة سوريا، اليوم الخميس، إلى المجتمع الدولي، و الذي قد لا يجد هذا النداء أي تجاوب إنساني لديهم، مقابل الاكتفاء فقط بالتصريحات الإعلامية التي لن تمنع عن أهالي محافظة إدلب كل أشكال المعاناة المريرة في تغريبتهم المستمرة ما دام المجتمع الدولي يأخذ دور المتفرج إزاء الكارثة الإنسانية هناك، فضلا عن الصمت المريب إزاء ارتباط مصير أهالي إدلب بمساومات سياسية بين أطراف إقليمية ودولية. 

ولأن السوريين على ما يبدو قطعوا الرجاء من وقوف المجتمع الدولي إلى جانبهم؛ غير آبه بما يحل بهم في الشمال، فقد آثرت عدة مجموعات شبابية سورية تقيم في تركيا؛ البدء باستقبال تبرعات مالية من أجل تقديم المساعدات للنازحين من سراقب والمناطق المحيطة والذين لم يجدوا له مكاناً يقيهم قساوة طقس الشتاء ويبلسم جراحهم الغائرة.

"مجموعة العطاء" وهي من إحدى تلك المجموعات الشبابية، إلا أنها حملت طابعاً مميزاً لها تمثّل بفتح ذراعيها لكل من يطلب منهم المساعدة، حيث نشرت هذه المجموعة أرقاماً هاتفية للتواصل معها وطلب المساعدة بأي شكل، سواء للعائلات التي لم تجد مسكناً لها، أو للأفراد الذين عجزوا عن تأمين متطلبات الحياة اليومية في ظل بؤس الأوضاع التي يعاني منها النازحين.

وكانت الأمم المتحدة، قالت في وقت سابق، إنّ أكثر من نصف مليون شخص نزحوا خلال شهرين من المعارك والقصف شمال غربي سوريا بسبب التصعيد العسكري، 80 بالمئة منهم من النساء والأطفال.

وقال ديفيد سوانسون المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي إن أعمال العنف شبه اليومية لفترات طويلة أدت إلى معاناة مئات الآلاف الذين يعيشون في المنطقة.

كيف تطورت المجريات الميدانية؟ 

رغم التطورات الحاصلة مؤخراً على الصعيد العسكري في أرياف إدلب، والمتمثلة بفتح فصائل المعارضة عملاً عسكرياً ضد قوات النظام، إلا أن أبرز التساؤلات حول مجريات العمليات العسكرية هناك تتمحور حول وجهة قوات النظام السوري بعد مدينة سراقب، فيما لو استطاع السيطرة عليها، وذلك بعد أنباء تم تناقلها مساء أمس الأربعاء تفيد بحصار قوات النظام لمدينة سراقب من 3 جهات. 

وحول ذلك، اعتبر المقدم فارس البيوش، خلال حديث خاص لـ "روزنة" أن تقدم قوات النظام على المناطق التي سيطر عليها مؤخراً يعود إلى عدم وجود فصائل المعارضة تقاوم ذلك التقدم، وإنما كان التواجد العسكري المعارض فيها يتمثل بمجموعات صغيرة و من خلال قرارات فردية من أهل البلدات التي شنت ضدها الحملة العسكرية. 

ورجّح البيوش أنه وبعد اتخاذ قرار القتال من قبل الفصائل، تحديث وضع خارطة النفوذ في ريف إدلب بعد تبدلها لمصلحة النظام خلال الأيام الأخيرة، وتابع "الفصائل سوف يحققون تقدما ضد قوات النظام و بشكل كبير نظراً لطول جبهة القتال؛ و التي يعجز النظام عن تغطيتها عسكرياً… أعتقد بأنه سيكون هناك تراجع للنظام و ليس فقط إبقاء السيطرة على المناطق التي وصلوا إليها مؤخراً". 

اقرأ أيضاً: شباط… "الشهر الحاسم" في الملف السوري

في الأثناء أعلنت فصائل المعارضة عملية عسكرية في بلدة النيرب شرقي مدينة إدلب، ضد قوات النظام السوري، بعدما بدأت الفصائل هجوما عسكريا في النيرب، اليوم الخميس، عبر تفجير عربة مفخخة تبعه اشتباكات مع قوات النظام،  وقد استهدف المقاتلون بصاروخ موجه قوات النظام وطاقمها، على محور أرمنايا جنوبي إدلب.

بينما أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" عبر قناتها في "تلغرام" تدمير راجمتي صواريخ لقوات النظام إثر استهدافهم المباشر بقذائف المدفعية الثقيلة على محور داديخ في ريف إدلب الشرقي.

نقطة مراقبة جديدة والاتحاد الأوروبي يعلن موقفه

هذا ويأتي التصعيد الأخير للمعارضة، بعد أن حاصرت قوات النظام السوري مدينة سراقب، بعد سيطرتها على بلدات في شرق وشمال المدينة، حيث سيطرت على بلدة الشيخ منصور ووصلت إلى شمال المدينة عبر التقدم نحو بلدة آفس، والذي مثّل السيطرة عليها فرض طوق يحيط بكل جوانب سراقب بشكل كامل.

في حين تستمر تركيا في إنشاء نقاط المراقبة التركي في مناطق إدلب، وآخر نقطة كان في مطار تفتناز بريف إدلب الجنوبي، وتناقلت شبكات إخبارية محلية على "فيسبوك"، اليوم الخميس، صوراً من داخل مطار تفتناز تظهر وجود دبابات وعربات مدرعة تركية. وشهدت إدلب خلال الأيام الماضية توترا بين تركيا وروسيا، خاصة بعد مقتل سبعة جنود أتراك بقصف لقوات النظام في ريف إدلب.

قد يهمك: اتفاق تركي روسي على اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز التنسيق في سوريا

إلى ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين في الشمال السوري، وجاء في بيان مشترك لوزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ومفوض إدارة الأزمات، حاينز ليناريتش، حول الوضع في إدلب، اليوم الخميس، أن الاتحاد الأوروبي يحث جميع أطراف النزاع على وقف العمليات العسكرية في المنطقة.

كما دعا البيان الأطراف السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة، واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والتزاماته، بما في ذلك حماية المدنيين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق