في تصريحات لافتة أدلى بها المبعوث الأميركي إلى سوريا، جيمس جيفري، قد تخبئ وراءها الكثير من التحولات في مسارات المشهد السوري، وبالتحديد ملف إدلب. قال أنه ورغم أن بلاده ما زالت تصنف تنظيم "هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة" على قائمة الإرهاب، غير أن التنظيم ركز منذ زمن على قتال النظام السوري.
ومتابعاً تصريحاته المستغربة في توقيتها ومعناها، ذكر بأن "تحرير الشام" تُعرِّف عن نفسها بأنها تمثل مجموعة معارضة وطنية تضم مقاتلين وليس إرهابيين، وقال: "لكننا لم نقبل بهذا الوصف بعد".
وأشار إلى أن واشنطن لم تشهد للفصيل أي تهديدات على المستوى الدولي منذ فترة، لافتاً إلى أن بلاده قامت بعدد من العمليات العسكرية ضد بعض المجموعات التي تصنفها كإرهابية في إدلب، وضد متزعم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، الذي كان متواجداً فيها.
وتثير تصريحات جيفري المشار إليها آنفاً التساؤلات حول احتمالات سعي واشنطن خلال الفترة المقبلة إلى تقديم الدعم إلى "تحرير الشام" من بوابة إعادة دمجها مع الفصائل المنضوية تحت لواء "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة، ما يمهد بأي حال من الأحوال إلى سحب "تحرير الشام" من قائمة الإرهاب الأميركية.
الكاتب والمحلل السياسي، حسام نجار، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن الأتراك كانوا يحاولون احتواء "تحرير الشام" وهو ما تم فعلياً وفق رأيه على اعتبار عدم قيام الهيئة بأي عمليات ضد الروس والنظام، وبالتالي عندما تراخى الأتراك بالتعامل مع النظام وروسيا، تمادت الأخيرة وضربت بعرض الحائط كل التفاهمات مع الأتراك، بخاصة منطقة خفض التصعيد الرابعة، وتعداها ذلك إلى محاصرة نقاط المراقبة التركية في الداخل السوري.
اقرأ أيضاً: شباط… "الشهر الحاسم" في الملف السوري
وتابع "إن عادت بنا الذاكرة إلى أفغانستان لاحظنا أن الولايات المتحدة دعمت القاعدة لإخراج الروس منها، لذا من الممكن أن تعمل نفس الأسلوب مع الهيئة مع العلم أن الهيئة لديها أجهزة تشويش على الطائرات عالية التطور".
واستبعد نجار أن يتم إزالة "تحرير الشام" من قائمة الإرهاب لأن الإزالة بحسب وصفه تعني لاحقاً احتمالية قيام الهيئة بعمليات ضد الأمريكان في سوريا، وهذا ما أشار إلى أنه لا يريده الجانب الأميركي مطلقاً، وأضاف "الوصم بالإرهاب سيف مسلط على الهيئة… هناك حالة واحدة أن يتم تغيير اسم الهيئة لشيء آخر وعندها تكون خرجت الهيئة من عباءة الإرهاب… المعلومة الأهم لدي أن هناك عملية دمج ستحصل بين الجيش الوطنى وبعض قسد وبقايا جيش النظام لكن ليس الأن هذا يستدعي أن تنحل الهيئة أو تغير اسمها".
وأكمل بالقول أن الأميركي أصبح فاعلاً الآن بشكل أساسي في إدلب، ولا يمكنه أن يترك شريكه التركي للروس المتنمرين على الجميع، وأردف بأن "الأيام حبلى بالكثير والدخول الأميركي رأينا تأثيره على الأرض".
موسكو تزعج واشنطن
في سياق آخر ذي صلة، أعرب جيفري في تصريحاته عن قلق واشنطن البالغ، إزاء مواصلة قوات النظام السوري تقدمه في إدلب بدعم من روسيا، معتبرا أنها تحاول تحدي الوجود الأمريكي بالمنطقة.
وأكد أن أحد دواعي قلق واشنطن يتعلق بما إذا كان الهجوم سيقتصر على السيطرة على طريقي M4-M5 الاستراتيجيين أم سيتعداهما قاصدا السيطرة على مدينة إدلب، وقال: "لا نعرف ما إذا كان الهجوم يهدف لمجرد الوصول إلى طريق M4-M5، أو أنه سيستمر إلى ما بعده".
وأضاف: "هذا صراع خطير. يجب وضع حد له. على روسيا تغيير سياساتها"، متهما موسكو بأنها "تنتهك بشكل متزايد الاتفاق الثنائي حول منع الصدامات في شمال شرق سوريا"، مؤكدا أن ذلك على ما يبدو محاولة لتحدي الوجود الأمريكي في المنطقة.
و يبدو أن تضارب المصالح بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا، قد يبرز خلال الفترة القريبة المقبلة بصورة مغايرة عما كانت ترقى إليه مستوى الخلافات بين الجانبين خلال المرحلة الماضية.
قد يهمك: منطقة آمنة في إدلب مقابل تفكيك تحرير الشام… هل يحدث ذلك؟
وتبقى أبرز التساؤلات التي تتمحور حول هذا الشأن، هو إمكانية استنساخ نموذج مصغر و مشابه لأفغانستان سواء في الشمال السوري عبر دعم واشنطن لهيئة تحرير الشام، أو حتى في شمال شرقي سوريا وإدعاء كل من واشنطن وموسكو محاربة تنظيم داعش، حينما برز في أفغانستان تنظيم "القاعدة" لمحاربة النفوذ السوفييتي هناك مطلع التسعينيات، وبقيت أميركا لسنوات بعد فشل السوفييت في أفغانستان وما زالت؛ بذريعة محاربة "القاعدة" والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وتعليقاً على ما يخص السياسة الأميركية ودخول واشنطن إلى إدلب، الذي قد يعقد المشهد أكثر ويخلط أوراق النفوذ هناك، تابع المحلل السياسي حدوث تغيير في السياسة الأمريكية بإدلب، بعدما بدأت روسيا بالتحرك ضد نقاط متعددة تعتبرها أمريكا خاصة بها، وفق تعبيره.
وتابع "لذا نرى أن الأميركي يعتبر تدخل الروسي زاد عن الحد؛ بدليل كلام جيفري أن الأمريكان لا يعرفون إلى أي مدى سوف يستمر الروس بالتوغل في إدلب… الأمريكان بطبيعتهم يصرحون تصريحات عامة لكنهم يعملون من تحت الطاولة الشيء الكثير، وما وصل للفصائل من عتاد لا يمكن أن يكون دون موافقتهم كذلك عدم تحرك الجهة الشرقية ضد الأتراك في هذه الفترة له دلالاته، وحسب ما وصلني من معلومات قد تكون مؤكدة أن لللأمريكان دور مستقبلي سيكون على حساب التواجد الروسي وسيتم العمل على تحجيمه بالدرجة الملائمة؛ فليس من مصلحة الأمريكي تفرد الروس بالحالة السورية".
ومتابعاً تصريحاته المستغربة في توقيتها ومعناها، ذكر بأن "تحرير الشام" تُعرِّف عن نفسها بأنها تمثل مجموعة معارضة وطنية تضم مقاتلين وليس إرهابيين، وقال: "لكننا لم نقبل بهذا الوصف بعد".
وأشار إلى أن واشنطن لم تشهد للفصيل أي تهديدات على المستوى الدولي منذ فترة، لافتاً إلى أن بلاده قامت بعدد من العمليات العسكرية ضد بعض المجموعات التي تصنفها كإرهابية في إدلب، وضد متزعم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، الذي كان متواجداً فيها.
وتثير تصريحات جيفري المشار إليها آنفاً التساؤلات حول احتمالات سعي واشنطن خلال الفترة المقبلة إلى تقديم الدعم إلى "تحرير الشام" من بوابة إعادة دمجها مع الفصائل المنضوية تحت لواء "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة، ما يمهد بأي حال من الأحوال إلى سحب "تحرير الشام" من قائمة الإرهاب الأميركية.
الكاتب والمحلل السياسي، حسام نجار، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن الأتراك كانوا يحاولون احتواء "تحرير الشام" وهو ما تم فعلياً وفق رأيه على اعتبار عدم قيام الهيئة بأي عمليات ضد الروس والنظام، وبالتالي عندما تراخى الأتراك بالتعامل مع النظام وروسيا، تمادت الأخيرة وضربت بعرض الحائط كل التفاهمات مع الأتراك، بخاصة منطقة خفض التصعيد الرابعة، وتعداها ذلك إلى محاصرة نقاط المراقبة التركية في الداخل السوري.
اقرأ أيضاً: شباط… "الشهر الحاسم" في الملف السوري
وتابع "إن عادت بنا الذاكرة إلى أفغانستان لاحظنا أن الولايات المتحدة دعمت القاعدة لإخراج الروس منها، لذا من الممكن أن تعمل نفس الأسلوب مع الهيئة مع العلم أن الهيئة لديها أجهزة تشويش على الطائرات عالية التطور".
واستبعد نجار أن يتم إزالة "تحرير الشام" من قائمة الإرهاب لأن الإزالة بحسب وصفه تعني لاحقاً احتمالية قيام الهيئة بعمليات ضد الأمريكان في سوريا، وهذا ما أشار إلى أنه لا يريده الجانب الأميركي مطلقاً، وأضاف "الوصم بالإرهاب سيف مسلط على الهيئة… هناك حالة واحدة أن يتم تغيير اسم الهيئة لشيء آخر وعندها تكون خرجت الهيئة من عباءة الإرهاب… المعلومة الأهم لدي أن هناك عملية دمج ستحصل بين الجيش الوطنى وبعض قسد وبقايا جيش النظام لكن ليس الأن هذا يستدعي أن تنحل الهيئة أو تغير اسمها".
وأكمل بالقول أن الأميركي أصبح فاعلاً الآن بشكل أساسي في إدلب، ولا يمكنه أن يترك شريكه التركي للروس المتنمرين على الجميع، وأردف بأن "الأيام حبلى بالكثير والدخول الأميركي رأينا تأثيره على الأرض".
موسكو تزعج واشنطن
في سياق آخر ذي صلة، أعرب جيفري في تصريحاته عن قلق واشنطن البالغ، إزاء مواصلة قوات النظام السوري تقدمه في إدلب بدعم من روسيا، معتبرا أنها تحاول تحدي الوجود الأمريكي بالمنطقة.
وأكد أن أحد دواعي قلق واشنطن يتعلق بما إذا كان الهجوم سيقتصر على السيطرة على طريقي M4-M5 الاستراتيجيين أم سيتعداهما قاصدا السيطرة على مدينة إدلب، وقال: "لا نعرف ما إذا كان الهجوم يهدف لمجرد الوصول إلى طريق M4-M5، أو أنه سيستمر إلى ما بعده".
وأضاف: "هذا صراع خطير. يجب وضع حد له. على روسيا تغيير سياساتها"، متهما موسكو بأنها "تنتهك بشكل متزايد الاتفاق الثنائي حول منع الصدامات في شمال شرق سوريا"، مؤكدا أن ذلك على ما يبدو محاولة لتحدي الوجود الأمريكي في المنطقة.
و يبدو أن تضارب المصالح بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا، قد يبرز خلال الفترة القريبة المقبلة بصورة مغايرة عما كانت ترقى إليه مستوى الخلافات بين الجانبين خلال المرحلة الماضية.
قد يهمك: منطقة آمنة في إدلب مقابل تفكيك تحرير الشام… هل يحدث ذلك؟
وتبقى أبرز التساؤلات التي تتمحور حول هذا الشأن، هو إمكانية استنساخ نموذج مصغر و مشابه لأفغانستان سواء في الشمال السوري عبر دعم واشنطن لهيئة تحرير الشام، أو حتى في شمال شرقي سوريا وإدعاء كل من واشنطن وموسكو محاربة تنظيم داعش، حينما برز في أفغانستان تنظيم "القاعدة" لمحاربة النفوذ السوفييتي هناك مطلع التسعينيات، وبقيت أميركا لسنوات بعد فشل السوفييت في أفغانستان وما زالت؛ بذريعة محاربة "القاعدة" والقضاء على التنظيمات الإرهابية.
وتعليقاً على ما يخص السياسة الأميركية ودخول واشنطن إلى إدلب، الذي قد يعقد المشهد أكثر ويخلط أوراق النفوذ هناك، تابع المحلل السياسي حدوث تغيير في السياسة الأمريكية بإدلب، بعدما بدأت روسيا بالتحرك ضد نقاط متعددة تعتبرها أمريكا خاصة بها، وفق تعبيره.
وتابع "لذا نرى أن الأميركي يعتبر تدخل الروسي زاد عن الحد؛ بدليل كلام جيفري أن الأمريكان لا يعرفون إلى أي مدى سوف يستمر الروس بالتوغل في إدلب… الأمريكان بطبيعتهم يصرحون تصريحات عامة لكنهم يعملون من تحت الطاولة الشيء الكثير، وما وصل للفصائل من عتاد لا يمكن أن يكون دون موافقتهم كذلك عدم تحرك الجهة الشرقية ضد الأتراك في هذه الفترة له دلالاته، وحسب ما وصلني من معلومات قد تكون مؤكدة أن لللأمريكان دور مستقبلي سيكون على حساب التواجد الروسي وسيتم العمل على تحجيمه بالدرجة الملائمة؛ فليس من مصلحة الأمريكي تفرد الروس بالحالة السورية".
الكلمات المفتاحية