الصوديوم.. سم بطيء أم سر للحياة؟

الصوديوم.. سم بطيء أم سر للحياة؟
صحة | 02 فبراير 2020
 

لطالما ارتبط الصوديوم وارتفاعه في الجسم بارتفاع ضغط الدم، وهو ما يدفع الكثير من الأطباء إلى الطلب من مرضى الضغط تقليل ملح الطعام بصورة كبيرة، أو حتى الاستغناء عنه، لكن هل بالفعل الصوديوم ضار؟

 
سر من أسرار الحياة

يعد الصوديوم، مع بقية المعادن الأساسية في الأغذية، سراً من أسرار الحياة، إذ يقوم كل معدن بوظيفة محددة، لا يمكن القيام بها دون ذلك المعدن.
 
يقول عمران الحاج مصطفى وهو طبيب أعصاب لـ"روزنة" إن "معدن كالمغنيسيوم يحتاجه الجسم بشكل ضروري لكونه يساعد في نقل الإشارات الكهربائية اللازمة لعمل الخلايا العصبية وبالتالي نقصه أو فقدانه سيؤدي حتماً إلى الخمول والكسل، وإذا ما تم إضافة نقص الصوديوم، سينهار الجسم باعتباره فقد عنصرين مرتبطين بنقل النبضات العصبية والحفاظ على استقرار الحالة النفسية والعصبية للجسم".
 
عدا عن كون الصوديوم يساهم في نقل النبضات العصبية، وأيضاً الحفاظ على مستوى طبيعي للماء في الدم، فهو يحافظ على مستوى التركيز والوظائف الإدراكية للإنسان، وهو ما أكدت عليه دراسة للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى، عندما أشارت إلى أن نقص الصوديوم يؤثر على وظائف الإدراك لدى كبار السن ممن يتمتعون بصحة جيّدة.

اقرأ أيضاً: إعلان حالة طوارئ صحية عالمية بسبب فيروس كورونا
 
الصوديوم وضغط الدم

يرتبط ضغط الدم بارتفاع الصوديوم بالجسم، إذ يحجز الصوديوم كميات من الماء في الجسم، وهو ما يضطر القلب لضخ الدم بصورة أكبر ليصل إلى الخلايا البعيدة، ويحدث ما يسمى بـ"ارتفاع ضغط الدم".
 
يقول مصطفى إن "زيادة الصوديوم عن الحد المسموح به يومياً يؤدي إلى احتباس المياه في الجسم، ووجود المياه يقف عائقاً أمام وصول الأوكسجين وباقي العناصر الغذائية إلى الخلايا وتحديداً تلك البعيدة، وهو ما يسبب ارتفاع ضغط الدم".
 
على الجانب الآخر، يرتبط الصوديوم بباقي العناصر المعدنية، وتحديداً بالمغنيسيوم، ويدل ارتفاع ضغط الدم صراحة ليس فقط على زيادة الصوديوم في الجسم وإنما أيضاً على نقص المغنيسيوم فيه، في وقت يساعد المغنيسيوم على خفض ضغط الدم والسيطرة عليه وفقاً لنتائج دراسة نشرتها المجلة العلمية Hypertension في عام 2016.
 
وفي هذه الحالة يصبح عنصري الصوديوم والمغنيسيوم أساسيين في عملية ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، وليس فقط الصوديوم.
 
ما هي الكميات المسموحة؟
 
تحدد منظمة الصحة العالمية الكمية المسموح تناولها من الملح ( الذي يحتوي على الصوديوم) بما لا يتجاوز الـ 5 غرامات (أي معلقة صغيرة) يومياً.
 
لكن يمكن إضافة بضع غرامات، فيما لو كان الملح غير الرائج وهو الملح المكرر، وهو ما تشير إليه سيلين حناوي، وهي أخصائية تغذية، عندما تقول لـ"روزنة": "الملح المكرر يخضع لعمليات صناعية عديدة، تجعله يفقد مكوناته المختلفة من المعادن، ويصبح كلوريد الصوديوم هو المسيطر بنسبة تصل إلى 95% من الملح، لكن الجانب المشرق أن هنالك أنواع ملح مازالت متوفرة في السوق تحتوي على عناصر غذائية جيدة كالملح الصخري عموماً، وملح الهمالايا خصوصاً".
 
ورغم أن معهد فحص المواد الألماني لم يقر بأفضلية ملح الهمالايا على بقية أنواع الملح، إلا أنه أطباء كثر يؤكدون على أن الملح الصناعي والمكرر يبقى أكثر خطراً من الملح الطبيعي ( الصوديوم غير المصنّع) كون الطبيعي مازال يحتفظ بباقي المكونات الصحية مهما كانت قليلة.
 
وعدا عن الملح يمكن الحصول على الصوديوم بشكل طبيعي في المحار و السمك والزيتون الأخضر، والخبز والجبن، والحليب والفول الأخضر والقمح واليقطين والبيض.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق