الرقة: أكثر من عامين على نهاية الحرب ولا يزال الدمار حاضراً

الرقة: أكثر من عامين على نهاية الحرب ولا يزال الدمار حاضراً
أخبار | 23 يناير 2020
الرقة – عبد الله الخلف

قبل أكثر من عامين، حينما أعلنت كل من قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" حملة عسكرية مفتوحة لطرد تنظيم "داعش" من محافظة الرقة، كان عبد الله الحمادة "63 عاما" من أهالي مدينة الرقة، يعيش في "فيلا" تتألف من طابقين في حي الثكنة وسط المدينة، إلا أن الأعمال العسكرية هناك لم يبقي من هذا البيت الكبير سوى غرفة واحدة، يحيط بها الركام والدمار.

يشكر عبد الله الحمادة ربه لأنه لم يكن موجوداً هو وعائلته في المنزل وقتها، عندما تعرض لغارة جوية من طيران التحالف الدولي أدت لدمار معظم البيت الذي كان عناصر تنظيم "داعش" يتخذونه مقراً لهم كما يروي لـ "روزنة"، مشيراً إلى أن ذلك وقع في شهر تموز من عام 2017، أثناء الحملة التي شنتها "قسد" مدعومة -آنذاك- من الولايات المتحدة.

ويقول: "فنيت عمري في العمل والتعب من أجل أن أبني هذا البيت لي ولأولادي، ليذهب هذا التعب أخيراً في غمضة عين، ولا أمتلك القدرة المادية حالياً من أجل إزالة أنقاض البيت، ترددت كثيراً على المجلس المدني من أجل أن يقوموا بإزالة الركام، ولكنهم قالوا بأني يجب أن أخرج الركام على حسابي إلى الشارع، لكي يقوموا هم بعد ذلك بترحيله".

وبحسب إحصائيات مجلس الرقة المدني، فإن أكثر من مليون ونصف المليون متر مكعب من أنقاض البيوت والمنشآت المدمرة، تم إزالتها وترحيلها من المدينة، منذ بدء عمل المجلس المدني، في الربع الأول من عام 2018 وحتى اليوم، وبلغت الكلفة الإجمالية لإزالة هذه الأنقاض قرابة مليار و200 مليون ليرة سورية.

وعن مشروع إزالة الأنقاض في الرقة، يقول أحمد حجو مدير مكتب الخدمات في مجلس الرقة المدني: "منذ أن دخلنا إلى الرقة بتاريخ الأول من آذار من عام 2018 بعد تحريرها من تنظيم ("داعش")، باشرنا العمل بمشروع إزالة الأنقاض على الفور، والذي يعتبر مشروع إنساني قبل كونه مشروع خدمي، حيث ساعد هذا المشروع الكثير من الأهالي على العودة لمدينتهم، وساهم بزيادة وتيرة إعادة الإعمار، ولا يزال العمل في ترحيل الركام مستمراً حتى وقتنا هذا".

ويتابع أنه و "بالنسبة لكمية الركام التي تم ترحيلها بشكل يومي، فيتم ترحيل ما يقارب 1400 متر مكعب، أي أكثر من 500 ألف متر مكعب سنوياً، وتبلغ تكلفة ترحيل المتر المكعب الواحد من الأنقاض 1200 ليرة سورية، وسنوياً حوالي 600 مليون ليرة".

اقرأ أيضاً: في الرقة… حملة تضامن مع إدلب 

ويوجد في مدينة الرقة أكثر من عشرة آلاف مبنى مدمر، أي ما تشكل نسبته 80 بالمئة من المدينة، بحسب منظمة العفو الدولية، ويشير محمد يازجي وهو صاحب مكتب عقاري في الرقة إلى أن الأهالي الذين ليس لديهم القدرة على بناء منازلهم المدمرة، يقومون ببيعها بأسعار منخفضة لكي يتمكنوا من تأمين معيشتهم، ويقول يازجي: "يتراوح سعر الشقة المدمرة بين مليون ونصف ومليوني ليرة سورية، والكثير من الأهالي يبيعون بهذا السعر المنخفض بسبب الظروف المعيشية الصعبة".

ويضيف "الأنقاض في الرقة أوجدت فرصاً جديدة للعمل بالنسبة للمقاولين والعمال، حيث نقوم بإزالة أنقاض البيت المدمر بالاتفاق مع صاحب البيت مقابل مبلغ مالي معين، أو نقوم بذلك مجاناً مقابل أن نأخذ حديد خرسانات البيت المدمر". 

من جهتها تعمل بلدية الرقة أيضاً في مشروع إزالة الأنقاض إلى جانب مكتب الخدمات الفنية التابع للمجلس المدني، وسابقاً كانت تعمل منظمة التدخل المبكر "ERT" المدعومة من الولايات المتحدة على هذا المشروع؛ إلا أنها توقفت بعد الانسحاب الأمريكي.

بينما يقول أحمد إبراهيم رئيس بلدية الرقة لـ "روزنة": "ما زالت آثار الدمار حاضرة في مدينة الرقة، وأصبح هذا الدمار أحد معالم المدينة، نحن مستمرون في عملنا بالتعاون مع مكتب الخدمات في إزالة وترحيل ركام الأبنية المدمرة… عملنا مقتصر على إزالة الأنقاض من الشوارع، ولا نستطيع الدخول للمنازل المدمرة والملكيات الخاصة لإزالة الأنقاض منها لعدة أسباب، أهمها عدم التعدي على الملكيات الخاصة، أو ربما تحصل إشكالات مع الأهالي كون أنقاض المنازل المدمرة يوجد تحتها ممتلكات للأهالي أو أموال وغيرها، لذلك دورنا يقتصر على ترحيل الأنقاض من الطرقات والأرصفة".

الكلمات المفتاحية
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق