"الحشائش والبقوليات أكثر ما نعتمد عليه مع ارتفاع الأسعار الجنوني، واستبدل آخرون الحواضر المنزلية بدل الطبخ اليومي، لعدم قدرتهم المادية على شراء ما اعتادوا عليه يوماً" تقول أم محمد وهي سيدة سورية مقيمة في حماة لـ"روزنة".
في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي وصفه السوريون بـ"الفاحش" مع تخطي الليرة السورية حاجز الألف، لجؤوا إلى المواد المنخفضة السعر مقارنة مع غيرها من المواد مثل العدس والبرغل والملفوف والخضروات الورقية كالسبانخ والسلق.
أخصائية التغذية بتول امهان تقول لـ"روزنة" إنّ المواد التي يعتبرها السوريون منخفضة السعر مقارنة مع غيرها كالخضروات الورقية والعدس والبرغل، هي مواد غنية بكل شيء أساسي من المغذيات للحفاظ على جسم صحي.
الخضروات الورقية
أوضحت امهان أنّ الخضروات الورقية مثل السبانخ والسلق والخبيزة، تحتوي على الحديد في الدرجة الأولى، اللازم للدم والخلايا، حيث يمنع فقر الدم، وهي مواد يمكننا الاعتماد عليها إذ تحتوي على بعض العناصر الموجودة في اللحوم.
وأضافت أن الخضروات الورقية غنية بالحديد والكبريت والفوسفور والكلور والنحاس والكالسيوم، وتحتوي أيضاً على فيتامينات " A , D , C ,B , K " إضافة إلى احتوائها على كميات ممتازة من المياه، كما تعمل على تحسين حركة الأمعاء، وتعزيز الجهاز الهضمي والبولي.
الملفوف
كما يعتمد السوريون على الملفوف (الكرنب)، حيث يحتوي على كميات ممتازة من الألياف، التي تعزز الجهاز الهضمي وحركة الأمعاء، إضافة إلى احتوائه على مضادات الأكسدة التي تقلل من احتمال الإصابة بالالتهابات.
ويحتوي الكرنب على فيتامين c الذي يعزز من امتصاص الحديد في الجسم، ويدخل ببناء الكولاجين الضروري للجلد، وفق امهان التي أشارت إلى أنّ الملفوف الأحمر يحتوي على فيتامين c أكثر من الكرنب الأخضر.
الزهرة (القرنبيط)
تعتبر الزهرة من الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة الطبيعية، ما يعزّز مناعة الجسم، وتقيه من السرطان.
وفق أمهان، تحتوي الزهرة على كميات كبيرة جداً من فيتامين ( k ) الضروري لتحسين امتصاص الكالسيوم، وتقوية العظام، وهي مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية لاحتوائه على الألياف، حيث تمنع الإمساك وتقلل من امتصاص الكوليسترول الضار للجسم.
كما تحتوي الزهرة على فيتامين (c) ، وعلى المغنيزيوم الضروري لإتمام عملية الهضم وامتصاص الغذاء بشكل صحيح.
العدس
يعتبر العدس الأسود والأحمر من الأغذية البديلة للحوم الحمراء، لما يحتويه على كميات كبيرة من البروتين والعناصر المعدنية اللازمة لأجسامنا.
البرغل
يقي البرغل الجسم من السرطانات ويقوي المناعة، وهو آمن لمرضى السكر حيث يعمل على تنظيم مستويات سكر الدم، لاحتوائه على كمية ألياف كبيرة، ويتحكم بإفراز الأنسولين في الدم وبتعديل نسبته، ويمكن الاستعاضة عن الرز به، وفق أخصائية التغذية.
ويعمل البرغل على تحسين عمل الجهاز الهضمي، ويحمي من الإمساك، ويحتوي على عناصر ضرورية لعمل القلب، والحفاظ على العظام والعضلات مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والمنغنيز والصوديوم، إضافة إلى احتوائه على نسبة جيدة من الحديد.
ويبلغ سعر كيلو البرغل في دمشق 500 ليرة، في حين تجاوز سعر كيلو الرز الألف ليرة سورية في معظم المناطق السورية، أما الزهرة فيبلغ سعر الكيلو منها 150 ليرة، والملفوف 200 ليرة، كما يبلغ سعر حزمة السبانخ او السلق او الخبيزة 30 ليرة، بحسب ما قالت منى السيد لـ"روزنة".
في حين تجاوز سعر اللحوم الحمراء الـ 15 ألف ليرة، أما زيت القلي "النباتي" أصبح سعره 1300 ليرة، وغيرها الكثير من المواد التي ارتفع ثمنها وأصبح من غير الممكن شراؤها بالنسبة لفئة لا بأس بها من السوريين.
يشار إلى أنّ الأزمة التي تعصف بأوضاع معيشة السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري، من أقسى الأزمات التي عايشها المواطنون في تاريخ سوريا الحديث، حيث ساهم انهيار سعر صرف الليرة السورية بشكل غير مسبوق مقابل الدولار الأميركي إلى انخفاض القوة الشرائية، وهو ما أدى بالنتيجة إلى ارتفاع قيمة المنتجات لتبدو أكبر قيمة من أن يستطيع السوريين الحصول عليها.
ارتفاع الأسعار قاد الكثير إلى الاحتجاج إما عبر مظاهرات في مناطق مختلفة في سوريا لتردي الأوضاع المعيشية أو من خلال الانتقاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للهروب من جحيم الفقر والعوز، و من لا يمكن له التفكير بالسفر إما أن يلجأ للانتحار أو أن القدر يساعده على الموت مبكراً بـ "جلطة" تقطع حلقات البؤس المعاش.
وكشفت الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة للنظام السوري، مطلع شهر تموز الماضي، عن ارتفاع حالات الانتحار بين السوريين في مناطق سيطرة النظام، حيث بلغ عددها منذ مطلع العام الجاري، 59 حالة، رغم أن صفحات محلية كانت رجحت أن العدد أكثر من ذلك وفق تقديراتها، دون أن تتأكد روزنة من العدد الحقيقي لحالات الانتحار خلال السنة الفائتة، وذكر المدير العام لهيئة الطب الشرعي في سوريا -آنذاك-، إن الحالات التي سُجلت كانت في عموم سوريا، ما عدا دير الزور والرقة وإدلب والحسكة.
الكلمات المفتاحية