"يا مخلوف ويا شاليش الشعب السوري بدو يعيش" هكذا هتف متظاهرو السويداء لليوم الثاني على التوالي بحقوقهم في ظل تردي الأوضاع المعيشة مع انخفاض سعر الليرة السورية.
وتجمع العشرات من المواطنين، اليوم الخميس، بينهم نساء ومسنون وأطفال أمام مبنى محافظة السويداء وساحة السير وسط المدينة، بطريقة سلمية وحضارية للتعبير عن مطالبهم.
وندد المتظاهرون بسرقة قوت الشعب والفساد الحكومي، وجشع التجار، كما طالبوا بتحسين الظروف المعيشية، وهتفوا ضد الإعلام السوري "كاذب كاذب كاذب، الإعلام السوري كاذب".
وحمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها: "بدنا نعيش وبدنا حقنا، يا مخلوف ويا شاليش الشعب السوري بدو يعيش".
ولم تشهد المتظاهرات وقوع أي احتكاك بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية، التي وقفت بشكل حيادي من مطالبهم وهتافاتهم التي تصدح "بدنا نعيش"، وتطالب بتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية.
اقرأ أيضاً: "بدنا أهل.. والله تعبنا".. شابان يوجهان رسالة قبيل انتحارهما (فيديو)
يقول ، أبو سمعان وهو أحد المتظاهرين لـ"روزنة: "اليوم الدولار صار 1050 ليرة، إلى متى ستبقى الحكومة قاعدة وعم تتفرج وما عم تعمل شي، نحن حقنا نعيش لأن رح نموت من الجوع".
فيما قال أبو فيّاض لـ"روزنة": "مستمرين بمظاهراتنا لحتى يسمعوا صوتنا، ويأمنولنا أبسط حقوقنا بالعيش، إذا كيلو الرز والسكر صار عالبطاقة الذكية، ما بقي غير نفسَنا يصادرولنا إياه".
ولم يكتفِ المتظاهرون اليوم باحتجاجاتهم، بل غادروا الساحات بعدما قرروا الاستمرار بمطالبهم في الأيام القادمة وبشعارات جديدة.
وتؤيد "حركة رجال الكرامة" في السويداء المظاهرات التي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، رغم عدم إصدار أي بيان رسمي أو تصريح.
أحد أفراد "حركة رجال الكرامة" (رفض الكشف عن اسمه لأسباب) أمنية قال لـ"روزنة": "إن المظاهرات التي تشهدها محافظة السويداء ضد الفساد والفاسدين تحت مسمى (بدنا نعيش) هو مطلب شعبي محق، ونحن نقف معه ونؤيده ونحذّر من أي محاولات لاستغلاله في بث الإشاعات عن وجود داعش شرق السويداء".
وأضاف، "نتمنى عدم استغلال المظاهرات لأي غايات سياسية، فالحراك هو نتيجة واقع اقتصادي مرير".
وخرج أمس الأربعاء عشرات المتظاهرين في مدينة السويداء الذين نددوا بتردي الأوضاع الاقتصادية وسياسات الحكومة الفاشلة أمام مبنى المحافظة، تزامناً مع مظاهرات أخرى للأهالي في مدينة شهبا.
واستمرت المظاهرات، اليوم الخميس، بعد تلبية لدعوات أطلقت على منصات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ "بدنا_نعيش"، المنددة بتردي الحالة المعيشية للأهالي.
وتشهد السويداء كما بقية المحافظات السورية تدهورا كبيراً في الظروف المعيشية سيما بعد ارتفاع سعر صرف الدولار لأكثر من 1000 ليرة سورية، وسط صمت حكومي وعدم وجود إجراءات فاعلة على الأرض للحد من ارتفاع الأسعار.