هاجم موالون للنظام السوري، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري، بثينة شعبان، بعد تصريحاتها المتعلقة بتردي الوضع المعيشي في سوريا.
ورغم أن شعبان أصدرت توضيحاً لمعنى تصريحاتها، إلا أن الموالون اعتبروا أن مستشارة الأسد منسلخة عن الواقع بعد فصلها ارتفاع الدولار عن الواقع المعيشي، وطالبوها بالنزول إلى الأسواق لمعاينة الارتفاع الفاحش في الأسعار، مقارنة مع الراتب المعيشي الهزيل للمواطنين.
وبعد الضجة التي أثارتها تصريحاتها حول تحسن الاقتصاد السوري بـ "50 مرة" عما كان عليه في عام 2011، أوضحت شعبان في بيان أمس الأربعاء، أن ما تحدثت به تعلّق بوضع الاقتصاد وليس بالوضع المعيشي للمواطنين، وهو الأمر الذي استنكره موالو النظام، معتبرين أن الدولار والأوضاع المعيشية المعيشة أمرين مرتبطين ببعض ولا يمكن الحديث عنهما بانفصال.
وجاء في توضيحها أن "النقطة التي تم تداولها ذات شقيّن؛ الأول متعلّق بالدولار وتقلبات سعره، وإن هذا ليس تعبيراً عن تبدل حالة اقتصادية بين عشية وضحاها، وإنما هي حالة مضاربات لا تعبر عن الوضع الاقتصادي في البلد، والكل يعرف أنّ هذا صحيح".
وأضافت بأن "الشق الثاني يتعلّق بوضع الاقتصاد وليس بالوضع المعيشي للمواطنين، حيث قلتُ أنه أفضل من عام 2011 بعد بدء الأحداث، موضحة أن الدمار أصاب المعامل والأراضي الزراعية والمؤسسات، بينما اليوم عاد الكثير من المعامل إلى العمل، كما عاد الفلاحون لزراعة أراضيهم، وهذه مؤشرات على أنّ الوضع آخذ بالتحسن، وتدل عليه الأرقام التي عادت للعمل في حلب ودمشق ومناطق أخرى".
وأشارت إلى أنها تحدثت عن مؤشرات إيجابية واعدة في الوقت الذي لم نر في بداية الأحداث سوى قطع الطرقات وتدمير المنشآت، وتهجير المزارعين من أراضيهم، ولم تكن تقصد أن الاقتصاد بمجمله قد تحسّن".
وكانت شعبان قد انتشر لها تصريح متلفز عبر قناة "الميادين" اللبنانية بتاريخ 26 كانون الأول، تناقله رواد التواصل الاجتماعي منذ أيام، والذي قالت فيه أن "الاقتصاد السوري تحسّن بنحو 50 مرة عما كان عليه قبل 2011، وأنّ ارتفاع الدولار وهمي ومجرد كلام على ورق ولا علاقة له بحقيقة الاقتصاد السوري"، مضيفة أنّ "سعر صرف الدولار لم يرتفع بالواقع؛ إنما الأمر عبارة عن مضاربات شركات الصرافة".
شعبان التي أثارت سخرية وتهكم الموالين قبل المعارضين، نالت أيضاً انتقادا لاذعا من قبل وزير الزراعة السابق لدى حكومة النظام نور الدين منى، حيث طالب شعبان بالاعتذار للشعب السوري عن التصريحات التي تنكر فيها تردي الوضع الاقتصادي في البلاد، احتراماً لمشاعر المواطنين، واصفاً بأنّ كلامها كان صادماً ومفاجئاً و يصعب قبوله؛ ويفتقد لأدنى معايير ومؤشرات الاقتصاد، ويفتقر حتى للمحاججة السياسية، وحتى للشفافية وللمصداقية العلمية.
اقرأ أيضاً: بعد اندثارها... "البونات" تعود إلى سوريا هذه المرة إلكترونياً
وأضاف أن "تصريحات كهذه لا تليق بشخصيات تعمل في رئاسة الجمهورية، والشعب ينتظر الفرج والأمن والأمان ورغيف الخبز وجرة الغاز وليتر المازوت وأشياء كثيرة لا يستطيع شراءها ومحروم منها".
من جهته، انتقد وزير الاقتصاد السوري في عام 2012، نضال الشعار، تدهور الليرة السورية ملمحاً إلى ضرورة حصول تغييرات خارج إطار الاقتصاد؛ وذلك في تعليق يشير إلى ضرورة اللجوء إلى حل سياسي في سوريا.
و قال الشعار في منشور على صفحته في "فيسبوك": "الدولار صار بألف ليرة… ولا ال 10 ليرات صارت بقرش أمريكي… ماعادت كتير تفرق لما صار المواطن السوري بيسوى رصاصة مقصودة أو طائشة عند الزعران… مارح أحكي إقتصاد لأنه صار من العيب… صدقوني..مارح يصير شي إلى أن يعود كل السوريين بأمان وكرامة دون أية وصايات وشكوك وتخوين.... رب العالمين على ماأقول شهيد ورقيب ومحاسب… سورية منقوصة من أبناءها ليست سورية.... ولن يكون لليرتها قيمة".
وتنحدر بثينة شعبان من قرية المسعودية في ريف حمص من أسرة فلاحية، وهي من مواليد 1953، عاشت طفولة بائسة ضمن عائلة تضم 9 أطفال.
التحقت بجامعة دمشق ودرست الأدب الإنجليزي، ثم حصلت على ماجستير في الأدب الإنكليزي من جامعة وورويك البريطانية عام 1977، ودكتوراه في نفس التخصص من الجامعة ذاتها 1982.
بعد نيلها الدكتوراه انخرطت في ممارسة التعليم في جامعة دمشق، كما زاولت التدريس في إحدى جامعات الجزائر، في عام 1988 التحقت بوزارة الخارجية السورية لتكون مترجمة إلى جانب مزاولتها مهنة التدريس.
وقبل أن تدخل شعبان إلى القصر الجمهوري بصفة مستشارة للأسد الابن، كانت تعمل مترجمة شخصية للأسد الأب خلال المراحل الأخيرة من فترة توليه الحكم في سوريا.
وكانت قد دخلت حكومة النظام لأول مرة وزيرة لشؤون المغتربين في أيلول 2003، وفي تموز 2008 انضمت إلى الحلقة الضيقة من مستشاري الأسد بوصفها "مستشارة للشؤون السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بمرتبة وزير".
الكلمات المفتاحية