تشي الأيام العشرة الأولى من العام الجديد، أن تطورات نوعية تشهدها المنطقة خلال عام 2020 وستلقي آثارها المباشرة على الملف السوري، قد يكون من أبرزها النفوذ الإيراني وسياسات التصعيد الذي تستهدفه في سوريا بالمقام الأول وكذلك على امتداد المنطقة.
مقتل سليماني و رد النظام الإيراني…
رسم استهداف الولايات المتحدة؛ القيادي في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، شكلاً جديداً سواء للتصعيد ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، أو حتى بالنسبة لمخطط الحرس الثوري الإيراني في توسيع قواعد نفوذه، ويبرز منها الأرض السورية سواء في شرق البلاد و جنوبها أو حتى في مناطق أخرى.
وقد استهدف طيران يتبع الولايات المتحدة، موكب قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" إثر وصوله مطار بغداد فجر يوم الجمعة قبل الفائت (3 كانون الثاني الجاري)، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن الجيش الأميركي قتل قاسم سليماني بناء على توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج.
اقرأ أيضاً: تداعيات مقتل سليماني على سوريا... حرب إقليمية ضخمة؟
ورغم أن الرد الإيراني استهدف قاعدتين للقوات الأميركية في العراق (عين أسد، و أربيل) إلا أنه فعلياً لم يكن له أي أثر على المصالح الأميركية، فسقطت الصواريخ دون أي أضرار تذكر، وذلك بالتزامن مع تصريحات لبعض قياديين في "الحرس الثوري" بتصعيد مستمر مستقبلاً ضد مصالح واشنطن، الأمر الذي يوحي بتصعيد محتمل على الأرض السورية مدفوعا ذلك بأسباب عدة لن تكون وحدها سياسة الخنق الذي تعتمدها إدارة ترامب ضد طهران، وإنما يتصل بها تصعيد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لرفضها بقاء النفوذ الإيراني وتوسعه في المنطقة وفي سوريا على وجه الخصوص.
زيارة بوتين المفاجئة ورسم ملامح المرحلة المقبلة
لا يمكن قراءة زيارة بوتين المفاجئة إلى دمشق ولقائه الأسد يوم الثلاثاء الفائت، بمعزل عن ربطها بتبعات مقتل قاسم سليماني التي سترخي بظلالها على التفاعلات الإقليمية طويلاً، ويبدو من شكل زيارة بوتين واستدعائه الأسد إلى مقر قيادة القوات الروسية بدمشق بأنها ستحمل معها الكثير، من حيث فرض نفوذ الروس على القرار السوري ورسم معالم المرحلة المقبلة في ملفات ومسائل عديدة في المشهد السوري، قد يكون أهمها وأبرزها ملف التصعيد على إدلب، ويليها عدة ملفات من بينها اللجنة الدستورية.
قد يهمك: ما بين أردوغان والأسد ماذا سيقدم الرئيس الروسي للملف السوري؟
ويبدو أن الرئيس الروسي يرى أن الفرصة باتت مواتية لإزاحة طهران أو على أقل تقدير تقليص حضورها بالمشهد، لاسيما وأن هذه هي أول زيارة لبوتين إلى دمشق منذ زيارته لقاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية عام 2017.
التصعيد في إدلب
غداة لقاء الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الفائت، في تركيا، أعلنت موسكو إطلاق هدنة في منطقة خفض التصعيد الرابعة، ورغم خرق الهدنة من قبل قوات النظام خلال اليومين الماضيين، إلا أن إعلان الهدنة الذي تبع لقاء أردوغان وبوتين قد يبنى عليه الكثير حول مستقبل المنطقة، وبالأخص إمكانات الحل هناك سواء بتفكيك جبهة النصرة أو البحث في أشكال إرساء دعائم الاستقرار في المنطقة، الذي سيؤسس من خلالها لدعائم الحل السياسي في سوريا.
اقرأ أيضاً: ضغوط تركيّة أدت إلى إعلان الهدنة بإدلب… وهذا مصير "تحرير الشام"
اللجنة الدستورية
رغم توقف أعمال اللجنة الدستورية نهاية العام الفائت، إلا أن مجريات متسارعة قد تشهدها أروقة اللجنة خلال العام الجاري فيما لو تم تثبيت الهدنة و أوقفت الأعمال العسكرية في الشمال السوري، وسلكت موسكو مسار الحل السياسي بشكل جدي.
قد يهمك: 2019... الشمال السوري ساخن ودستور جديد للبلاد
مصادر مطلعة غربية أفادت لـ "روزنة" بتحرك أوروبي أميركي من أجل دفع عجلة اللجنة الدستورية إلى الأمام خلال الأيام القليلة المقبلة، منطلقين من أهمية التركيز على تثبيت الاستقرار في سوريا للحيلولة دون تفجر الأوضاع في المنطقة والعودة إلى المربع الأول.
داعش وشرق الفرات
لا يقل ملف شرق الفرات أهمية عن ملف إدلب في ضبط خفض التصعيد في عموم الشمال السوري، و يتوازى تعقيد المشهد هناك مع تطورات الوضع في إدلب، فتنظيم "داعش" الإرهابي بات ينشط بزخم أعلى خلال الفترة القليلة الماضية، ما يشكل عائق كبيراً أمام أي تهدئة في المنطقة، فضلا عن تواجد قوى متنافسة ضمن النطاق الجغرافي نفسه، فالولايات المتحدة التي خفّضت من جهود محاربة داعش تحت إطار التحالف الدولي بعد تطورات الميدان ومعركة "نبع السلام" التركية في شمال شرقي سوريا، و ما زاد من ضبابية الصورة هناك دخول النفوذ الروسي إلى المنطقة بجانب النفوذ التركي.
اقرأ أيضاً: صراع محموم في شرق الفرات… تنظيم "داعش" فزّاعة واشنطن وموسكو
درجة التعقيد في المشهد بشرق الفرات تتوازى مع تشابكات المشهد في إدلب، وذلك في ظل تواجد تنظيمات مصنفة على لائحة الإرهاب الدولي (جبهة النصرة وحراس الدين)، والتعقيدات التي تحكم هذا الشأن بخاصة وأن الولايات المتحدة وروسيا تتنازعان أيضاً في ادعاء محاربة الإرهاب هناك.
مقتل سليماني و رد النظام الإيراني…
رسم استهداف الولايات المتحدة؛ القيادي في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، شكلاً جديداً سواء للتصعيد ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، أو حتى بالنسبة لمخطط الحرس الثوري الإيراني في توسيع قواعد نفوذه، ويبرز منها الأرض السورية سواء في شرق البلاد و جنوبها أو حتى في مناطق أخرى.
وقد استهدف طيران يتبع الولايات المتحدة، موكب قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" إثر وصوله مطار بغداد فجر يوم الجمعة قبل الفائت (3 كانون الثاني الجاري)، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن الجيش الأميركي قتل قاسم سليماني بناء على توجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين في الخارج.
اقرأ أيضاً: تداعيات مقتل سليماني على سوريا... حرب إقليمية ضخمة؟
ورغم أن الرد الإيراني استهدف قاعدتين للقوات الأميركية في العراق (عين أسد، و أربيل) إلا أنه فعلياً لم يكن له أي أثر على المصالح الأميركية، فسقطت الصواريخ دون أي أضرار تذكر، وذلك بالتزامن مع تصريحات لبعض قياديين في "الحرس الثوري" بتصعيد مستمر مستقبلاً ضد مصالح واشنطن، الأمر الذي يوحي بتصعيد محتمل على الأرض السورية مدفوعا ذلك بأسباب عدة لن تكون وحدها سياسة الخنق الذي تعتمدها إدارة ترامب ضد طهران، وإنما يتصل بها تصعيد حكومة الاحتلال الإسرائيلي لرفضها بقاء النفوذ الإيراني وتوسعه في المنطقة وفي سوريا على وجه الخصوص.
زيارة بوتين المفاجئة ورسم ملامح المرحلة المقبلة
لا يمكن قراءة زيارة بوتين المفاجئة إلى دمشق ولقائه الأسد يوم الثلاثاء الفائت، بمعزل عن ربطها بتبعات مقتل قاسم سليماني التي سترخي بظلالها على التفاعلات الإقليمية طويلاً، ويبدو من شكل زيارة بوتين واستدعائه الأسد إلى مقر قيادة القوات الروسية بدمشق بأنها ستحمل معها الكثير، من حيث فرض نفوذ الروس على القرار السوري ورسم معالم المرحلة المقبلة في ملفات ومسائل عديدة في المشهد السوري، قد يكون أهمها وأبرزها ملف التصعيد على إدلب، ويليها عدة ملفات من بينها اللجنة الدستورية.
قد يهمك: ما بين أردوغان والأسد ماذا سيقدم الرئيس الروسي للملف السوري؟
ويبدو أن الرئيس الروسي يرى أن الفرصة باتت مواتية لإزاحة طهران أو على أقل تقدير تقليص حضورها بالمشهد، لاسيما وأن هذه هي أول زيارة لبوتين إلى دمشق منذ زيارته لقاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية عام 2017.
التصعيد في إدلب
غداة لقاء الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الفائت، في تركيا، أعلنت موسكو إطلاق هدنة في منطقة خفض التصعيد الرابعة، ورغم خرق الهدنة من قبل قوات النظام خلال اليومين الماضيين، إلا أن إعلان الهدنة الذي تبع لقاء أردوغان وبوتين قد يبنى عليه الكثير حول مستقبل المنطقة، وبالأخص إمكانات الحل هناك سواء بتفكيك جبهة النصرة أو البحث في أشكال إرساء دعائم الاستقرار في المنطقة، الذي سيؤسس من خلالها لدعائم الحل السياسي في سوريا.
اقرأ أيضاً: ضغوط تركيّة أدت إلى إعلان الهدنة بإدلب… وهذا مصير "تحرير الشام"
اللجنة الدستورية
رغم توقف أعمال اللجنة الدستورية نهاية العام الفائت، إلا أن مجريات متسارعة قد تشهدها أروقة اللجنة خلال العام الجاري فيما لو تم تثبيت الهدنة و أوقفت الأعمال العسكرية في الشمال السوري، وسلكت موسكو مسار الحل السياسي بشكل جدي.
قد يهمك: 2019... الشمال السوري ساخن ودستور جديد للبلاد
مصادر مطلعة غربية أفادت لـ "روزنة" بتحرك أوروبي أميركي من أجل دفع عجلة اللجنة الدستورية إلى الأمام خلال الأيام القليلة المقبلة، منطلقين من أهمية التركيز على تثبيت الاستقرار في سوريا للحيلولة دون تفجر الأوضاع في المنطقة والعودة إلى المربع الأول.
داعش وشرق الفرات
لا يقل ملف شرق الفرات أهمية عن ملف إدلب في ضبط خفض التصعيد في عموم الشمال السوري، و يتوازى تعقيد المشهد هناك مع تطورات الوضع في إدلب، فتنظيم "داعش" الإرهابي بات ينشط بزخم أعلى خلال الفترة القليلة الماضية، ما يشكل عائق كبيراً أمام أي تهدئة في المنطقة، فضلا عن تواجد قوى متنافسة ضمن النطاق الجغرافي نفسه، فالولايات المتحدة التي خفّضت من جهود محاربة داعش تحت إطار التحالف الدولي بعد تطورات الميدان ومعركة "نبع السلام" التركية في شمال شرقي سوريا، و ما زاد من ضبابية الصورة هناك دخول النفوذ الروسي إلى المنطقة بجانب النفوذ التركي.
اقرأ أيضاً: صراع محموم في شرق الفرات… تنظيم "داعش" فزّاعة واشنطن وموسكو
درجة التعقيد في المشهد بشرق الفرات تتوازى مع تشابكات المشهد في إدلب، وذلك في ظل تواجد تنظيمات مصنفة على لائحة الإرهاب الدولي (جبهة النصرة وحراس الدين)، والتعقيدات التي تحكم هذا الشأن بخاصة وأن الولايات المتحدة وروسيا تتنازعان أيضاً في ادعاء محاربة الإرهاب هناك.
الكلمات المفتاحية