بعدما سيطرت روسيا على الجانب الاقتصادي والسياسي والعسكري في سوريا، تسعى موسكو مؤخراً للتغلغل أكثر في المجتمع السوري، وهذه المرة من خلال زيادة حضورها في الجانب الثقافي، عبر إدخال اللغة الروسية في الجامعات السورية، وافتتاح مراكز ثقافية روسية، فيما تم مؤخراً الإعلان عن بناء جامعة تتبع للحكومة الروسية في مدينة دمشق.
رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، سيرغي ستيباشين، أعلن أمس الخميس، أن حكومة النظام السوري خصّصت قطعة أرض لإنشاء مدرسة روسية في دمشق، بحيث يتم الاتفاق لاحقاً على تحويلها إلى جامعة روسية على قطعة الأرض المخصّصة، وفق صحيفة "إزفيستيا" الروسية.
وقررت الجمعية التخلي عن فكرة افتتاح المدرسة مقابل افتتاح جامعة روسية في دمشق، بعد أن تقوم الجمعية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بإعمار إحدى المؤسسات التعليمية السورية في ضاحية دمشق.
وقال ستيباشين، إنه بحث الموضوع مع رئيس جامعة موسكو الحكومية، فيكتور سادوفنيتشي، بصفته عضواً في الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، والذي أيّد فكرة افتتاح الجامعة الروسية في دمشق.
اقرأ أيضاً: ما بين أردوغان والأسد ماذا سيقدم الرئيس الروسي للملف السوري؟
من جهته أيد البرلمان السوري مبادرة افتتاح الجامعة الروسية في دمشق، حيث قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان، عمار الأسد، إنّ مبادرة الجامعة الروسية تأتي دليلا آخر على الصداقة المتينة التي تربط روسيا وسوريا، على حسب قوله.
وكان سفير روسيا الاتحادية في دمشق ألكسندر يفيموف، قال في شهر تموز العام الفائت، "إنه يجري العمل على استئناف تشغيل المركز الثقافي الروسي في دمشق والذي لعب دوراً مهماً في الحياة الثقافية للعاصمة والذي اضطررنا لإغلاقه أثناء الأزمة"، وذلك بعد 6 سنوات من إغلاقه.
وكالة "تاس" الروسية قالت في شهر شباط العام الفائت، في السياق نفسه أيضاً، إن وزارة التعليم الروسية قررت فتح سلسلة مراكز متخصصة بتعليم اللغة الروسية في سوريا، إضافة إلى إدراجها في المناهج الدراسية التابعة لوزارة التربية.
وأشار وزير التعليم الروسي، ستانيسلاف غابونينكو، -آنذاك- إلى أنّ مشروع افتتاح المراكز التعليمية الروسية يأتي في إطار خطط الوزارة الروسية لتوفير الفرق التعليمية والمناهج لتعليم اللغة الروسية للأعوام 2019-2025.
يذكر أنه تم إدخال اللغة الروسية إلى المناهج السورية إلى جانب اللغتين الإنكليزية والفرنسية، كلغة اختيارية ثانية في مرحلة التعليم الثانوي، كما استحدثت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق قسماً للغة الروسية وآدابها عام 2014.
وعلّق وزير التربية السابق هزوان الوز؛ حينها على قرار إدخال اللغة الروسية إلى المناهج التدريسية، بأنه جاء استكمالاً للتطوير الحاصل في المنظومة التعليمية، ويرتكز على حاجة تربوية أساسية لتوسيع مصادر المعرفة وتنوعها.
الكلمات المفتاحية