ازدادت حالات العنف الأسري بين السوريين المقيمين في بلدان اللجوء وفي سوريا حتى، ولا سيما في الفترة الأخيرة، في ظل انعدام الأخلاق والضمير، لأسباب عدة يرجعها أخصائيون اجتماعيون إلى الحرب وما رافقها من تبعات.
السيدة السورية نورا النبهان تعرّضت للعنف والضرب الشديد على يد والدها الناشط السياسي موسى النبهان، كما نشرت على حسابها أمس الإثنين، على صفحتها في "انستغرام"، ما أدى إلى دخولها إلى المستشفى في فرنسا، حيث تبيّن أنها تعاني مشاكل جسدية في السمع وفي العمود الفقري ورضوض على كامل جسمها.
وأوضحت أنه بعد تعرّضها للضرب أمام طفلها أصبحت تعاني وفق تقرير طبي، من مشاكل في السمع بالأذن اليسرى، والعمود الفقري، وكدمات في كل جسمها" بسبب عدم سكوتها عن الإهانة على حد قولها. ليتهمها بعد ذلك والدها بالجنون، ويهدّدها بالقتل في حال لم تحذف ما نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي من تعرضها للضرب.
وأضافت: " والدي ادعى أني ضربت نفسي بهذه الطريقة، وهددني بالتصفية في حال لم أحذف ابوست خلال 24 ساعة".
وأشارت إلى أنّ الطب الشرعي أثبت تعرّضها للخنق والعنف، ونزيف في الأذن ، وزعزعة فقرات الظهر"، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرّض فيها للتعنيف.
اقرأ أيضاً: اللاذقية: مقتل طفل على يد والده وغياب لمنظمات حماية الطفولة
أحد أقارب النبهان قال على "فيسبوك" إن نورا كانت تعاني من مشاكل سابقة مع عائلتها، وغادرتهم بعدما تزوجت وأنجبت طفلاً يبلغ الآن من العمر سنتين، وبعد طلاقها قرّرت العودة لتسكن مع عائلتها وتكون إلى جانب إخوتها، في فرنسا.
الباحثة الاجتماعية كبرياء الساعور قالت خلال حديثها مع "روزنة" إن الواقع المجتمعي بعد الحرب من أحد الأسباب لتنامي العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، لافتة أنّ العائلات التي تعيش في ظل البطالة والفقر وظروف الحرب، يتنامى العنف الأسري لديها، ومن واجب الدولة توعيتهم.
وتعاني بعض اللاجئات السوريات في بلدان اللجوء من تعنيف أزواجهن أو أحد أفراد عائلتهن نفسياً وجسدياً، وفق تقارير إعلامية، في الوقت الذي تصمت بعضهن فيه عن المعاناة.
موقع "دويتشه فيله" الألماني نقل في وقت سابق عن لاجئة سورية مقيمة في أحد مراكز اللاجئين بمدينة ماينتس، قولها، إنه بسبب آثار الكدمات الزرقاء على وجهها وذراعيها بعد الضرب التي تتلقاه من زوجها، تفضل البقاء في غرفتها في المركز، وتضيف، أن زوجها يضربها باستمرار وبعنف شديد.
بينما فضّلت هبة إحدى اللاجئات في ذات المدينة، الانفصال المؤقت عن زوجها لحماية نفسها و أولادها من عنفه والدهم الذي ازداد بشكل كبير في ألمانيا على حد قولها، واشترطت عليه الخضوع لمابعة العلاج النفسي لتضمن الاستقرار للأسرة.
قد يهمك: كيف نحمي نساءنا من الاعتداءات الجنسية؟
وتوفي الأحد الماضي في القرداحة بريف اللاذقية الطفل حمزة المعلم، 9 سنوات نتيجة تعرّضه لضرب مستمر على يد والده وزوجة أبيه منذ أكثر من عام، وفق تلفزيون "الخبر".
وأوضحت القناة أن "الطفل توفي بسبب إصابته بقصور تنفسي رضي ناتج عن تعرّضه لضربة قوية بالعصا على جسمه أدّت إلى وفاته، وحين معاينة جسم الطفل تبيّن وجود آثار تعذيب قديمة وحديثة، من حروق وجروح وآثار كي للجلد، ورضوض منتشرة في جميع أنحاء جسمه".
ووفق إفادات بعض الجيران، فإن الطفل كان ولأكثر من عام يتعرّض للضرب والتعذيب بشكل مستمر من قبل والده وزوجته، وخلال اليومين الأخيرين زادت حدة الضرب، حيث كانت تُسمع أصوات الطفل وهو يصرخ من ألمه".
وأقدم لاجئ سوري، 27 عاماً، العام الماضي على قتل زوجته، 22 عاماً، في مدينة "فلاندأب" التابعة لمقاطعة بايرن جنوب ألمانيا بعد خلاف نشب بينهما، حسب صحيفة "دير نوي تاغ" الألمانية.
وذكرت الصحيفة أن الشرطة والإسعاف حضروا إلى منزل الضحية صباحاً بعد أن اتصل الجيران بالشرطة، وتعثر على جثة الزوجة وهي مصابة بطعنات آلة حادة على درج البناية، وكان من الواضح أنها كانت تحاول الهرب من زوجها وتلجأ إلى أحد الجيران لإنقاذها، واعترف الزوج لاحقاً أنه طعن زوجته بسبب خلاف عائلي بينهما، حيث تم تسليم الطفلين لدائرة رعاية الأطفال الألمانية "اليوغندامت" بسبب وجود الأب في السجن ووفاة الأم.
الكلمات المفتاحية