كشفت صحيفة "تشرين" عن فساد واسع في شركة مصفاة حمص أدى إلى اختلاسات بملايين الدولارات عبر صفقات مشبوهة، إضافة إلى استغلال العاملين المرضى والنصب عليهم في نوعية الأدوية وقيمتها، وذلك بعد إلقاء القبض على متورطين، ليس من بينهم المدير العام الذي تمكّن من الفرار.
سرقة المرضى
وبحسب الصحيفة الرسمية فإنه كان يتم استغلال المرضى البالغ عددهم في الشركة 85 شخصاً، ليتم الربح منهم عبر تسجيل وصفات طبية لهم دون علمهم، وتقاسم مبالغ الوصفات بين رئيس لجنة شراء الأدوية وطبيب وصيدلاني.
ولم يتم توفير حتى مرضى السرطان، إذ إنه وفقاً للصحيفة كان يتم إعطاء مريض السرطان جرعة وهمية ثم التلاعب بسعر الجرعة المحددة قيمتها بـ100 ألف ليرة سورية، لتصبح بـ300 ألف ليرة.
وأوضحت الصحيفة أن أحد أشكال سرقة مرضى السرطان كانت تتم عبر إعطائهم سيرومات حيوية وإيهامهم بأنها أدوية لعلاج السرطان، ثم يتم سرقة أدوية السرطان المخصصة لهم.
اقرأ أيضاً: الشارع السوري الموالي يغلي.. أسماء كبار الفاسدين مطروحة علناً
الجميع متورّط
وأشارت الصحيفة إلى أن قضية الفساد في الشركة تعود إلى عام 2010، موضحة إلى أن 3 مدراء كانوا مسؤولين عن هذا الفساد هم: "المدير العام والمدير المالي ومدير الرقابة الداخلية"، وأن هنالك صفقات كانت تتم مع تاجر ومورد بحيث يتقاضى كل مدير مبلغ 100 – 150 ألف ليرة سورية شهرياً عن كل صفقة أو مناقصة يتم إرساؤها على تاجر محدد.
ووفقاً لأحد أعضاء لجنة المشتريات فقد تقاضى كل عضو مبلغ مليون و200 ألف ليرة سورية خلال 6 أشهر تم خلالها إدخال مواد بقيمة 59 مليون ليرة، وتم إضافة مبالغ الاختلاسات إلى المبلغ الكلّي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى مخصصات الشركة من المحروقات كان يتم سرقتها، عبر تعديل عدادات السيارات والاتفاق مع سائقين مقابل مبالغ مالية تصل إلى 300 ألف ليرة سورية شهرياً.
وصولاً إلى مدير الحرس الذي كان يتقاضى هو الآخر مبالغ مالية مقابل تغاضيه عن سرقات السائقين.
القاطرجي أيضاً
وكشف تحقيق "تشرين" أن شركة القاطرجي المملوكة لحسام القاطرجي وأشقائه، كان لها يد في الفساد الحاصل في الشركة، إذ كان يورّد للشركة النفط الخام بمساعدة من محاسبه، وكانت المعايير التي يتم فيها معرفة النفط، هي فقط الوزن، وهو ما فتح الباب ليتم خلط النفط بالماء بنسبة كبيرة، دون أن يتم الكشف عن هذا التلاعب.
واتهمت الصحيفة كلاً من المدير العام السابق للشركة ومدير الإنتاج ورئيس قسم الغاز بالتغاضي عن هذه العملية مقابل أخذ حصتهم.
قد يهمك: سجل حافل بالفساد والصفقات المشبوهة بطله هزوان الوز!
المناصب تشترى وتباع
وحتى على مستوى التعيينات في الشركة، فكانت الواسطة هي التي تحكم، إذ قالت الصحيفة إن أحد الموظفين تم تعيينه رئيس لجنة شراء رغم كونه ليس مهندساً وبحقه قرارات تفتيشية، إلا أن أحد التجار دفع مبلغ مليون ليرة ليتم تعيينه في منصبه، ويمرر له صفقاته.
ووفقاً للموظف الذي ألقي القبض عليه مع آخرين فإنه تمكن من جني 400 ألف ليرة سورية خلال ستة أشهر، فيما كانت حصة المدير العام من التاجر 200 ألف ليرة شهرياً والمدير المالي 100 ألف ليرة و75 ألف ليرة لمدير الرقابة الداخلية مقابل جعله المورد الوحيد للشركة.
وكان النظام السوري أعلن قبل أيام عن استهداف لمصفاة حمص أدى إلى خروج عدد من الوحدات الإنتاجية عن العمل، ووصف وزير النفط والثروة المعدنية، علي غانم الاعتداءات بـ"الإرهابية"، دون أن يشير إلى مصدر الاعتداءات وما إذا كان للفساد الحاصل في شركة المصفاة علاقة بالأمر.
الكلمات المفتاحية