فقط صلوات الميلاد جمعت بين المسيحيين في سوريا

فقط صلوات الميلاد جمعت بين المسيحيين في سوريا
أخبار | 25 ديسمبر 2019

الصلوات و أجراس الكنائس بمناسبة عيد الميلاد هي التي جمعت بين المسيحيين في سوريا، وبينما احتفل مسيحيو الجزيرة خائفين في منازلهم، و مسيحيو إدلب بصمت خوفاً من جبهة النصرة، دارت الاحتفالات العلنية في المناطق التي استعاد النظام السوري السيطرة عليها.

 
احتفال حذر في الجزيرة السورية
 
احتفل مسيحيو مناطق الجزيرة السورية  بعيد ميلاد السيد المسيح وسط أجواء أمنية مكثفة واتخذت قوات الأسايش و السوتورو في مدينة القامشلي إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاحتفالات وتحسباً لأي هجمات أو حالات طارئة، حيث أدى مسيحيو هذه المناطق صلواتهم الخاصة بهذا العيد في كنائس المدن والبلدات مساء يوم الثلاثاء  في مدينة القامشلي التي تتقاسم السيطرة عليها كل من الإدارة الذاتية و النظام السوري وايضاً في مدينة الحسكة والمالكية ومارسوا طقوسهم الدينية صباح يوم الأربعاء .

يتحدث صاموئيل ملكي سرياني من مدينة القامشلي "بأنه اقتصرت احتفالات الميلاد هذه السنة ضمن الكنيسة فقط نتيجة التخبطات التي شهدتها المنطقة مؤخرا، كون هذا العيد كان يشهد احتفالات و كرنفالات عديدة قبل الأزمة "،  ويتأمل ملكي "بأن يكون ميلاد ملك السلام السيد المسيح  ميلادا جديدا لسوريا بشكل عام و الجزيرة السورية بشكل خاص لتعود بهجة هذا العيد لكل عائلة مسيحية و خصوصا الأطفال ".
 

في ليلة رأس السنة الميلادية عاد عبدالرحمن محملاً بأكياس فيها المكسرات والحلويات وبعض الفاكهة ، رغم ضيق اليد والظروف الصعبة لكنه لا  يستطيع أن يجعل المناسبة تمر دون أن يحتفل أولاده مع أولاد جاره بولص، ففي عيد الأضحى يتلقى تهنئة بولص قبل تهنئة إخوته، هذا ما تسرده " شمس عنتر " لروزنة ، وأكدت أيضاً " أن  الاحتفال برأس السنة الميلادية أصبح مناسبة لكل مكونات المنطقة دون استثناء لأن ميلاد السيد المسيح هي المناسبة التاريخية  الأبرز في حياة البشرية والمعتمدة عالمياً ،لذلك تعم الأفراح كل مكونات المنطقة وهي دليل عمق الميل الديني في نفوس البشر بالرغم من كل مظاهر الحياة المادية الجارفة فالإنسان يبقى كائن ديني رغم كل التطور".

وأشارت " كونها كمسلمة تشارك جيرانها و أصدقائها المسيحيين بكافة طوائفهم  هذه المناسبة ولا تهتم  بتلك الفئة من المسلمين التي تطلق فتاوى مغرضة بغرض زرع التفرقة بين المكونات،  تبقى الإنسانية مظلة تجمعهم وقد شملت شرفاء العالم كله".
 
مناطق النظام السوري احتفالات وبهرجة مبالغة

شهدت دمشق أول مسير بمناسبة عيد الميلاد في بداية الألفية الحالية، لتأخذ بعدها الاحتفالات باعياد الميلاد طابعها العلني الغير مسبوق.

مرت السنوات التسع الماضية باحتفالات كنسية و الاصرار على إظهار المظاهر الاحتفالية في محاولة النظام التأكيد على الحالة الأمنية المستقرة للبلاد.
 

في هذا العام، ورغم حالة التقنين العالية للكهرباء و الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سوريا مع انهيار الليرة السورية أمام الدولار، وزعت الانارة في منطقة باب توما، وساحة الأمويين بشكل مستفز للمواطنين.
المدونة سلوى زكزك والمقيمة في دمشق قالت عبر صفحتها أن زينة البلد المنتشرة هي أكبر استفزاز للمواطنين الجوعانين و يلي اولادهم عم يدرسوا على ضوء الشموع".

وتوفي محمد ال رشي، البالغ من العمر ستون عاماً بسبب الوقوف الطويل على دور الغاز في حي ركن الدين.

و كما فعلت في حلب بإنارة شجرة الميلاد، بعد استعادة السيطرة عليها قامت بإنارة شجرة الميلاد في مدينة درعا قالت إنها أطول  شجرة عيد ميلاد في الوطن العربي بارتفاع ٢٩ متر أمام #كنيسة القديس "جوارجيوس" في بلدة بصير.
 

وبالرغم من إصرار النظام السوري على تقديم درعا كمدينة آمنة لكن الاغتيالات و حالات الخطف المستمرة ضد عناصر من قوات النظام تفند هذه الصورة الامنة.
 
مسيحيو إدلب يحتفلون بالسر
 
غابت الزينة والألوان من المنازل و الكنائس منذ أن دخلت الفصائل العسكرية المحسوبة على تنظيم القاعدة كهيئة تحرير الشام وتنظيم داعش وجند الأقصى إلى المدينة، حيث قام تنظيم داعش بتكسير الصلبان والتماثيل بكنيسة الروم الأرثوذكس في قرية الغسانية في كانون الأول 2013.

قد يهمك: في إدلب.. الاحتفالات بعيد المسيح ب "السر"
 
تتحدث ريما ذات الثلاثين ربيعا في مدينة ادلب لنا عن خوفها من الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح: "لا احتفال هذا العام ولا بالأعوام التي خلت؛ بسبب الخوف والحذر من الفصائل المتشددة المتواجدة في المحافظة".
وتقول ريما: "العيد ليس فقط شجرة ميلاد وقداس، العيد هو أن تجتمع العائلة كلها في منزلنا وعلى مائدة واحدة، أما الآن فالتشتت والهجرة قد سرقت منا بهجة الأعياد".

تتذكر أم جوني طقوس عيد الميلاد قبل سنوات خلت قائلة؛ كنا نجهز شجرة عيد الميلاد و نعمل على تزيينها بالأضواء قبل عدة أيام من رأس السنة، وتردف؛ حين ننتهي من الطقوس الدينية يستقبلنا "أب الكنيسة" ضمن صالة كبيرة نجتمع ضمنها مع الأقارب والأصدقاء، معتبرةً أنه الشيئ الرئيسي في العيد.
 
لا شيء تغير في البلاد منذ تسع سنوات، تمر الاعياد و رائحة البارود تضاهي روائح كعك العيد، وصوت الرصاص يعلو فوق ضحكات الاطفال.
 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق