هل تستطيع قوات النظام التقدم في ريف إدلب الجنوبي؟ 

هل تستطيع قوات النظام التقدم في ريف إدلب الجنوبي؟ 
أخبار | 03 ديسمبر 2019
يستمر القصف الجوي والمدفعي الذي استهدف عدة مدن وبلدات إدلب، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور  على عدة جبهات في الريف الشرقي للمحافظة.

واستهدف طيران النظام المروحي بالبراميل المتفجرة كل من مدينة كفرنبل وبلدات حاس وبسقلا وكفرومة وحيش، في حين طالت الغارات الروسية قرية البرسة بأربع غارات في ريف معرة النعمان الشرقي.

في سياق متصل، تدور معارك عنيفة بين فصائل معارضة وقوات النظام السوري على جبهات "سروج، ورسم الورد"، أما في الريف الغربي فقد شن الطيران الحربي غارات جوية على كل من قرى كفريدين ومرعند والسرمانية والشيخ سنديان في محيط مدينة جسر الشغور.

المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد الركن مصطفى الفرحات، قال تعليقاً على التطورات العسكرية الأخيرة في إدلب أن العدوان على "الشعب المنكوب في الشمال؛ دائماً ما يكون نقطة خلافية بين تركيا و روسيا و دائما ما تدين أنقرة مثل هذه الخروقات". 

ورأى أن المعركة اليوم في الشمال ليست ككل المعارك حقيقة، مضيفاً بأن "الطرف المهاجم سيدفع فاتورة باهظة في مواجهة أناس يدافعون اليوم عن بقائهم قبل الدفاع عن الأرض، فهم يخوضون صراعاً من أجل البقاء؛ قبل أن يكون صراعاً بالاتجاه الأيديولوجي والعقائدي… التفوق الجوي لا يصنع النصر، ومن يحسم المعركة هو الجندي على الأرض، و المعركة لن تكون قصيرة ولن تكون سهلة بكل تأكيد". 

قد يهمك.. المعارك جنوب إدلب تدفع مئات المدنيين للنزوح إلى الحدود التركية

وتابع خلال حديثه لـ "روزنة" بأن "النظام والجانب الروسي ما انفكوا يتحدثون عن استعادة سيطرة (النظام) على كامل الجغرافية السورية وفي حديث رأس النظام دائماً ما يؤكد على هذا الموضوع والجانب الروسي أيضاً كذلك… إذاً هدف استعادة الأرض هو هدف استراتيجي موضوع على قوائم الروس و النظام…  كل القضم التدريجي في المعارك المتلاحقة هو تكتيك يسبق الوصول إلى الهدف النهائي، وبالتالي الحديث عن صفقات وغيرها أعتقد فيه مبالغة". 

واعتبر الفرحات أن هناك معطى جديد حاصل يؤثر في التطورات العسكرية خلال الفترة الحالية؛ والمتمثل ببروز الخلاف الروسي الايراني من جديد، و كذلك أيضا التصعيد الاسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا.

وزاد بالقول: "وأيضاً المعطى الأهم هو ما تواتر من معلومات عن استهداف اجتماعات لقيادات النظام في مطار حماة العسكري؛ في ظروف غامضة من حيث كيفية الحصول على المعلومات وعن توقيت ومكان الاجتماع؛ إذاً هناك تدخلات عسكرية وسياسية واستخباراتية كبيرة، وأيضاً لدينا المعطى الأهم وهو التسارع الكبير في انهيار الليرة السورية والحالة الاقتصادية المزرية في البلاد".

وأكمل "نحن اليوم أمام لوحة قاتمة إن كان على الأرض في المعركة في الشمال السوري، أو إن كان بشكل عام للتداخلات السياسية والعسكرية والاقتصادية لهذه المعركة… النظام على مدار أكثر من 3 أشهر حاول جاهدا التقدم على محور ريف اللاذقية لكنه فشل في ذلك؛ فالطبيعة الجغرافية والتحصين الدفاعي ساعدوا المدافعين عن الأرض، وكل هذه كانت عوامل تحيد كثيرا عمل الطيران، لذلك قام النظام بتحويل المعركة نحو ريف إدلب الشرقي وهي منطقة مكشوفة جغرافيا و التضاريس و الطبيعة لا تخدم الطرف المُدافع بقدر ما تخدم عمل الطيران، وبالتالي إمكانية الاستهداف الجوي مفيدة للطرف المهاجم أكثر من محاور أخرى".
 
وختم بالقول: "المعركة لن تسير بسهولة ولا صحة لما يشاع عن تسليم الطرق الدولية؛ فذلك يعني انتهاء الشمال السوري بالكامل، فسيعني ذلك عملياً تسليم جبل الزاوية وجسر الشغور وسراقب؛ فإذاً لن يبقى إلا إدلب المدينة و شريط بسيط محاذي للحدود التركية، لذا لا أعتقد أنه من السهل التخلي عن هذه المناطق وتسليمها كما يتناقل البعض، وذلك يدخل في إطار الحرب النفسية… المعركة هناك ستستمر لشهور، ويمكن القول أن هذه المنطقة قد تكون مستنقعاً يبتلع الطرف المهاجم". 

اقرأ أيضاً.. إدلب: "الوطنية للتحرير" تسيطر على بلدات بعد اشتباكات مع قوات النظام 

وشنت قوات النظام السوري يوم أمس الإثنين؛ غارات جوية على سوق الهال في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، في حين استهدفت غارات روسية سجن ادلب المركزي مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بينهم سجناء، وأشارت مصادر إلى أن القصف على السجن تسبب بفرار سجناء آخرين.

وكانت فصائل المعارضة في إدلب، أعلنت يوم السبت الفائت إطلاق عملية عسكرية ضد قوات النظام السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي،  حيث أكدت غرفة عمليات "الفتح المبين"، إطلاق العملية بشكل موسع ضد مواقع قوات النظام وحلفائه جنوب شرق إدلب.

وبحسب بيان لفصائل المعارضة المنضوية تحت "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة "للجيش الوطني" المدعوم من أنقرة، فإنها "تعلن غرفة عمليات الفتح المبين بدء معركة {ولا تهنوا} جنوب شرق إدلب".

ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل 15 عنصرا من الكوادر الطبية في محافظة إدلب على يد قوات النظام السوري وحليفها الروسي منذ بداية الحملة على المحافظة في شباط الماضي حتى نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، وكان 9 من الكوادر الطبية ضحايا لقصف قوات النظام السوري، في حين أن الستة المتبقين هم ضحايا قصف القوات الروسية.

كما وثقت الشبكة ما لا يقل عن 54 حادثة اعتداء على المنشآت الطبية في المحافظة في الفترة ذاتها، في إجابة عن استفسار عنب بلدي حول أعداد المنشآت الطبية المستهدفة منذ بدء الحملة في شباط الماضي، واستهدفت قوات النظام السوري 14 مشفى و15 مركزا طبيا وتسع نقاط طبية بمجموع 38 منشأة طبية، بالإضافة إلى قصف القوات الروسية تسعة مشافي ومركزا صحيا واحدا و 6 نقاط طبية بمجموع 16 منشآة طبية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق