أكدت مصادر سورية في لبنان عودة عشرات العائلات إلى سوريا وبشكل مضاعف مع استمرار تردي الأوضاع المعيشية في البلد في ظل استمرار العجز عن تشكيل حكومة جديدة في لبنان، في حين أعلن الجيش اللبناني إيقاف قارب لتهريب المهاجرين من لبنان كان على متنه سوريون.
وأشارت المصادر لـ"روزنة" إلى أنّه تم تخفيض معظم أجور العاملين بما فيهم اللاجئين إلى النصف، ما يعني استحالة المعيشة مع ارتفاع الأسعار وبدلات الإيجار، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية والتي تجاوز سعر صرفها اليوم الألفي ليرة لبنانية مقابل الدولار، فضلاً عن أنّ قسماً لا بأس به من اللاجئين عاطل عن العمل.
وأعلن الجيش اللبناني أمس الاثنين، أنه أوقف قارباً لتهريب المهاجرين على متنه 34 سورياً، كانوا يحاول مغادرة المياه اللبنانية، قبالة شاطئ مدينة طرابلس، إضافة إلى 5 لبنانيين كانوا على متنه أيضاً، دون وضوح وجهة القارب.
وغالباً ما تجري محاولات للهجرة من لبنان بطريقة غير شرعية عن طريق البحر إلى أوروبا من خلال تركيا أو قبرص اللتين تبعدان نحو 100 كيلو متر.
في حين وكالة "سانا" المحلية قالت إن عشرات العائلات السورية في لبنان عادت إلى سوريا اليوم الثلاثاء عبر معبر جوسية بريف القصير في حمص، كما تداولت صفحات تواصل اجتماعي تختص بشؤون اللاجئين السوريين في لبنان هذا الخبر منذ يوم أمس.
وكانت المديرية العامة للأمن العام اللبناني أعلنت أنها سوف تؤمن العودة الطوعية للاجئين السوريين من مناطق مختلفة في لبنان إلى بلادهم وعبر مراكز حدودية بين البلدين.
وذكر مركز المصالحة الروسي، وفق قناة "المنار" اللبنانية، أمس الاثنين، أنه عاد 668 لاجئاً سورياً من لبنان خلال 24 ساعة، عن طريق معبري جديدة يابوس وتلكلخ.
اقرأ أيضا:ً هل أثّرت المظاهرات اللبنانية على العمال السوريين؟
وكان الجيش اللبناني أعلن في الـ 19 من شهر أيلول الفائت، إيقاف عدد من اللاجئين السوريين أثناء محاولتهم السفر بحراً بطريقة غير شرعية، باتجاه أوروبا انطلاقاً من السواحل اللبنانية، موضحاً أن دورية من قواته البحرية أوقفت مركبًا في أثناء محاولته مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية وعلى متنه 41 شخصًا.
ويعاني اللاجئون في لبنان، ولا سيما السوريون، من تدني المستوى المعيشي، نتيجة انخفاض الأجور، وعدم توافقها مع الواقع المعيشي والأسعار المرتفعة، إذ يصف معظم السوريون القاطنون في لبنان أسعار المنطقة بأنها "سياحية"؛ وسط شكاوى من جمود في الأسواق التجارية، وأسباب أخرى تدفعهم إلى التفكير إما بالسفر إلى أوروبا أو العودة إلى سوريا.
ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان إلى العنصرية وخطاب الكراهية، من قبل الأحزاب السياسية، وبخاصة من التيار الوطني الحر الذي يرأسه جبران باسيل، والذي ازداد من قبل أعضاء التيار وحلفائه مع انطلاق المظاهرات اللبنانية، حيث دفعوا باتجاه ضرورة ترحيل السوريين، بحجة أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل اللاجئين، الذين يهددون اقتصاده.
قد يهمك: السوريون في لبنان... لجوء قسري وكفاح من أجل الحياة
وحمّل الرئيس اللبناني، ميشال عون، منذ أيام اللاجئين السوريين مسؤولية كبيرة في تردي الأوضاع الاقتصادية في لبنان، وقال خلال لقائه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان " نتج في جانب منه بسبب تدفق النازحين السوريين إلى لبنان، والذي بلغ عددهم 2 مليون و٩٠٠ ألف نازح، عاد منهم حتى الآن قرابة ٤٠٠ ألف، وبقي مليون و٥٠٠ ألف نازح.
وتُقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين السوريين في لبنان بنحو مليون لاجئ، ويعيش عدد كبير منهم في مخيمات قريبة من الحدود السورية، وسط ظروف معيشية متردية.
ويطالب اللبنانيون منذ استقالة حكومة سعد الحريري في الـ 29 من شهر تشرين الأول الماضي، تحت وطأة الاحتجاجات بتشكيل حكومة تكنوقراطية قادرة على التعامل مع الوضعين السياسي والاقتصادي في لبنان الذي يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية عام (1975 - 1990).