الإجهاض القسري، مصيرٌ تواجهه كثيراتٌ في عالمنا بسبب الضغوط الاجتماعية والعائلية والاقتصادية التي لا تُراعي مبدأ حق المرأة في اختيار مصيرها بحرية تامة، حلقة (إنت قدها) تُناقش مخاطر وأضرار الإجهاض القسري وتبعاته الجسديّة والنفسيّة.
اختصاصي توليد وأمراض النساء والجراحة الدكتور عبد الحليم إدريس يؤكد أنّ عملية الإجهاض القسري عادةً ما تحصل بسريّة تامة، فالاجهاض غالباً ما يكون نتيجة حمل غير مرغوب فيه من أحد الطرفين، أو حملٍ غير شرعي، فيحاول الأهل التكتّم على الأمر، لذلك تُجرى عمليات الإجهاض القسرية في أماكن بعيدة من الأنظار.
ويُشير إدريس إلى وجود نسبة فشل في موانع الحمل، وعلى هذا الأساس أحياناً تكون طرائق الوقاية غير نافعة لمنع حصول الحمل، غير أنّه ووفقاً لإدريس فإنّ نسبة فشل موانع الحمل منخفضة مبدئية، وتعود أسباب فشلها إلى طبيعتها أو سوء استخدامها أحياناً.
ويُطالب إدريس بضرورة نشر الثقافة والوعي لمنع حصول الحمل غير المرغوب به بطريقة مُجدية ونافعة.
الإجهاض القسري الذي غالباً ما يترك أثراً نفسياً قاسياً لدى النساء المُجهِضات، ورًبّما يصل بهنّ الحال إلى إدمان الكحول مثلاً، وتصل في بعض الحالات إلى الانتحار، فالشعور بالذنب سيرافقها ويؤذيها.
اقرأ أيضاً: حق الإجهاض الآمن للمرأة
الاختصاصية والمعالجة النفسية حسناء الأصم تؤكد أنّ الإجهاض المُتعمد يحصل نتيجة رغبة المرأة نظراً إلى ظروف معينة كالحرب أو النزوح أو السفر أو بسبب ضغوطات اجتماعية أو عائلية.
وتؤكد الأصم أنّ كافة أنواع الإجهاض لها آثار نفسية كبيرة على المرأة، حتى وإن حصل ذلك برغبة من المرأة، وفي هذه الحالة قد تشعر السيدة بداية براحة ما، لكنّ الآثار ستلاحقها بعد حين.
وتشرح الأصم بعض الآثار التي ستُلاحق المرأة ومنها الشعور بالندم والذنب، مؤكدةً أنّ المرأة أحياناً تعاني بمفردها، لا سيما إن كانت هي من قرر الإجهاض، لكنها وبعد فترة قد تتغير وتلجأ إلى العُزلة، وتُصيبها حالة انزعاج من أيِّ حديث عن الحمل أو الإنجاب.
وتُشير الأصم إلى أنّ هذه الآثار والاضطرابات التي تصل إلى الاكتئاب والوساوس القهرية؛ تتطلب مساعدة المحيطين بالمرأة ودعمهم لها.
وتؤكد الأصم وجود أسباب طبيّة تدفع المرأة إلى الإجهاض القسري، ولكن في أحيانٍ أخرى يكون السبب هو حمل ناتج عن عملية اغتصاب، وفي أحيانٍ أخرى يتم استغلال نساء يعانين من حالات أو اضطرابات نفسية، وهناك إجهاض يحصل بسبب الصدمات، أو إجهاضٍ تُجبَرُ عليه المراهقات غير القادرات على اتخاذ القرار.
وتختم الأصم بأنّ الإجهاض يجب أن يكون آمناً حتى لا تتعرض حياة المرأة وصحتها للخطر.