تطرح مسألة تحديد الهوية الجنسية نقاشاً طويلاً لا سيما بالنسبة للأهل، الذين يربون صبياً وحيداً مع أكثر من فتاة أو فتاة وحيدة بين إخوة الصبيان، نظراً لما يمكن أن يواجهوه من خطر اضطراب في الهوية جنسية عند أطفالهم. فما هي العوارض وكيف تمكن المساعدة؟، حلقة (إنت قدها) تُناقش اضطرابات الهوية الجنسية عند الأطفال.. وأهم العوارض المُصاحبة والحلول المُقترحة.
طبيب أطفال الدكتور محمد الحاج أكّد على أنّ الطفل وفي عامه الثاني أو الثالث يبدأ باكتشاف هويته الجنسية، إن كان ذكراً أو أنثى، والاضطراب الجنسي يكون عندما لا يعرف هذا الطفل جنسه رغم وجود الأعضاء التناسلية.
ويمكن أن نلاحظ بدء مؤشرات اضطراب الهوية الجنسية عند الطفل في عمر الثالثة يقول الحاج: "نلاحظ أن الصبي يميل إلى ألعاب الفتيات، فيما الفتاة تهتم بأشياء الفتيان وألعابهم، أو مثلاً حين ترفض الفتاة التبوّل جلوساً، وتريد التبول وقوفاً كالصبيان".
وأكد الحاج: "يميل الطفل الذكر عادة إلى أمه والطفلة إلى أبيها، لكن الخطورة تبدأ حين يكون هذا الميل مفرطاً، فمثلاً الفتاة تلبس سروال والدها وتقلده، ويتعلق الصبي بأمه حتى محاولة التماهي".
وتابع الحاج: "لا يمكن أن يشخّص الأهل بمفردهم وجود اضطراب جنسي، هم في حاجة إلى مساعدة اختصاصي، لكن بإمكانهم تسجيل ملاحظات سلوكية في ممارسات الطفل أو ميوله".
اقرأ أيضاً: القضاء في حمص يوافق على تصحيح جنس مواطن من أنثى إلى ذكر
الاختصاصية النفسية ندى هارون أشارت إلى مسائل أخرى متعلقة بموضوع اضطراب الهوية الجنسية، تقول هارون: "اضطراب الهوية الجنسية وهو حالة تصيب الإنسان تظهر تدريجياً، لا سيما في سن المراهقة. هو مرض فقدان الهوية الجنسية، بحيث يرفض الشخص هويته الجنسية، وهو غير قادر على التعايش مع الجنس الذي ولد فيه".
وأضافت هارون: "تتمثل أهم الأعراض بمشاعره الداخلية، التي تكون عكس جنس أعضائه التناسلية، إذ يعاني هؤلاء من صراع نفسي، بين شعورهم وأعضائهم التناسلية".
ونوّهت هارون إلى أنّ بداية الاضطراب قد تكون مبكرة وبالتالي يكون الطفل غير قادر على توصيف حالته، ولكن لا يجوز الهلع، وبالتالي ليس كل ذكر يلعب بألعاب الفتيات بالضرورة مصاباً باضطراب في هويته الجنسية، لكنها تراكمات حين تجتمع، قد تكون مؤشراً إلى اضطراب في الهوية الجنسية.
وختمت هارون بأنّ التنشئة الصحيحة تكون بالتوافق مع جنس الطفل البيولوجي، وفق البيئة التي ينشأ فيها الطفل ومعاييرها، وعلى الأم والأب المتابعة دائماً وفي حال ملاحظة وجود اضطراب في الهوية الجنسية عليهما مساعدة الطفل، واللجوء إلى مختصين.