عادت معضلة النفوذ الإيراني في سوريا وفي الجنوب منها تحديداً، إلى البروز من جديد؛ بعد استهدافات متكررة إسرائيلية طالت مواقع عسكرية إيرانية وسورية لأكثر من مرة خلال 24 ساعة.
جيش الاحتلال الإسرائيلي -الذي نادرا ما يعلن عن مثل هذه الاستهدافات-، وصف الاستهداف الموجه ضد عشرات الأهداف الإيرانية والسورية داخل سوريا؛ بالهجوم "الانتقامي"، وذلك ردا على الصواريخ التي أطلقتها "قوة إيرانية من الأراضي السورية" على "إسرائيل" فجر أمس الثلاثاء.
وأعلن أمس الثلاثاء أنه نجح في اعتراض 4 صواريخ أطلقت من سوريا باتجاه الأراضي المحتلة، وفي وقت لاحق؛ فجر الثلاثاء-الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع عسكرية، قال إنها تابعة لفيلق القدس الإيراني وقوات النظام السوري في محيط العاصمة دمشق.
وأوضح الجيش في بيان؛ أن غاراته استهدفت مواقع لفيلق القدس الإيراني وقوات النظام السوري ودمرت صواريخ ومقار ومخازن أسلحة وقواعد عسكرية.
كما أفاد مصدر أمني إسرائيلي بأن الغارات شملت ثلاثة أهداف تكتيكية في الجولان وست بطاريات تابعة لمنظومة الدفاعات الجوية السورية، في حين علّقت وزارة الخارجية الروسية على الضربة الجوية الإسرائيلية بأنها خطوة خاطئة ومخالفة للقانون الدولي.
الكاتب و الباحث السوري؛ عصام زيتون، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن الموقف الروسي تجاه الاستهداف الإسرائيلي الأخير؛ هو للاستهلاك الإعلامي فقط.
و أضاف: "الإتفاق الروسي الإسرائيلي؛ يسمح لإسرائيل باستهداف (القوات التابعة) لإيران في سوريا التي تعمل على المس بأمن إسرائيل، وهناك شروط روسية على ذلك؛ وعلى رأسها عدم إيذاء أي جندي روسي وألا تؤدي هذه الضربات لإسقاط النظام السوري أو إضعافه بشكل يؤثر على إمكانيته في الإستمرار، و كذلك أيضا ضرورة إعلام الجانب الروسي عن مواقع الهجمات وتوقيتها قبل حدوثها".
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي يستهدف دمشق مجدداً والضحايا مدنيون
و أردف بالقول: "ومن هنا فإن الإدانة الروسية تنطلق من مخالفة الهجمات الإسرائيلية للقانون الدولي وليس لخرقها الإتفاق مع روسيا".
واعتبر زيتون أن الضربات الإسرائيلية ستستمر وتتكرر كلما دعت الحاجة الأمنية الإسرائيلية ذلك، مشيراً إلى أن الموقف الروسي المتخبط تجاه إسرائيل ينبع من عدة عوامل، يتمثل أولها في الرغبة بعدم الظهور بمظهر العاجز عن فعل شيئ تجاه هذه الغارات؛ لا سيما أن منظومة "إس 400" قد أثبتت فشلها وعجزها وقد تم اختراقها والتشويش عليها إسرائيلياً؛ وذلك في الهجوم الذي أدى إلى إسقاط أحدث طائرة استطلاع روسية في محيط مطار حميميم المحمي من قبل روسيا بواسطة منظومة "إس 400".
وختم منوهاً إلى آخر العوامل المتعلقة بالحرج الحاصل لروسيا من قبل حلفائها (إيران والأسد) وتخاذلها في الدفاع عنهم، بحسب تعبيره.
ما أثر الاستهدافات على إيران؟
من جانبه قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية؛ هاني سليمان، في حديثه لـ "روزنة" أن الرد الإسرائيلي الذي جاء عقب الصواريخ الأربعة التي انطلقت من سوريا من قبل جهة إيرانية؛ يؤكد وجود حالة من المناوشات بين إسرائيل وإيران، كذلك فإنه يؤكد أن هناك حالة ضبط ذاتية غير متفق عليها بين اسرائيل وإيران.
وأشار سليمان إلى أنه و رغم أن اسرائيل وإيران لا يريدون تكثيف المواجهات المباشرة بينهما، إلا أن هناك رسائل ضمنية من وقت لآخر توضح عدم التوافق حول النشاط الموجود في سوريا من قبل الجانب الإيراني، ما يؤسس لعلاقة متوترة للغاية في المنطقة.
وحول خيارات إيران الحالية؛ قال سليمان:" لا أعتقد أن إيران قادرة على المواجهة لأنها تعيش من أصعب الفترات التي شهدتها منذ عام 1979؛ على اعتبار أن الجبهات التي كانت مفتوحة، و تريد إيران توسيع إطار المواجهة فيها، في كل من اليمن و لبنان والعراق؛ فقد حدث في تلك البلدان تطورات و بشكل مفاجئ مثل التظاهرات التي حصلت في لبنان والرفض الشعبي لإيران في بغداد، فكل هذا أثر بشكل مباشر وأحدث إرباك للنظام الإيراني".
ونوه الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أن الضربة الكبرى لطهران جاءت من الداخل من خلال التظاهرات والزخم الموجود في إيران والتي انطلقت عبر احتجاجات منذ 4 أيام، وهذا ما جعل النظام مرتبكاً.
وتابع مردفاً "في ظل هذه الأجواء فإن الجانب الإيراني غير قادر على الرد على الضربات الاسرائيلية، وسيكون رده محفوفاً بمحاذير عديدة، بخاصة أنه لا يريد التصعيد وفتح جبهة جديدة في هذا التوقيت تحديدا، وربما يأتي الرد في وقت آخر، فهو الآن يريد احتواء الموقف و لايريد استفزاز واشنطن وإسرائيل... هذا الرد ربما سيكون بسيطاً و ليس بالمعنى الواسع والمتعارف عليه عسكرياً".
جيش الاحتلال الإسرائيلي -الذي نادرا ما يعلن عن مثل هذه الاستهدافات-، وصف الاستهداف الموجه ضد عشرات الأهداف الإيرانية والسورية داخل سوريا؛ بالهجوم "الانتقامي"، وذلك ردا على الصواريخ التي أطلقتها "قوة إيرانية من الأراضي السورية" على "إسرائيل" فجر أمس الثلاثاء.
وأعلن أمس الثلاثاء أنه نجح في اعتراض 4 صواريخ أطلقت من سوريا باتجاه الأراضي المحتلة، وفي وقت لاحق؛ فجر الثلاثاء-الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع عسكرية، قال إنها تابعة لفيلق القدس الإيراني وقوات النظام السوري في محيط العاصمة دمشق.
وأوضح الجيش في بيان؛ أن غاراته استهدفت مواقع لفيلق القدس الإيراني وقوات النظام السوري ودمرت صواريخ ومقار ومخازن أسلحة وقواعد عسكرية.
كما أفاد مصدر أمني إسرائيلي بأن الغارات شملت ثلاثة أهداف تكتيكية في الجولان وست بطاريات تابعة لمنظومة الدفاعات الجوية السورية، في حين علّقت وزارة الخارجية الروسية على الضربة الجوية الإسرائيلية بأنها خطوة خاطئة ومخالفة للقانون الدولي.
الكاتب و الباحث السوري؛ عصام زيتون، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن الموقف الروسي تجاه الاستهداف الإسرائيلي الأخير؛ هو للاستهلاك الإعلامي فقط.
و أضاف: "الإتفاق الروسي الإسرائيلي؛ يسمح لإسرائيل باستهداف (القوات التابعة) لإيران في سوريا التي تعمل على المس بأمن إسرائيل، وهناك شروط روسية على ذلك؛ وعلى رأسها عدم إيذاء أي جندي روسي وألا تؤدي هذه الضربات لإسقاط النظام السوري أو إضعافه بشكل يؤثر على إمكانيته في الإستمرار، و كذلك أيضا ضرورة إعلام الجانب الروسي عن مواقع الهجمات وتوقيتها قبل حدوثها".
اقرأ أيضاً: قصف إسرائيلي يستهدف دمشق مجدداً والضحايا مدنيون
و أردف بالقول: "ومن هنا فإن الإدانة الروسية تنطلق من مخالفة الهجمات الإسرائيلية للقانون الدولي وليس لخرقها الإتفاق مع روسيا".
واعتبر زيتون أن الضربات الإسرائيلية ستستمر وتتكرر كلما دعت الحاجة الأمنية الإسرائيلية ذلك، مشيراً إلى أن الموقف الروسي المتخبط تجاه إسرائيل ينبع من عدة عوامل، يتمثل أولها في الرغبة بعدم الظهور بمظهر العاجز عن فعل شيئ تجاه هذه الغارات؛ لا سيما أن منظومة "إس 400" قد أثبتت فشلها وعجزها وقد تم اختراقها والتشويش عليها إسرائيلياً؛ وذلك في الهجوم الذي أدى إلى إسقاط أحدث طائرة استطلاع روسية في محيط مطار حميميم المحمي من قبل روسيا بواسطة منظومة "إس 400".
وختم منوهاً إلى آخر العوامل المتعلقة بالحرج الحاصل لروسيا من قبل حلفائها (إيران والأسد) وتخاذلها في الدفاع عنهم، بحسب تعبيره.
ما أثر الاستهدافات على إيران؟
من جانبه قال الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية؛ هاني سليمان، في حديثه لـ "روزنة" أن الرد الإسرائيلي الذي جاء عقب الصواريخ الأربعة التي انطلقت من سوريا من قبل جهة إيرانية؛ يؤكد وجود حالة من المناوشات بين إسرائيل وإيران، كذلك فإنه يؤكد أن هناك حالة ضبط ذاتية غير متفق عليها بين اسرائيل وإيران.
وأشار سليمان إلى أنه و رغم أن اسرائيل وإيران لا يريدون تكثيف المواجهات المباشرة بينهما، إلا أن هناك رسائل ضمنية من وقت لآخر توضح عدم التوافق حول النشاط الموجود في سوريا من قبل الجانب الإيراني، ما يؤسس لعلاقة متوترة للغاية في المنطقة.
وحول خيارات إيران الحالية؛ قال سليمان:" لا أعتقد أن إيران قادرة على المواجهة لأنها تعيش من أصعب الفترات التي شهدتها منذ عام 1979؛ على اعتبار أن الجبهات التي كانت مفتوحة، و تريد إيران توسيع إطار المواجهة فيها، في كل من اليمن و لبنان والعراق؛ فقد حدث في تلك البلدان تطورات و بشكل مفاجئ مثل التظاهرات التي حصلت في لبنان والرفض الشعبي لإيران في بغداد، فكل هذا أثر بشكل مباشر وأحدث إرباك للنظام الإيراني".
ونوه الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أن الضربة الكبرى لطهران جاءت من الداخل من خلال التظاهرات والزخم الموجود في إيران والتي انطلقت عبر احتجاجات منذ 4 أيام، وهذا ما جعل النظام مرتبكاً.
وتابع مردفاً "في ظل هذه الأجواء فإن الجانب الإيراني غير قادر على الرد على الضربات الاسرائيلية، وسيكون رده محفوفاً بمحاذير عديدة، بخاصة أنه لا يريد التصعيد وفتح جبهة جديدة في هذا التوقيت تحديدا، وربما يأتي الرد في وقت آخر، فهو الآن يريد احتواء الموقف و لايريد استفزاز واشنطن وإسرائيل... هذا الرد ربما سيكون بسيطاً و ليس بالمعنى الواسع والمتعارف عليه عسكرياً".
الكلمات المفتاحية