وصل الطفل الألباني ألفين بيريشا إلى مطار روما في العاصمة الإيطالية، بعد 5 سنوات قضاها في سوريا بين عناصر "داعش" و"قسد"، تعلّم خلالها اللغة العربية، وذلك بعد أن ضغط والده على السلطات الإيطالية للبحث عنه.
ووصل الطفل البالغ من العمر 11 سنة إلى مطار روما يوم الجمعة الماضي في الـ 8 من شهر تشرين الثاني الحالي، من مطار بيروت بعد أن كان محتجزاً لدى إحدى مراكز "قسد" في شمالي سوريا.
وترجمت "روزنة" عن موقع "Südtirol news" الإيطالي، أن والد الطفل ألفين بيريشا ضغط على السلطات للبحث عن ابنه خلال السنوات الماضية، إلى أن تم العثور عليه في مركز اعتقال لدى "قوات سوريا الديمقراطية" في شمالي سوريا بعد وفاة والدته المنتسبة إلى تنظيم "داعش" في إحدى الانفجارات.
ووصل الطفل إلى دمشق أولاً عن طريق عملية أشرف عليها "الهلال الأحمر"، ثم تم نقله إلى السفارة الإيطالية في بيروت، ومن ثم وصل إلى روما التي بدأ ينساها، وفق الموقع، حيث غادرها بعمر الـ 6 سنوات، وعاد إليها وهو يتحدث اللغة العربية وبضع كلمات ألبانية فقط.
وعرف الأب ابنه من خلال صورة وتقرير صحافي من "Le Iene" ووصل بعد ذلك إلى مخيم الهول شرقي الحسكة وتمكن من التحدث مع ابنه الذي قال إن والدته كانت خلال السنوات الماضية "ترتدي ملابس تبدو وكأنها نينجا"، وأنها كانت تنوي قبل موتها أن تضعه تحت تصرف "داعش" ما يحتم عليه حضور معسكر تدريبي لتعلم القتال اليدوي واستخدام الأسلحة، إضافة إلى التدريب العسكري، حيث غيّرت اسمه إلى "يوسف" ونوت أن تخضعه للختان.
اقرأ أيضاً: "ياسمين" تعود لأمها البلجيكية بعد مقتل والدها الفرنسي في إدلب
وبحسب الموقع فإن عائلة الطفل ألبانية الأصل وتقيم في إيطاليا منذ عام 2000 ، وتعتبر مندمجة مع المجتمع الإيطالي بشكل جيد. وكانت الأم لا تعمل ومع الوقت أصبحت متطرفة إلى أن هربت فأبلغ الزوج الشرطة عن اختفائها على الفور.
ووفق التحقيقات تبيّن أنّ المرأة أجرت اتصالات مع عناصر "داعش" على مستويات عالية، ووصلت عام 2014 إلى مدينة الباب في ريف حلب، بفضل مساعدة مقاتل ألباني اشترى لها ولابنها تذكرة الطائرة، لتنضم إلى التنظيم.
وعلّق رئيس الوزراء الألباني إدي راما على خبر الإفراج عن الطفل بقوله: "بعد أسبوع على الحدود السورية ، إلى جانب فريق الشرطة الخاص بنا و بالتعاون الوثيق مع شركائنا الإيطاليين، يرافق وزير الداخلية ألفين إلى السفارة الإيطالية في بيروت ، حيث سيتلقى الطفل جميع الوثائق".
وتحتجز "قوات سوريا الديمقراطية" نحو 70 ألف طفل وامرأة من عائلات تنظيم "داعش" في مخيم الهول، وألف مقاتل أجنبي، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وكانت "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" شمال سوريا، سلمت العام الفائت طفلةً إلى الجانب التركي ليصار إلى تسليمها إلى والدتها البلجيكية، وكانت الطفلة تعيش لدى رفاق والدها الفرنسي، الذي لقي حتفه مؤخراً في إدلب أثناء قتاله في صفوف "هيئة تحرير الشام".
وذكر مراسل روزنة في إدلب، أن "ممثلين عن حكومة الإنقاذ سلَّموا الجانب التركي الطفلة واسمها ياسمين عند الجانب التركي من معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية".
قد يهمك: خلافات داخل التحالف الدولي حول استعادة مقاتلي داعش من سوريا
وقال إبراهيم ساشو، وهو المسمى "كوزير عدل لدى حكومة الإنقاذ" خلال مؤتمر صحفي عقد في معبر باب الهوى، قبيل تسليم الطفلة إن "هناك دعوى قضائية قدمت من قبل الأم تطلب حضانة ابنتها بعد مقتل أبيها، والقضاء نظر في المسألة وحكم بتسليم الطفلة للأم لأنها الأحق كون الطفلة كانت تعيش تحت كنف أصحاب والدها
وطالبت الولايات المتحدة من الدول المشاركة في التحالف الدولي منذ أيام استقبال مواطنيها من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش الموجودين في سوريا، حيث تم الإجماع فيما بينهم على خطورة المشكلة، إلا أنه لا تزال هناك خلافات بشأن استعادتهم.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حث الدول الأعضاء في التحالف الدولي على استعادة المقاتلين الأجانب، ومحاسبتهم على الأعمال التي ارتكبوها، وتعزيز التمويل للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية في العراق وسوريا التي تضررت بشدة نتيجة الصراع.
الكلمات المفتاحية