لم يخطر في بال سامي أحمد، أن مروراً يومياً معتاداً من حيه السكني في ريف دمشق إلى دمشق قد يكون آخر يوم له كمواطن مدني.
سامي أحمد (اسم مستعار خريج جديد من كلية الهندسة المعمارية) شاب من سكان جديدة عرطوز التابعة لريف دمشق، في أحد الأيام وفي طريقه لجامعته أوقفه حاجز السومرية، وبعد "تفييشه" تبين أنه مطلوب لخدمة العلم، وتم سوقه للخدمة الإلزامية.
لم يكن سامي قد انتهى تأجيله عن السوق، ولكن منذ عام 2018 وشعب التجنيد تطالب جامعات سوريا بإرسال أسماء كل الخريجين فور تخرجهم إلى شعب التجنيد، وهكذا خسر سامي حياته المدنية وانتقل لمكان مجهول الهوية.
خدمة للوطن أم عِقاب للشباب؟
كثيرون من تم سوقهم للخدمة الإلزامية وتُركوا في مهب الريح، منهم من طلبوا للخدمة الإلزامية منذ بداية اندلاع الاحتجاجات في سوريا ومنهم من تم الاحتفاظ بهم بعد عام 2011.
ربيع.أ (خريج كلية تربية معلم صف)، تم الاحتفاظ به منذ عام 2011، و مازال في قيود العسكريين كـ "محتفظ به" في الخدمة الإلزامية، تبدو حالة ربيع مشابهة لغيره، لكن ربيع اليوم وحيد في سوريا، غادر أهله سوريا منذ 3 أعوام وهو ينتظر قرار تسريحه ليلحق بذويه، ربيع يوضح لـ "روزنة" أنه لم يترك طريقة أو وسيلة كي يأخذ تسريحه من قوات النظام، "لكن عبث".
اقرأ أيضاً: من إدلب إلى طرطوس.. جثث العساكر تملأ المدينة
بينما رامي.س (خريج من كلية الهندسة المدنية) لم يستطع تأجيل خدمته الإلزامية أو السفر خارج سوريا، فأجبر على أن يلتحق بالخدمة الإلزامية نهاية عام 2018 ظناً منه أن الحرب شارفت على الانتهاء، إلا أنه وبعد انتهاء الدورة التأهيلية التي تقام عند الالتحاق بالخدمة الإلزامية، تم فرزه إلى محافظة حماة.
"خدمة الوطن" مقامات!
في مؤسسة لا يفترض أن تنفصل عن باقي مؤسسات "الدولة السورية" التي يسيطر عليها النظام السوري الحالي، لن يكون الفساد والمحسوبيات بعيدين عنها، فكما يستطيع من يقع في مأزق أن يخرج منه بالواسطة والنفوذ أو النقود، كذلك في المؤسسة العسكرية يستطيع البعض أن يؤدي خدمته الإلزامية في المنزل أو حتى في الثكنة العسكرية ولكن كما لو كان في المنزل.
بديع.م (ابن أحد المتنفذين في السلطة)، لم يذهب إلى الدورة التأهيلية (مدتها 6 أشهر) التي تسبق الالتحاق بالثكنة العسكرية في مدة الخدمة الإلزامية، بل قضاها في منزل عائلته، وصلته الهوية العسكرية إلى منزله وفرز في قطعة تابعة لسهيل الحسن الضابط المُقرب من بوتين، ليخدم بعدها في قصر "النمر" الواقع في قريته في ريف جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، على أن يزور أهله بشكل أسبوعي.
وليد.ر (شاب من خريجي كلية الحقوق)، استطاع عن طريق تأمين واسطة أن يتوظف في البحوث العسكرية، بمعنى أن تعتبر عمله الوظيفي في الوقت ذاته خدمة إلزامية، وبعد انقضاء فترة الخدمة يستمر في عمله.
قد يهمك: التجنيد الإجباري.. كابوسٌ يلاحق شباب الرقة
حالتي وليد وبديع، هي من حالات كثر استطعنا الحصول على معلومات بخصوصهم عن طريق محمد.س، وهو صديق الشابين المذكورين، والذي تحدث لـ "روزنة" بـ "حرقة قلب" عنهما، فهو لا يملك النفوذ أو الواسطة أو حتى النقود التي قد تعينه على تسهيل خدمته العسكرية.
يخدم حالياً محمد في دير الزور، حيث تم سوقه للخدمة الإلزامية بداية العام الجاري، وهو بحسب قوله؛ يستدين من أهله ضعف راتبه الشهري كي يستطيع إكمال الشهر بـ "قليل من الكرامة".
المضحك المبكي!
باتت كثرة الطلبات للخدمة الاحتياطية أو الملاحقات الشديدة للخدمة الإلزامية أمراً اعتيادياً في سوريا، إلا أن علي.س (40 عام، أب لشاب معفى من الخدمة الإلزامية) طُلِبَ للخدمة الاحتياطية بعد أن حصل على إعفاء لولده الوحيد، ويصف علي ذلك بـ "الأمر المضحك حد البكاء".
لم يكن أمام علي خياراً سوى الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، ويضيف علي: "أصبح ابني يبعث لي نقوداً لأن الراتب العسكري لا يكفي".
سامي أحمد (اسم مستعار خريج جديد من كلية الهندسة المعمارية) شاب من سكان جديدة عرطوز التابعة لريف دمشق، في أحد الأيام وفي طريقه لجامعته أوقفه حاجز السومرية، وبعد "تفييشه" تبين أنه مطلوب لخدمة العلم، وتم سوقه للخدمة الإلزامية.
لم يكن سامي قد انتهى تأجيله عن السوق، ولكن منذ عام 2018 وشعب التجنيد تطالب جامعات سوريا بإرسال أسماء كل الخريجين فور تخرجهم إلى شعب التجنيد، وهكذا خسر سامي حياته المدنية وانتقل لمكان مجهول الهوية.
خدمة للوطن أم عِقاب للشباب؟
كثيرون من تم سوقهم للخدمة الإلزامية وتُركوا في مهب الريح، منهم من طلبوا للخدمة الإلزامية منذ بداية اندلاع الاحتجاجات في سوريا ومنهم من تم الاحتفاظ بهم بعد عام 2011.
ربيع.أ (خريج كلية تربية معلم صف)، تم الاحتفاظ به منذ عام 2011، و مازال في قيود العسكريين كـ "محتفظ به" في الخدمة الإلزامية، تبدو حالة ربيع مشابهة لغيره، لكن ربيع اليوم وحيد في سوريا، غادر أهله سوريا منذ 3 أعوام وهو ينتظر قرار تسريحه ليلحق بذويه، ربيع يوضح لـ "روزنة" أنه لم يترك طريقة أو وسيلة كي يأخذ تسريحه من قوات النظام، "لكن عبث".
اقرأ أيضاً: من إدلب إلى طرطوس.. جثث العساكر تملأ المدينة
بينما رامي.س (خريج من كلية الهندسة المدنية) لم يستطع تأجيل خدمته الإلزامية أو السفر خارج سوريا، فأجبر على أن يلتحق بالخدمة الإلزامية نهاية عام 2018 ظناً منه أن الحرب شارفت على الانتهاء، إلا أنه وبعد انتهاء الدورة التأهيلية التي تقام عند الالتحاق بالخدمة الإلزامية، تم فرزه إلى محافظة حماة.
"خدمة الوطن" مقامات!
في مؤسسة لا يفترض أن تنفصل عن باقي مؤسسات "الدولة السورية" التي يسيطر عليها النظام السوري الحالي، لن يكون الفساد والمحسوبيات بعيدين عنها، فكما يستطيع من يقع في مأزق أن يخرج منه بالواسطة والنفوذ أو النقود، كذلك في المؤسسة العسكرية يستطيع البعض أن يؤدي خدمته الإلزامية في المنزل أو حتى في الثكنة العسكرية ولكن كما لو كان في المنزل.
بديع.م (ابن أحد المتنفذين في السلطة)، لم يذهب إلى الدورة التأهيلية (مدتها 6 أشهر) التي تسبق الالتحاق بالثكنة العسكرية في مدة الخدمة الإلزامية، بل قضاها في منزل عائلته، وصلته الهوية العسكرية إلى منزله وفرز في قطعة تابعة لسهيل الحسن الضابط المُقرب من بوتين، ليخدم بعدها في قصر "النمر" الواقع في قريته في ريف جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، على أن يزور أهله بشكل أسبوعي.
وليد.ر (شاب من خريجي كلية الحقوق)، استطاع عن طريق تأمين واسطة أن يتوظف في البحوث العسكرية، بمعنى أن تعتبر عمله الوظيفي في الوقت ذاته خدمة إلزامية، وبعد انقضاء فترة الخدمة يستمر في عمله.
قد يهمك: التجنيد الإجباري.. كابوسٌ يلاحق شباب الرقة
حالتي وليد وبديع، هي من حالات كثر استطعنا الحصول على معلومات بخصوصهم عن طريق محمد.س، وهو صديق الشابين المذكورين، والذي تحدث لـ "روزنة" بـ "حرقة قلب" عنهما، فهو لا يملك النفوذ أو الواسطة أو حتى النقود التي قد تعينه على تسهيل خدمته العسكرية.
يخدم حالياً محمد في دير الزور، حيث تم سوقه للخدمة الإلزامية بداية العام الجاري، وهو بحسب قوله؛ يستدين من أهله ضعف راتبه الشهري كي يستطيع إكمال الشهر بـ "قليل من الكرامة".
المضحك المبكي!
باتت كثرة الطلبات للخدمة الاحتياطية أو الملاحقات الشديدة للخدمة الإلزامية أمراً اعتيادياً في سوريا، إلا أن علي.س (40 عام، أب لشاب معفى من الخدمة الإلزامية) طُلِبَ للخدمة الاحتياطية بعد أن حصل على إعفاء لولده الوحيد، ويصف علي ذلك بـ "الأمر المضحك حد البكاء".
لم يكن أمام علي خياراً سوى الالتحاق بالخدمة الاحتياطية، ويضيف علي: "أصبح ابني يبعث لي نقوداً لأن الراتب العسكري لا يكفي".
الكلمات المفتاحية