ترسخت لدى كثير من السوريين المقيمين ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، بأن مستوى حياتهم المعيشي لن يتحسن، في ظل تدهوره خلال السنوات الماضية، والتي ازدادت صعوبة أكثر مما كانت عليه في فترات اشتداد الحرب خلال السنوات السابقة.
ولا تعترف حكومة النظام السوري بشكل واضح في عجزها الحكومة عن القيام بدورها في تأمين مستلزمات الحياة في ظل استمرار عديد الأزمات بين حين وآخر، سواء في توفر الغاز المنزلي أو التيار الكهربائي وغيرهم من الاحتياجات، وذلك في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، إضافة إلى تراجع قياسي في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، بمقابل ذلك اندفعت عائلات فقيرة للبحث عن سبل تسد به رمقها وعوزها بطرق مختلفة.
حكومة النظام كانت اعتبرت أن كثرة عدد المتسولين في شوارع العاصمة دمشق يرجع سببه إلى أنها باتت تجارة ولا تشير إلى حالة عوز.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق، شوقي عون كشف عن إلقاء القبض على حوالي 70 متسول في شهر تشرين الأول فقط، من خلال دوريات مكتب مكافحة التسول، مشيراً إلى أن نقصان عدد المتسولين الذين يتم إلقاء القبض عليهم أو زيادته لا يعتبر مؤشراً لوضع حالة التسول في دمشق، وإنما هو مؤشر لعدد المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم فقط.
وتابع في حديثه لـ موقع "هاشتاغ سوريا" المحلي: "ينتشر المتسولون في الحدائق وتحت الجسور في دمشق، وتتنوع أشكال في سوريا ابتداء من استجداء عواطف الناس من خلال الشحاذة وانتهاء ببيع علب المحارم والخبز على الطرقات".
اقرأ أيضاً: هل يتجه النظام السوري لتوسيع قائمة المتّهمين بـ "الإرهاب"؟
من جانبها كشفت مدير مديرية الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ميساء ميداني، عن الوصول إلى 500 متسول في شهر رمضان فقط، لافتة إلى أن التسول يكثر في المواسم وفصل الصيف.
وتشير ميداني إلى أن وزارتها حددت 4 مشكلات في سلوك المتسولين منها إدمان المخدرات وشم الشعلة والشذوذ، إضافة إلى العنف إما من خلال اعتداءهم على المارة، أو من خلال تعنيف متسول لمتسول آخر اعتدى على المنطقة التي يعمل بها باعتبار أن المتسولين يقومون بتوزيع المناطق فيما بينهم.
وفي السياق أشار مدير الشؤون الاجتماعية في دمشق إلى أن أكثر المتسولين يرفضون الإقامة في مراكز الإيواء وتلقي المساعدات من بعض الجمعيات، معيداً ذلك إلى أن المتسول الذي تصل يوميته إلى حوالي 35 ألف ليرة، لا يرضى بأقل من ذلك، لافتاً إلى أنه على الرغم من قيام البلديات بإزالة الخيم والكراتين التي يجلسون عليها في الحدائق إلا أنهم يعودون ويفترشون الأرض مرة أخرى، معتبراً أن مسؤولية هذا الملف تقع على عاتق عدة جهات أخرى أيضا كوزارة العدل ووزارة الصحة والأوقاف والتعليم العالي والتربية دون إهمال دور أي جهة.
في حين اعتبر مدير مكتب مكافحة التسول في دمشق إياد عثمان، أن أكثر فئات المتسولين انتشاراً هم الأطفال من عمر 8 سنوات إلى 12 سنة، منوّهاً بأن 10% من هؤلاء الأطفال مشرّدين ليس لديهم مأوى بينما النسبة الأكبر منهم يعدون ممتهنين للتسول إذ يوجد لديهم منازل يذهبون إليها ويعودون إلى مهنتهم، مضيفاً: "وتنتشر شبكات تشغيل المتسولين وأكثرها وجوداً تشغيل الأبوين لأطفالهم، إذ تبين أن أغلبية المتسولين هم أخوة".
الكلمات المفتاحية