النفوذ الإيراني يترنح… كيف يسقط في سوريا؟ 

النفوذ الإيراني يترنح… كيف يسقط في سوريا؟ 
تحليل سياسي | 26 أكتوبر 2019

يبدو أن مشروع التغلغل الإيراني في المنطقة و سوريا بات معرضاً للانقراض رويداً رويداً، وذلك على إثر التظاهرات الشعبية المستمرة في لبنان وكذلك عودة التظاهرات في العراق، ما سيعني بحال من الأحوال إرباك الذراع الإيراني في سوريا، ويخلط الأوراق فيما يتعلق بمسألة استمرار توريد دعم الحري الثوري الإيراني نحو العناصر التابعة له في سوريا، ويحبط مخطط التوسع والتغلغل أكثر في مناطق عدة من سوريا.

الباحث المختص في الشأن الإيراني أحمد قبال، قال خلال حديث لـ "روزنة" أن التظاهرات الشعبية في كل من لبنان والعراق إذا ما أدت إلى تغيير حقيقي يفضي إلى ديمقراطية وشفافية ومحاسبة بعيدا عن المحاصصة الطائفية، فإنها ستؤدي إلى خسارة إيران لنفوذها في المنطقة بدرجة كبيرة. 

و أضاف قبال أن إيران وأطراف إقليمية أخرى ستخسر نفوذها بدرجة كبيرة، إذا ما أسفرت الحراكات الشعبية في لبنان والعراق عن ثورة وتغيير حقيقي وصولا إلى ديمقراطية وشفافية ومحاسبة بعيدا عن المحاصصة الطائفية، وتابع بالقول: "التظاهرات في العراق ولبنان متشابهة، فقد خرجت من عباءة رفض المذهبية والتأكيد على مظلة الهوية الوطنية، ويبدو أن المتظاهرون الغاضبون أدركوا أن الفساد المنتشر والمتغلغل في أوساط السياسيين نابع من مصالح أطراف إقليمية؛ على رأسها إيران، وأن السبيل الوحيد لمواجهته هو العمل على استئصال وإخراج هذا النفوذ".

اقرأ أيضاً: برعايةٍ إيرانيّة... نسخة سوريّة من "حزب الله"

وأردف: "وعلى هذا النحو تسعى إيران من خلال أذرعها السياسية، و(عناصرها) التابعة للحرس الثوري وفيلق القدس تحديدا؛ للحفاظ على نفوذها وتنفيذا لأجندتها الإقليمية وصولا إلى البحر المتوسط، ورغم ما تتعرض له إيران من أزمة اقتصادية نتيجة العقوبات الأميركية والعزلة الإقليمية، لازالت تتبع استراتيجية طويلة الأمد في سوريا وبالتزامن مع نجاحها إلى حد كبير في إنقاذ نظام بشار في سوريا". 

ما تبعات التظاهرات على النفوذ الإيراني في سوريا؟

واعتبر قبال أن النظام الإيراني لم يدرك بعد تداعيات الصحوة العربية في العراق ولبنان وأن عملائها وأذرعها لن يكون بمقدورهم الاستمرار في مواصلة القمع ودعم الثورات المضادة، بخاصة وأن الإطاحة بالنفوذ الإيراني أصبح أيقونة تلك المظاهرات التي كشفت النقاب عن جذور الفساد وأظهرت حماس وإصرار مكونات الشعبين العراقي واللبناني على التخلص من تبعية إيران وأذرعها. 

و رأى أنه وعلى وقع التظاهرات في كل من العراق ولبنان والجهود الإيرانية لاحتوائها ومنع نجاحها والقضاء عليها ستربك عناصر إيران وحزب الله اللبناني في سوريا، ما سيفتح الباب أمام المعارضة السورية لإستعادة بعض مواقع النفوذ الإيراني في سوريا إذا ما حصلت على دعم عربي ودولي.

و في سياق مواز قالت مصادر خاصة لـ "روزنة" أن مخططاً روسي أميركي يبصر النور قريباً، حيث يستهدف المخطط المفترض النفوذ الإيراني في الجنوب السوري بشكل رئيسي؛ وذلك عبر تشكيل مجالس مدنية وقوات عسكرية تبدأ مهامها في محاربة كل ما يتعلق بالنفوذ الإيراني في محافظات الجنوب السوري (درعا والقنيطرة)، فيما يتم التباحث خلال الوقت الحالي مع بعض القيادات المحلية في السويداء بإمكانية ضم المحافظة لهذا المخطط. 

قد يهمك: جيش عشائر في شرق سوريا و جنوبها… ما حقيقة ذلك؟

و في لبنان تستمر التظاهرات الشعبية الجارفة في مختلف المدن اللبنانية والمطالبة باسقاط النظام الطائفي، ورغم تهديد زعيم "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، للمتظاهرين يوم أمس بأن (حلفه ومواليه) هم "الطرف الأقوى" في لبنان، وتلويحه بجر البلاد إلى "حرب أهلية"، تواصلت التظاهرات مساء الجمعة في بيروت وعدة مناطق لبنانية أخرى.

وتدفق المعتصمون في طرابلس إلى ساحة عبد الحميد كرامي، حيث أصر المتظاهرون على البقاء في الساحة إلى ما بعد منتصف ليل الجمعة-السبت، فيما حاصرت المئات من عناصر حزب الله، يوم الجمعة، ساحة رياض الصلح التي تشهد احتجاجات شعبية وسط بيروت، وذلك بعد مواجهات بين الطرفين استدعت تدخل قوات الأمن اللبنانية لإنقاذ الموقف.

بينما ذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" مساء أمس، أن عناصر حزب الله تسعى لتفريق التظاهرات في الساحة الشهيرة، وأنها أرسلت المزيد من أنصارها لاقتحام الموقع الاحتجاجي، في الوقت الذي عملت فيه قوات الأمن اللبنانية على إخراج مؤيدي الحزب، فيما ألقت القبض على بعضهم.

العراق و لبنان تُفشل رهانات إيران...

و في العراق استأنف المتظاهرين هناك احتجاجاتهم المناهضة للحكومة، أمس الجمعة، في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، للمطالبة بإقالة الحكومة وإصلاح النظام السياسي "الفاسد"، وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف مرتكبة ضد المتظاهرين، حيث ارتفعت وتيرتها بصورة متصاعدة في ساعات المساء وخاصة في محافظات الجنوب العراقي.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، فيما سقط معظم القتلى جراء إطلاق النار من قبل "فصائل شيعية" مسلحة مقربة من إيران لدى محاولة المتظاهرين إحراق مقرات تلك الفصائل.

و أعلن متظاهرو العراق، اليوم السبت، تحويل احتجاجاتهم الى اعتصام مفتوح في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب الـ9، حتى تحقيق المطالب الخاصة بإستقالة الحكومة وتقديم قتلة المحتجين الى القضاء.

اقرأ أيضاً: تواجد سعودي من جديد في شرق الفرات... هل بدأ الصِدام مع إيران؟

وهذه ثاني موجة احتجاجات عنيفة في العراق خلال الشهر الجاري، حيث قتل 149 محتجاً و8 من أفراد الأمن قبل نحو أسبوعين.

وكانت صحف عربية عدة سلطت الضوء على الثورات في لبنان والعراق، مشيرة إلى إن إيران تسير نحو خسارة أهم مراكز نفوذها في المنطقة تحت وقع الانتفاضات الشعبية.

واستشهدت صحيفة "العرب" اللندنية بما يجري في لبنان، حيث تفشل رهانات أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله في تحويل البلد إلى ورقة سياسية بتلاعب بها الحزب، مشيرة إلى أن نصر الله لن ينجح في ذلك خاصة مع توقع سقوط رهاناته بفعل موجات الاحتجاج الواسعة التي تتمسك بإسقاط النظام الطائفي، فضلاً عن سقوط المشروع الإيراني في العراق، حيث فشلت إلى الآن محاولات احتواء الغضب الشعبي، الذي يظهر أكثر حماساً وقوة بعد كل مرة تعتقد الأحزاب الحليفة لإيران أنها أخمدته.

 وقالت الصحيفة، إن الشارع العراقي عاد خلال الأيام الماضية إلى الاحتجاج وتحدي رموز الحكم الموالين لإيران من خلال حرق مقرات الحكومة والأحزاب والميليشيات، وتحدي وصاية المرجعية الدينية، وهو ما يعكس عمق وفشل المشروع الإيراني.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق