في عالم يعج بالمخاطر وسط انفتاح الحياة والعوالم على بعضها البعض؛ يصبح الأطفال أكثر عرضة للاستغلال الجنسي والتحرّش، في أماكن عدّة كالمدرسة أو منازل الأقرباء أو الحي أو حتى صفحات الانترنت... حلقة (إنت قدها) تناقش مسألة التحرش بالأطفال والمسؤولية المُلقاة على عاتق الأهل وضرورة حماية أطفالهم من الأخطار التي قد تواجههم في أي مكان.
الاختصاصية النفسية ديما نجار طالبت عبر "روزنة" بضرورة بدء مشوار التوعية في سنٍ مبكرة، لحماية الطفل من التحرّش أو التعرّض لأي موقف قد يؤثر في مسيرته، وتعريفه بجسمه وخصوصيته.
وأشارت نجار إلى ضرورة إعطاء الطفل معلومات واضحة وبسيطة بقدر استيعابه؛ وذلك لحمايته من الاغتصاب أو الاعتداءات، ولمنحه الحقيقة، حتى لا يبحث عنها في أماكن خاطئة.
وترى نجار أنّه وفي عمر السنتين مثلاً، يمكن للأم أن تكرر على مسامع طفلها أنّها -أي الأم- وحدها المسؤولة عن تغيير حفاضه، ما يخلق في رأس الولد مفهوم الخصوصية تجاه جسده وأعضائه التناسلية.
ابق يقظاً.. دلائل وعلامات تشير لتعرض ابنك للتحرش أو الاغتصاب!
وتؤكد نجار على ضرورة متابعة مسيرة التوعية من قبل الأهل حتى سن دخول الطفل للمدرسة، ومن ثُمّ تعليمه أن المعلّمة فلانة مثلاً هي وحدها التي يحق لها مساعدة الطفل لقضاء حاجته، مطالبةً بتنبيه الأولاد بأن عليهم ومن حقهم أن يرفضوا أي لمسة غير مرغوبة، لا سيما في الأعضاء التناسلية.
منوهةً بأنّه ينبغي على الأهل شرح كيفية الدفاع عن النفس في حال حصول محاولة تحرّش أو اعتداء، عبر الصراخ أو الهرب والإفصاح بما حصل للأهل من دون خوف، وضرورة توضيح فكرة وجود أُناس أشرار في العالم وعلينا أن نحترس منهم ونمنعهم من إيذائنا.
بدوره الباحث في الفكر الإسلامي عبد الحليم عباس تحدث لـ "روزنة" عن نظرة الدين الإسلامي إلى التوعية الجنسية، مشدداً على أنّ القرآن يُشير إلى أهمية الحديث عن الجنس ليس للاستثارة، إنما للتوعية، وضرورة تحديد السلوك الجنسي الإيجابي مقابل السلوك السلبي أو المرفوض، وذلك لحماية الأطفال ومساعدتهم على التمييز.
طبيب الأسرة الدكتور محمد الحاج أكّد على ضرورة التخفيف من مفهوم "العيب" بكل ما يتعلق بالجنس والحياة الجنسية والانفتاح على الحوار، منوّهاً بضرورة التحدّث عن الأمور الجنسية التي قد تحدث أو التغيرات في جسم الطفل أو حتى الانتصاب في سن مبكرة عند الذكور، وتوضيحها وعدم بث الخوف في نفوس الأطفال.
ويختم الحاج بضرورة التوعية بكيفية رفض أي سلوك جنسيّ غير مستحب.