سيجري لـ "روزنة": يجب بذل الجهود باتجاه حل "النصرة" سلمياً

سيجري لـ "روزنة": يجب بذل الجهود باتجاه حل "النصرة" سلمياً
أخبار | 28 سبتمبر 2019

قال رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" أن المرحلة الحالية تتطلب بذل مزيد من الجهود باتجاه حل "هيئة تحرير الشام" (تنظيم جبهة النصرة سابقاً) بشكل سلمي؛ ضمن اعتبار التعقيدات في المشهد بمدينة إدلب و ما حولها، وتداخلات الأطراف الدولية و الإقليمية.

ويشير القيادي في "الجيش الوطني"؛ مصطفى سيجري، خلال حديث لـ "روزنة" إلى مخافة الدخول في معارك استنزاف ضمن مسار إنهاء "جبهة النصرة" عسكرياً؛ والذي قد لن ينتهي بالمدة القصيرة وفق وصفه، على اعتبار أن آليات وصول الدعم للشخصيات المتنفذة داخل التنظيم ما تزال متاحة، معتبراً أن تلك الشخصيات تنفذ الأجندات الخارجية. 

وضمن تلك الاعتبارات وبناء على ما سبق ذكره يرى سيجري بأنه ما يزال هناك رغبة من أجل الدفع باتجاه مزيد من الخطوات نحو حل "النصرة" بشكل سلمي. 

ويتابع في السياق ذاته: "باعتقادي الشخصي وفي نهاية المطاف لا بد أن يكون هناك مواجهة عسكرية ولكن يختلف هنا أعداد هذه القوة و إمكانياتها... إن استطعنا ألا ندفع باتجاه تخندق مزيد من الشخصيات والشباب السوري خلف هذا التنظيم أعتقد بأنه سيكون ذلك مصلحة أبناء هذه المناطق، نحن نتحدث عن منطقة باتت مكتظة بالسكان فيها أكثر من 4 ملايين مواطن مدني".  

ويلفت إلى أن الدخول بمعارك مفتوحة على صعيد ملف إنهاء "النصرة" سيكون له سلبيات على اعتبار أن التنظيم سعى للتحصن خلف المدنيين في المناطق التي يتواجد بها، ويردف بالقول: "أعتقد أنه يقع على عاتقنا بذل مزيد من الجهود لحل التنظيم أو الكتلة الصلبة لهذا التنظيم بشكل سلمي". 

ويكمل حديثه معتقداً أن هذه الخطوات "بدأت تشهد شيء من الإيجابية، (لقد) شهدنا الانشقاقات في الفترة الاخيرة وهنا لا نتحدث عن انشقاقات باتجاه الإيجابية؛ بمعنى أن هذه الانشقاقات تذهب باتجاه الانحياز للقوى الثورية، ربما هي انشقاقات تذهب باتجاه المزيد من التطرف؛ ولكن حلحلة العقدة داخل هذا التنظيم اعتقد أنها ضرورة ومهمة بالنسبة لنا، وبالتالي أعتقد أن المرحلة القادمة أيضا ستشهد مزيد من الانشقاقات داخل هذا التنظيم؛ ربما قسم منهم يذهب باتجاه حراس الدين ومزيد من التشدد وقسم آخر يذهب باتجاه القوى الثورية". 

اقرأ أيضاً: مكاشفات و إقالات في "تحرير الشام"... هل تُسرّع من تفكيكها؟ 

وحول الدور التركي في ملف حل "النصرة" وما إذا كان يشغل أنقرة في المقام الأول خلال الفترة الحالية إنهاء ملف "المنطقة الآمنة" مع واشنطن شمال شرق سوريا، يوضح سيجري بالقول: "لا يمكن لنا التحدث بلسان الجانب التركي على اعتبار أن تركيا تتحرك وفق مصالحها الداخلية و أمنها القومي... بالتأكيد إن تحدثنا عن الأولويات (فأرى) أن حل الاشكالية العالقة في شمال شرق سوريا يعتبر أولوية بالنسبة للجانب التركي، و لكن أيضا الانتهاء من ملف تنظيم جبهة النصرة يعتبر أيضا شيء مهم جدا للجانب التركي على اعتبار أن هذا التنظيم بات ذريعة للقوى الارهابية التي تحاول أن تفرض سيطرتها وتدخل لهذه المناطق.. و كمواطن سوري يمكن القول أن إنهاء هذا التنظيم بات مصلحة سورية تركية".  

وكان مصدر عسكري معارض ذكر لـ "روزنة" يوم الخميس الفائت أن  أنقرة أبلغت الفصائل بالتجهيز لعملية مرتقبة ضد "النصرة"، والفصائل الراديكالية الأخرى في إدلب؛ يأتي في مقدمتها "حراس الدين"، و "أنصار التوحيد"، في حال فشلت الجهود السلمية التي يبذلها الأتراك مع تلك الفصائل عبر وسطاء؛ من أجل حل نفسها.

وأشار المصدر إلى أنّ "النصرة" أبدّت ليونة كبيرة في التعامل مع متطلبات أنقرة، والقبول بتنفيذها، موضحاً أنّ "هناك ترتيبات معينة تتضمن بمن سيقوم بحماية المنطقة، ومن هي الفصائل التي من المسموح لها بالدخول إلى إدلب".

وبحسب المصدر فإنّ "النصرة" ترفض بشكل قاطع دخول قادة عسكريون في "الجيش الوطني" المعارض، وفصائل معينة، وقد وضعت قائمة بمنع هذه الأسماء من الوجود في مناطق نفوذها بعد الإعلان عن حل نفسها، مؤكداً في الوقت ذاته "قدرتها على أن تكون الحارس الأمين لمخرجات (أنقرة) والتي من أهمها تأمين الطرق الدولية والحفاظ على أمن قاعدة (حميميم)".

وتأتي هذه التحركات بعد سلسلة من الاجتماعات بين قادة فصائل معارضة والجانب التركي؛ من أجل تنفيذ مخرجات قمة (أنقرة) التي أكدت على تنفيذ بنود اتفاق (سوتشي) الذي أقره الرئيسان التركي والروسي في أيلول من العام الماضي. 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق