قيادي في سوريا الديمقراطية يوضح حقيقة خلافات المنطقة الآمنة

قيادي في سوريا الديمقراطية يوضح حقيقة خلافات المنطقة الآمنة
سياسي | 27 سبتمبر 2019

قال الرئيس المشترك لممثلية مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" في واشنطن؛ أن "تفاهم الآلية الآمنة" (المنطقة الآمنة) الذي تم بين الولايات المتحدة وتركيا جاء بعد مباحثات طويلة بين الجانبين، معتبراً أنها تعبر عن ما توافق عليه الطرفين وليس على ما تريده تركيا. 

وتابع عضو الهيئة الرئاسية لـ "مسد"، بسام اسحاق حديثه لـ "روزنة" مشيراً إلى أن الاتفاق الذي حصل حول "الآلية الأمنية" لم يأتي إلا بالتوافق بين واشنطن و أنقرة، ولا يعني بالضرورة اتمام الاتفاق أن يكون قد تم مشروطاً بتحقيق ما ترغب به تركيا في المنطقة. 

و أضاف: "الأتراك يريدون في الواقع أن يسيطروا على الإدارة السياسية للمنطقة و أن يحدثوا تغيير جيوسياسي حسبما يعتقدونه وفق مصلحة أمنهم القومي... واضح أن أميركا لم تقبل بمطالب تركيا وأن تركيا رضخت".

ويلغي حديث إسحاق إمكانية أي تعديل للاتفاق فيما يتعلق بالرغبة التركية المتمثلة بإدارتها الكاملة للمنطقة؛ فضلا عن زيادة عمق المنطقة لتصل إلى 30 كم بزيادة عن المتفق عليه بـ 16 كم. 

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد في الـ 18 من أيلول الجاري بتفعيل خطط أنقرة في "المنطقة الآمنة" إذا لم يتوصلوا إلى نتيجة مع واشنطن خلال أسبوعين، بما كان قد يشير إليه تصعيدا عسكريا في منطقة شرق الفرات ما لم توافق واشنطن على المطالب التركية بإدارة المنطقة بشكل كامل بالإضافة إلى زيادة عمقها. 

وحول ذلك أوضح إسحاق أن التصريحات الصادرة عن تركيا بخصوص مطالب أنقرة في "المنطقة الآمنة" لا تتعدى إطارها الإعلامي، وأردف: "هم يطلب بالكلام و لكن ملتزمون بالفعل و التنفيذ بما اتفقوا عليه مع الأمريكيين الذين لم يقبلوا بالمطالب التركية".

ونقل تلفزيون "إن.تي.في" التركي عن أردوغان قوله؛ اليوم الجمعة، إن استعدادات تركيا والولايات المتحدة لإنشاء "منطقة آمنة" للاجئين في شمال شرق سوريا تمضي وفق الجدول المحدد، وذلك بعدما كان قد اتهم واشنطن في السابق بالمماطلة.

اقرأ أيضاً: توتر تركي-أميركي حول المنطقة الآمنة... هل ينهار الاتفاق؟

وقال  أردوغان للصحافيين في رحلة العودة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "الجهود تمضي وفق الجدول الزمني. اكتملت أيضا كل استعداداتنا على طول الحدود". وأضاف "عند العودة (إلى تركيا)، سنجري تقييما... بخصوص الخطوات التي ينبغي اتخاذها وتنفيذها".

وقال جيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص بسوريا للصحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن واشنطن تمضي بإخلاص وبأسرع ما يمكن، وحذر من أي عمل أحادي في المنطقة.

وقال جيفري "أوضحنا الأمر لتركيا على جميع المستويات بأن أي عملية من جانب واحد لن تؤدي إلى تحسن أمن أحد... لدى الأتراك بالطبع خيار التحرك عسكريا".

ماذا بعد غياب شرق الفرات عن اللجنة الدستورية؟ 

وحول غياب "مسد" عن التواجد في اللجنة الدستورية السورية اعتبر عضو الهيئة الرئاسية لـ "مسد" أن توافق جميع الأطراف المتدخلة في الشأن السوري على أسماء اللجنة الدستورية بعد أن تأكدوا أن أي طرف منهم لن يخسر في الملف السوري؛ وفق رأيه. 

وأضاف: "ستفشل اللجنة الدستورية بتحقيق تطلعات السوريين كما تضمن أنه لن يربح أي طرف سواء تركيا او إيران أو روسيا لأنه لا يعتمد أي قرار إلا بموافقة 75 بالمئة من الأصوات". 

هذا و اعتبر المبعوث الأمريكي الخاص للشؤون السورية، جيمس جيفري، أن ممثلين عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وإدارة مناطق شمال شرق سوريا سيشاركون في أعمال اللجنة الدستورية السورية.

قد يهمك: بعد إعلان تشكيل اللجنة الدستورية... ماذا ستقدم للسوريين؟

وفي معرض حديثه للصحفيين على هامش فعاليات الجمعة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال جيفري إن "(مناطق) شمال شرق سوريا سيكون لها تمثيل (في اللجنة الدستورية)، فبين الـ50 شخصا الذين اختارتهم الأمم المتحدة، يوجد ممثلون عن مناطق الشمال الشرقي"، وردا على سؤال عما إذا كانت "قسد" والمجالس الديمقراطية السورية التابعة لها ستشارك في اللجنة، أجاب "بالطبع".

في الوقت نفسه، ذكر جيفري أن الولايات المتحدة ليس لديها أجندتها الخاصة في هذه القضية، وقال إن "مشاركة قوات سوريا الديمقراطية يجري بحثها باستمرار، بما في ذلك مع شركائنا الأتراك"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "أوضحت لجميع الشركاء في شمال شرق سوريا أنه ليس لديها أجندة سياسية، غير الحد الأدنى من الاستقرار..".

وفي وقت سابق انتقدت قيادات في شمال شرق سوريا تشكيلة اللجنة الدستورية السورية، المعلن عنها يوم الإثنين الفائت، وتوقعت فشلها بسبب "عدم تمثيلها جميع مكونات الشعب السوري"، واعتبرت ما وصفته بـ"إقصاء" ممثلي الأكراد "عن محاولات الحل السياسي، وعلى وجه الخصوص إعادة صياغة الدستور بأنه "إجراء غير عادل".

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق