من المتوقع أن تحمل الأسابيع المقبلة تطورات عديدة ينتجها الإنقلاب الذي يُعدّ له منذ أشهر واقتربت لحظة إعلانه على منظومة الفساد الرياضي في سوريا؛ التي يتسلط عليها مجموعة من العسكريين المتقاعدين عاثوا فساداً بكل مفاصل الرياضة منذ عقود، الذين أطلقت أيديهم دائرة الحرس القديم في النظام السوري عبر بوابة الفساد الكبرى ضمن مجالات عدة ومنها الرياضة (مؤسسة الإنشاءات العسكرية).
مصدر مقرب داخل الإدارة الفنية باتحاد كرة القدم أكد لـ "روزنة" أن صراع النفوذ بين أقطاب سورية ذات ولاءات مختلفة امتد أيضاً إلى الرياضة، ولكن هذه المرة بغية خدمة "دعاية القصر الجمهوري" بالإصلاح الذي تنتهجه حكومة دمشق على الفاسدين المحيطين بكل مفاصل "الدولة السورية"، حيث تبرز أسماء هي أقل ما يمكن وصفها بأمراء الحرب السورية، وكذلك البعض الآخر بات يتصدر قائمة "حيتان المال" في الساحة الاقتصادية.
ومن أهم هذه الأسماء يبرز اسم سامر فوز (رجل الأعمال المدلل و المقرب من النظام) وكذلك محمد براء قاطرجي (عرّاب صفقات النفط والقمح "من الشرق السوري إلى جنوبه")، فلم يمكن دخول مجموعة شركات فوز والقاطرجي لرعاية فريقيين سوريين بكرة القدم بمبالغ خيالية تجاوزت المليار ليرة سورية مطلع الصيف الماضي، إلا بداية لتغيير جلد اللعبة الأهم للسوريين كما هي للعالم بأسره (كرة القدم) لتسير بعدها عجلة السيطرة نحو البناء الهرمي الرياضي بأكمله.
اقرأ أيضاً: صراع مفتوح بين فوز و القاطرجي في كرة القدم!
تقول الأخبار الواردة من دمشق بأن سامر فوز وهو أحد أبرز الشخصيات التي ستكون بمثابة حربة البندقية الموجهة ضد اللواء المتقاعد موفق جمعة وداعميه، وظف إمكانات مالية وإعلامية كبيرة من شأنها طبع صورة جديدة في أذهان الشارع السوري مفادها أن "حملة مكافحة الفساد الرياضي واجتثاثه" انطلقت، وهو ما بدأ إعلاميا و بدعم مالي سخي عبر برنامج رياضي ذاع صيته مؤخراً في قناة "السورية" المحلية، فضلا عن قناة "لنا" المملوكة لسامر فوز؛ والعمل على تخصيص منبر يحاكي حملة "التغيير" المنتظر لدى الشارع الرياضي السوري.
الخطة الإعلامية لا تقف عند هذا الحد، بل استلزمت جلب أسماء كبيرة في تاريخ كرة القدم السورية من الخارج، وهي شخصيات كان دخولها إلى سوريا محظوراً بعد عام 2011 لأسباب أمنية أو سياسية، إلا أنها عادت مؤخراً حيث تذليل العقبات التي تمنع عودتها، كان آخرها نزار محروس الذي تواجد في دمشق و بشكل مفاجئ منذ يومين، وسبقه بأسابيع محمد عفش.
هذه الأسماء وأخرى ستأتي لاحقاً على رأسها عمار عوض، ستكون أنسب واجهة لمشروع فوز وشركاه للدخول وبقوة إلى تَسلّم الرياضة السورية برمتها، وحتى سيصل الحال كما تقول مصادر "روزنة" إلى تغيير المنظومة الرياضية بشكلها ومضمونها؛ و التي يقودها ما يسمى "الإتحاد الرياضي العام"، وهو ما كانت تتحدث عنه الماكينة الإعلامية لفريق "التغيير ومحاربة الفساد الرياضي" وحتى أكدت عليه شخصيات مقربة منهم كان من أبرزهم نجم المنتخب السوري في التسعينيات محمد عفش.
وتشي التحضيرات الجارية بأن أمور "الإنقلاب الرياضي" على عسكر الرياضة لن يأخذ وقت إنهاء العمل عليها أكثر من الثلاثة شهور القادمة، و ليبقى التساؤل عن الهدف الحقيقي وراء كل هذه التحضيرات والوعود بالتغيير في رياضة سوريا التي أغرقها الفساد والفشل المتكرر لعقود.
الكلمات المفتاحية