تفتتح مدارس محافظة الرقة أبوابها مجدداً أمام قرابة 130 ألف تلميذ وتلميذة، موزعين على 340 مدرسة في المدينة وريفها بحسب إحصائيات "لجنة التربية والتعليم" التابعة لـ "مجلس الرقة المدني".
ويتداول مؤخراً أهالي الرقة؛ أنباء عن انتشار ظاهرة خطف الأطفال في المحافظة، ما شكل مخاوف لدى البعض من إرسال أبنائهم للمدارس، إلا أن خلف المطر نائب رئيس لجنة التربية ينفي هذه الأنباء لـ "روزنة"، معتبراً بأن الهدف من تلك الشائعات هو عرقلة سير العملية التربوية في المنطقة.
ويضيف: "عملت لجنة التربية قبل بداية العام الدراسي على تأهيل وترميم عدة مدارس في المدينة وريفها، وحالياً تجري أعمال الصيانة في 15 مدرسة، وتم توفير مستلزمات كافة المدارس التي تم افتتاحها، والعمل جاري أيضاً على ترميم المرافق الصحية في المدارس، وبالنسبة لأنباء الخطف فأنا أعتقد أن شعبنا واعي ولا يمكن أن يصدق هذه الإشاعات ولن يكون هناك تأثير على الحركة التعليمية في المحافظة، لم نسمع عن أي حالة خطف في الرقة".
ويشير خليف الدوشق مدير مدرسة هواري بومدين في مدينة الرقة؛ خلال حديثه لـ "روزنة"، إلى الإقبال الكبير من قبل الأهالي هذا العام على تسجيل أبنائهم في المدارس، رغم الخوف من شائعات الخطف التي يُروج لها مؤخراً، ويقول الدوشق: "هناك خوف بسيط لدى بعض الأهالي من هذه الأنباء، ولكن هناك إقبال مفاجئ هذا العام، لم نكن نتوقع هذا العدد من الطلاب، أكثر من 150 طالب قمنا بتسجيلهم في الصف الأول بمدرستنا، وهناك إقبال على كل الصفوف، و افتتحنا قسم المرحلة الثانوية وأصبح لدينا شعبة صف عاشر كاملة، ولم نكن نتوقع هذا الإقبال الجيد، والوضع هذا العام يبشر بالخير أكثر من العام الماضي".
اقرأ أيضاً: سوق الجمعة في الرقة... ما لا تجده في الأسواق التقليدية
ورغم النفي الرسمي يعتقد الكثيرون أن ظاهرة الخطف موجودة في الرقة، مثل دلال العلي (أم لثلاثة أطفال في المرحلة الابتدائية)، حيث تقول إنها تعيش حالة من التوتر والخوف على أطفالها بسبب عدم استتباب الوضع الأمني، و ترى بأن التعليم في مدارس الرقة حالياً سيء للغاية، وتتابع: "حسبما رأيت فإن المعلمين والمعلمات في الرقة حالياً ليست لديهم الكفاءات اللازمة لبناء جيل شهد سنوات طويلة من الحرب والقصف والعنف، السنوات الماضية أثرت على أطفالنا بشكل كبير وأصبحوا أكثر ميلاً للعنف، وهم بحاجة لعناية خاصة من كوادر تدريسية لديها الخبرة والكفاءة".
ورغم الدمار الشاهد على الحرب في مدارس الرقة؛ فضلاً عن عدم استقرار الوضع الأمني، تعلو أصوات الأطفال من المدارس التي تم افتتاحها هذا العام، مع أمل بمستقبل أفضل لجيل عاش لسنوات في ظل مشاهد الحرب والعنف.
الكلمات المفتاحية