قصف مستمر على إدلب… توقعات بتوسيع نطاق الحملة العسكرية

قصف مستمر على إدلب… توقعات بتوسيع نطاق الحملة العسكرية
أخبار | 20 سبتمبر 2019

استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" مساء أمس الخميس ضد مشروع قرار أعدته الكويت وألمانيا وبلجيكا في مجلس الأمن للمطالبة بوقف النار فوراً بدءاً من السبت في منطقة خفض التصعيد بإدلب.

 وعقد مجلس الأمن جلسة علنية حول الوضع الإنساني في سوريا استمع خلالها إلى إحاطة من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للشؤون الإنسانية نائبة منسق المعونة الطارئة أورسولا مولر.

مشروع القرار الذي نقضته كل من روسيا والصين، حصل في المقابل على تأييد 12 عضواً لكنه لم يصدر لأن روسيا والصين استخدمتا الفيتو لإسقاطه، ويحتاج إقرار أي مشروع قرار في مجلس الأمن إلى موافقة تسعة على الأقل من الأعضاء الـ15 مع عدم استخدام حق النقض من أي من الدول الخمس الدائمة العضوية، (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة).

وعادت الانقسامات العميقة للبروز بين أعضاء مجلس الأمن حول الملف السوري يوم أمس؛ بعد استخدام روسيا حق النقض للمرة الثالثة عشرة لتعطيل مشاريع قرارات مختلفة أعدها أعضاء مجلس الأمن الآخرون.
 
 
ورداً على إخفاق مجلس الأمن في وقف إطلاق نار شامل في إدلب؛ دعت الفعاليات المدنية والشعبية في الشمال السوري، للخروج بمظاهرات حاشدة اليوم الجمعة، في مراكز المدن الرئيسية، تنديداً بالعجز الدولي، ولإيصال رسالة واضحة للعالم بأن استمرار القصف والحملة العسكرية على المنطقة سيجبر تلك الآلاف على اجتياز الحدود نحو دول أوروبا بحثاً عن ملاذ آمن.

ونددت الفعاليات بالصمت الدولي حيال مايجري في إدلب من أزمة إنسانية كبيرة، منتقدة عجز المجتمع الدولي عن إيقاف روسيا من حملتها العسكرية؛ واتخاذ قرار واضح للتهدئة بإدلب في مجلس الأمن أو خارجه.

اقرأ أيضاً: استمرار القصف على إدلب بعد انتهاء قمة ضامني أستانا

وخرجت بعد ظهر اليوم مظاهرات عدة في مدن إدلب و معرة النعمان و سرمدا وتوجه المتظاهرون من مدينة سرمدا باتجاه الحدود نحو معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلا أن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) منعتهم من التقدم بعد نشرها لحواجز وعناصر تابعين لها بكامل عتادهم على الطريق الواصل بين سرمدا و معبر باب الهوى. 

وبحسب مراسل روزنة في المنطقة فقد هتف المتظاهرون شعارات نددوا فيها بالقصف الذي تتعرض له المناطق في ريف إدلب الجنوبي؛ و طالبوا تركيا بالضغط على روسيا لوقف القصف، كما نددوا بـ "الفيتو المزدوج" الذي استخدمته روسيا و الصين ضد قرار وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا.
 
 
و في سياق مواز لا يزال القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام السوري المتواجدة في ريفي حماة وإدلب الجنوبي على معظم قرى وبلدات ريف إدلب حيث تم استهداف بلدتي ترملا و معرة حرمة والشيخ مصطفى صباح  اليوم الجمعة بالعديد من القذائف و الصواريخ واقتصرت الأضرار على الماديات بسبب خلو شبه تام للمدنيين من هذه البلدات بعد الحملة العسكرية التي قامت بها روسيا وقوات النظام السوري خلال الأشهر الماضية. 

كذلك قصفت قوات النظام السوري قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي بالقذائف المدفعية والصواريخ شديدة الانفجار أثناء انعقاد جلسة مجلس الأمن يوم أمس، حيث شمل القصف مدينة كفرنبل وبلدات معرة حرمة وحزارين وحاس وكنصفرة وحيش والشيخ دامس والتح والدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي.

توقعات بتوسيع نطاق الحملة العسكرية في الشمال..

الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد الركن مصطفى فرحات أشار خلال حديثه لـ "روزنة" إلى أن الروس رغم أنهم قالوا (الأسبوع الفائت) بأن الأعمال القتالية في سوريا على لسان وزير خارجيتهم سيرغي لافروف، لكن بوتين لا يمكن أن يقدم نفسه منتصرا طالما بالدرجة الأولى أن الطرق الدولية مغلقة. 

وتابع: "ما يزال الطريق مقطوعا على العاصمة الاقتصادية (حلب) تجاه العاصمة السياسية (دمشق)، وكذلك طريق حلب-اللاذقية ما زال مقطوعاً.. الروس يتحدثون دعم تقدم النظام نحو مناطق الشمال والسيطرة على كل محافظة إدلب وليس فقط الطرق الدولية".  

ولفت إلى أنه ومن الناحية العسكرية "لا يستطيع لا الطيران ولا المقاتل على الأرض القدرة على استمرار القتال لفترة طويلة، هناك صيانة دورية للطيران بعد مدة من الزمن خلال استمراره في المعركة، سواء كل 20 و 50 و 100 ساعة يحتاج الطيران لصيانة دورية، فكيف وأسراب الطيران المحدودة في حميميم تمارس القصف بشكل يومي وعدد ساعات الطيران بلغ الآلاف في الفترة الأخيرة، وبالتالي هناك كان مرحلة التقاط أنفاس وإعادة ترتيب للصفوف من ثم تجديد للأعمال القتالية".  

وزاد بالقول: "لو تمكن الروس والنظام من اجتياح إدلب خلال أيام قليلة لما توانوا عن ذلك، ولكن عسكريا هناك عقبات وصعوبات كبيرة، و هناك دفاعات قوية في الشمال وهناك مقاتلين سوف يقاتلون حتى النهاية، وبالتالي سيكون قتالا شرسا ومحصن دفاعيا وهذه المعلومات تتوفر لدى الروس من خلال استطلاعاتهم، وكذلك سياسيا فإن حدوث اعمال قتالية واسعة لن تكون مقبولة دوليا وهذه الاعتبارات تؤخر العملية، ومن المؤكد أن الروس سيلجأون لتكتيكات جديدة عن طريق الالتفاف أو الإحاطة العسكرية تحاول قضم مناطق تدريجيا وصولا إلى الهدف الرئيسي للروس والنظام".

قد يهمك: لجنة أممية لتحديد المسؤولين عن استهداف المشافي في إدلب

من ناحيته قال المحلل السياسي أسامة بشير خلال حديثه لـ "روزنة" أن الهدنة التي كانت أعلنت عنها روسيا مؤخرا من أجل التحضير للهجوم على الشمال برمته، معتبراً أن المقصود من الحملة العسكرية على المنطقة ليس فقط ريف إدلب و إنما أيضاً إدلب (المحافظة). 

وتابع: "(الحملة العسكرية) هدفها القضاء على كل من هو ضد النظام، المعركة قادمة مما لا شك فيه، وضمان خفض التصعيد في مسار أستانا هو ليس ضمانا و إنما اتفاق مع الروس، هم اتفقوا على محاربة الإرهاب ولكن لم يحددوا من هم الإرهابيين، النظرة الروسية للإرهاب تتمثل في كل من يحمل السلاح ضد النظام". 
ووصف بشير "الفيتو" الروسي في مجلس الأمن بـ "المهزلة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تستطيع تجاوز هذا الفيتو كما فعلت في العراق ولكن يبدو أن الأمور متفق عليها. 

وأردف: "المعركة في الشمال قادمة ولا نعرف حقيقة الوضع الفصائلي، هل سيكون هناك قتال ودفاع عن الأرض أم سيكون هناك تسويات أو اتفاقيات تسليم، كما حصل في حلب سابقا، ربما نجد سيناريو حلب يكرر في إدلب". 

وتابع في هذا السياق: "الشعب سئم من حالة الفصائل؛ وقد تبين أن قتال الفصائل في فتح المعركة يكون بأمر، لذلك لم يعد أحد يعول على الفصائل، مصير خان شيخون كان واضحا وهناك مناطق أخرى تدار بها معركة ولا يشترك الجميع فيها، الوضع الفصائلي لا يطمئن أبدا لكن نعتمد على النخبة الثورية والشعب الذي قام بالثورة هذا هو الأمل الوحيد الذي يعتمد عليه". 

ونوه إلى أن الوضع الميداني في الشمال خطير جدا، وأن على مقاتلي الفصائل المعارضة أن يعوا تماما بأن الروس والنظام لن يتخلوا عن فكرتهم في اقتحام ودخول إدلب.

اقرأ أيضاً: هل تستطيع تركيا تفكيك هيئة تحرير الشام؟ 

وأضاف: "تركيا تعرف تماما أن معركة إدلب قادمة، لذلك نرى أردوغان يسعى للمنطقة الآمنة؛ ففي حال تم الهجوم على مركز إدلب يكون هناك ملجأ لهؤلاء المدنيين على الحدود التركية في المنطقة الآمنة.. معركة الشمال هي بغطاء دولي والواضح أنها بغطاء أميركي لأن أميركا تستطيع تجاوز الفيتو الروسي كما أنها تستطيع الضغط على الروس والنظام بمنع الهجوم على إدلب لكن الجميع متفق على ذلك". 

وقدّم فريق "منسقو استجابة سوريا" في بيان له اليوم، إحاطة شاملة عن اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم أمس، لمناقشة القرار الذي تقدمت به حملة القلم الإنساني"مسؤولي الملف الإنساني في سوريا في مجلس الأمن" (بلجيكا،ألمانيا،الكويت)،والذي ينص على وقف الأعمال العسكرية الذي تقوم به قوات النظام السوري وروسيا على شمال غربي سوريا.

وذكر البيان أن التصويت انتهى بموافقة 12 عضواً من أصل 15 عضواً مع استخدام حق النقض"الفيتو" من قبل روسيا والصين، معبراً عن إدانته بشدة استخدام حق النقض"الفيتو" من قبل روسيا و الصين.

ولفت البيان إلى أن الحملة العسكرية لقوات النظام السوري وروسيا على محافظة إدلب والتي أطلقت منذ مطلع شباط وحتى الآن سببت نزوح أكثر من 966,140 مدنياً، وسقوط أكثر من 1,385 مدنياً بينهم 375 طفلاً وطفلة، وتضرر أكثر من 325 منشأة حيوية بينها مدارس ومراكز طبية وأسواق ودور عبادة وغيرها من المؤسسات التي تقدم خدماتها للمدنيين.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. موافق